مزعجة وتأثيرها يُضعف البصر

التعرض المستمر للشاشات يُجهد العين ويرهقها

التعرض المستمر للشاشات يُجهد العين ويرهقها
  • القراءات: 399
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر الدكتور رمزي بريكسي، المختص في طب العيون، في تصريح لـ"المساء"، من الاستعمال المفرط للشاشات، وكذا الضغط الكبير على العينين جراء الأجهزة الرقمية، مشيرا إلى أن إجهاد العين حالة مرضية، باتت شائعة؛ بسبب الانتشار الواسع لاستعمال التكنولوجيات الحديثة من الكمبيوتر، والهواتف النقالة، ومختلف الأجهزة الرقمية الأخرى، التي أصبحت تأخذ كافة وقتنا، وتحتل أكثر من 70 ٪ منه، وفق المختص. 

وقال الطبيب المختص: "لقد بات من غير العادي الاستغناء عن شاشاتنا. كما أصبح استعمال الهواتف الذكية والكمبيوتر يحتل جزءا كبيرا من يومياتنا؛ إذ صار الفرد مقيَّدا تماما بهذه الأجهزة؛ سواء في العمل، أو عند إجراء اتصالات عائلية، أو للعمل، أو حتى لتصفح المواقع، ومتابعة أحدث الأخبار. ليس فقط ذلك؛ فالبعض يستعين به حتى في الطبخ، أو الديكور، أو استشارة أطباء، أو حجز رحلة، أو مشاهدة أفلام، أو غير ذلك من السلوكات اليومية الروتينية التي لا تتم إلا بأجهزتنا".

وشدد المختص على أن الاستعمال المفرط للأجهزة وتعريض العين لضوئها الأزرق لفترة طويلة، بات يتسبب في كثير من الأعراض الصحية، ويؤثر على سلامة العين والنظر، مشيرا إلى أن دراسات عديدة أجريت لإثبات مدى علاقة تراجع النظر وضعف البصر، بالاستعمال الكبير لأجهزتنا.

وأضاف المتحدث: "اليوم يتم تسجيل تراجع سن "ضعف البصر"؛ فبعدما كان يتم تسجيل هذا المشكل في سن متأخرة خاصة بعد الخمسين سنة، أصبح، اليوم، يسجَّل بداية المشكل في مرحلة متقدمة جدا، تصل إلى عشر سنوات، وهذا أمر مثير للدهشة! لا سيما أن انتشار هذا المشكل وسط أطفالنا يستدعي، اليوم، إجراء دراسات عميقة لتحديد المشكل، وشن حملات تحسيس؛ للتحذير من استعمال تلك الأجهزة في سن متقدمة، خاصة لساعات طويلة من اليوم، خاصة لسلامة الأطفال".

وأكد المختص: "بالرغم من أن مشكل إجهاد العين ليس بالخطير، إلا أن مضاعفاته مزعجة جدا، لا سيما إذا حدث ضعف بالبصر، وهي أخطر الحالات. كما يمكن أن يحدث في مراحل أولى احمرار العين الشديد، وحرقة، ودمع العين، وحساسية للضوء، وصداع، وآلام في الرقبة، وكلها تحدث بسبب الاستخدام الكثير للعين، والتركيز في عملها، لا سيما أثناء القيادة أو القراءة في ضوء خافت. كما تشتد الحالة عند الاستعمال الكثير للأجهزة الإلكترونية أو الشاشات غير المحمية، والتي ينعكس ضوؤها الأزرق مباشرة، على العين.

كما أكد المتحدث أن بعض الحالات تتسبب لها الشاشات في جفاف العين، وهي من الحالات الشائعة. ولا يدركها الفرد إلا عند حدوث مضاعفات؛ كجفاف الدمعة، مشيرا إلى أن كل تلك الحالات تستدعي العلاج وفق المرحلة، والتي تبدأ من محاليل لتنظيف العين، إلى محاليل ضد التلوث، وأخرى لترطيبها.

وشدد المتحدث على عدم السماح للأطفال دون خمس سنوات، باستعمال الهواتف الذكية واللوحات الرقمية، ومراقبة الطفل بعد ذلك؛ لتحديد فترة إمكانيته استعمال الشاشات لفترة معقولة وصحية له.

وفي الأخير، أشار رمزي بريكسي إلى قاعدة 20/20 التي تُعد، وفقه، قاعدة فعالة لإراحة العين، خاصة خلال العمل بالنسبة للموظف الذي يستخدم الكمبيوتر بشكل حتمي.

وتقول القاعدة بإبعاد النظر عن الجهاز كل عشرين دقيقة، والنظر بعيدا مسافة 20 قدما لمدة عشرين ثانية؛ لإراحة العين، إلى جانب استراحة خمسة عشرة دقيقة كل ساعتي عمل، مؤكدا أنها سلوكات مفيدة تريح البصر عامة، وتسمح بتفادي إرهاق العين وإجهادها لساعات طويلة من العمل.