الأستاذ أكرم شاقور إمام خطيب لـ"المساء":

التطوع قيمة وطنية بحاجة إلى ترسيخها لدى الشباب

التطوع قيمة وطنية بحاجة إلى ترسيخها لدى الشباب
  • القراءات: 927
رشيدة بلال رشيدة بلال

لا يدرك الكثير من الشباب، حسب الأستاذ أكرم شاقور، إمام خطيب بمسجد "عين الطريق" ولاية سطيف، العلاقة بين العمل التطوعي والوطن، حيث يعتقدون أن هذا النشاط غير المأجور يدخل في خانة العمل الإنساني الخيري، غير أن جائحة "كورونا" التي عصفت بالجزائر، على غرار باقي دول العالم، كان فيها للعمل التطوعي أهمية بالغة في تحقيق الأهداف المسطرة، من ساسة الدولة من الجانب التضامني والتآزري والتكافل الاجتماعي،وحول العلاقة بين العمل التطوعي والوطن كقيمة، وكيفية حث الشباب على المشاركة فيه بقوة، كان هذا الحوار.

❊ بداية، حدثنا عن قيمة العمل التطوعي كنشاط إنساني؟

❊❊ العمل التطوعي من أهم الأعمال التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، قبل أي شيء آخر، ودعا إليها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لما فيه من تحقيق للتآلف والتآخي بين أفراد المجتمع، وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم، قيمة العمل التطوعي في الإسلام في أحاديث كثيرة، منها قوله "من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنوات»، وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار». ومن ثمة فإن العمل التطوعي سلوك حضاري، وهو فرصتنا لتطوير المستقبل، فمجتمع بلا عمل تطوعي عبارة عن مجتمع بلا حضارة.

❊ في رأيك، ما العلاقة بين العمل التطوعي والوطن؟

❊❊ الوطن كلمة صغيرة المبنى، لكنها عظيمة المعنى، فهي كلمة فخر واعتزاز، وهي الهوية التي يحملها المواطن، وهو مرفوع الرأس. ولا يشعر بها إلا كل إنسان محب ومخلص لوطنه، ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه، ولا نستحق الانتماء إليه، ومن هنا تظهر العلاقة بين الوطن والعمل التطوعي، من خلال الحاجة الماسة للعمل التطوعي، لما فيه من أهمية اجتماعية وإنسانية عظيمة، ولأنه رمز من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فهو يعكس مقدار تحضر الفرد وولائه وانتمائه وحبه لوطنه. ولعل جائحة "كورونا" رسمت أسمى صور التطوع حبا للوطن وحماية له.

❊ ألا تعتقد بأن التطوع يسجل تراجعا في فصل الصيف، رغبة من الشباب في الاستجمام؟

❊❊  حقيقية، ومن هنا تظهر أهمية تأطير المتطوعين من طرف الجمعيات الخيرية، وفق خطط وبرامج مدروسة تجعله سلوكا دائما، خاصة أن أنواعه كثيرة ومجالات واسعة ومتعددة، نذكر منها: زيارة المرضى في المستشفيات وتجهيز وجبات، العمل على تنظيم دورات رياضية، خاصة للمراهقين لاستقطابهم وإبعادهم عن رفقاء السوء والمخدرات والإدمان، القيام بحملة لتشجير الشوارع، المشاركة في إعادة طلاء أسوار المدارس والمستشفيات القديمة، وغيرها من المؤسسات والأماكن العامة، القيام بحملة تنظيف للشواطئ وأماكن السباحة، تنظيم حملات توعوية للشباب بخطر المخدرات والإدمان.

❊ يصعب إقناع البعض بالانخراط في العمل التطوعي، كونه غير مأجور. ما تعليقك؟

❊❊ العمل التطوعي، بالرغم من مجانيته، إلا أنه يحوي الكثير من الامتيازات والحوافز والجوائز التي يتمتع بها المتطوعون، خاصة الشباب منهم، والتي لا يدركون قيمتها، فالعمل التطوعي راحة للنفس وطمأنينة للقلب والضمير، ومن بين الامتيازات التي يحصل عليها المتطوع للعمل الخيري، أنه يتعلم حب العمل والتضحية والتواضع، والتقرب من الناس، ومعايشة معاناتهم، وكسب مودتهم، ودعائهم وثنائهم عليه، وفوق كل ذلك ينالون رضا رب العالمين تبارك وتعالى، لذا يحتاج المتطوع أولا، أن يدرك ويقتنع ويؤمن به ليمارسه بتلقائية.