موسى زروق إمام بمسجد ابن باديس:

التعب والإرهاق يضيع على الصائمين أجر ليلة القدر

التعب والإرهاق يضيع على الصائمين أجر ليلة القدر
  • القراءات: 1321
رشيدة بلال رشيدة بلال

يشعر أغلب الصائمين مع بدء العد التنازلي لرمضان بنوع من التعب والإرهاق ينعكس بشكل جلي على الجانب الروحي، حيث يميل البعض إلى التخلي عن صلاة التراويح في الوقت الذي ينبغي عليهم مضاعفة الجهد للفوز بجائزة العتق من النار، عن طريق الإكثار من التعبد وفعل الخيرات وترقب ليلة القدر التي يقول موسى زروق، إمام بمسجد ابن باديس بشأنها؛ "لا يزال البعض يعتقد أنها مرتبطة بليلة السابع والعشرين".

ما ينبغي أن يدركه كافة المسلمين ـ يقول الإمام موسى ـ ونحن نعيش على وقع العشر الأواخر من رمضان "أن هناك ليلة مباركة أخبر بها  نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث دعانا إلى تحري ليلة القدر والتماسها في الوتر من العشر الأواخر، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر يشد مئزره ويوقظ أهله للعبادة والصلاة، بالتالي كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهده في غيرها، مشيرا إلى أن عائشة رضي الله عنها سألت النبي إن أدركت ليلة القدر ماذا تقول، فقال؛ "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا..."، انطلاقا من هذا يضيف "كان الصحابة يجتهدون في الأيام الأخيرة من شهر الصيام أسوة بالنبي الكريم، وبهذا يفترض أن يجتهد الصائمون في الأيام الأخيرة من الشهر ما لا يجتهدونه في غيرها من الأيام، غير أن الواقع مغاير، إذ نلاحظ أن بعض الصائمين في الأيام الأخيرة يتخلون عن التردد على المساجد ويتركون صلاة التراويح وينال منهم التعب والإرهاق ويميلون إلى النوم والتثاقل عن العبادات، الأمر الذي يجعلهم يضيعون أجر الأيام المعدودة المتبقية التي يفترض أنها تخفي في جوانحها ليلة القدر، كما وصفها المولى عز وجل هي خير من ألف شهر.

وبالحديث عن ليلة القدر، لابد أن يتم لفت الانتباه، يقول الإمام موسى "إلى أن هذه الليلة لا ترتبط كما ساد الاعتقاد بليلة السابع والعشرين وإنما هي ليلة تحتاج إلى أن يتحرى الصائم فيها، لأنها غير ثابتة، كما ورد في الأحاديث، فقد تكون في ليلة الثالث والعشرين وبالتالي قد تكون في الأيام الأولى من العشر الأواخر أو الأيام الأخيرة منه وعليه هذه الليلة هي الغنيمة الوحيدة التي يجب على الصائم أن يبذل من أجلها جهدا إضافيا لتحصيل أجره، بمعنى لابد للصائمين رفع عزيمتهم ووضع في نصب أعينهم أن كل يوم من العشر الأواخر هي ليلة القدر ليكون لديهم محفزهم الذي يشجعهم على الطاعات.

وفي رده على سؤالنا حول مدى اهتمام الصائمين بالجوانب الروحية في الشهر الفضيل، أكد الإمام موسى أن هناك اهتمام نوعي في رمضان بكل ما يتعلق بالأعمال الخيرية، كالإشراف على موائد الإفطار والإسراع إلى التصدق والقيام بالعديد من الأعمال التطوعية التي نتمنى أن تستمر بعد رمضان.