التعايش مع ”كورونا” ضرورة، لكن التعود عليه مرفوض
التضرع لله والدعاء لرفع البلاء منفذ للخروج من الأزمة

- 1778

حذر الإمام علي، بمسجد ”الفلاح” في البليدة، المجتمع، من خطر التعود على المرض، مشيرا إلى أنه بعدما طالت فترة انتشار وباء ”كورونا” المستجد، أصبح من الضروري التعايش مع الفيروس، لكن ذلك لا يعني أنه لابد من ”التصالح معه”، على حد تعبيره، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في الدعاء لله كي يرفع هذا الوباء.
قال المتحدث، إن اليوم وبعد التخفيف النسبي للحجر الصحي، يمكن للمسلمين التوجه إلى المساجد للصلاة والدعاء لله حتى يرفع عنا هذا البلاء، مشيرا إلى أن الإنسان عاجز أمام قدرة الله، الذي بإذنه، أصيبت كل الأمم بهذا البلاء منذ سنة كاملة تقريبا. أكد الإمام على ضرورة التضرع إلى الله والدعاء لرفع الوباء والبلاء، الذي سببه تفشي فيروس ”كورونا” المستجد عالميا، هو ما يحتاجه الإنسان، وقال إنه أمر متفاوت بين الناس جميعا، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مجربة ويمكن الدعاء بها. كما نوه المتحدث إلى أنه ”يمكن الوقاية أيضا من المرض بالدعاء وتحصين النفس”، مشيرا إلى أن ”للدعاء قوة ربانية، وهو الأمر الوحيد الذي يمكنه أن يغير القدر والقضاء. للإنسان سلاح عظيم بين يديه، وهو التضرع لله المنجي الوحيد بعظمته وقدرته، فبيده سبحانه وتعالى كل شيء، وإنما أمره إذا أراد أن يقول لشيء كن فيكون، ويغير من حال إلى حال”. يقول إمام المسجد: ”لا تعتادوا المرض، فالتعود على البلاء يجعلنا ننسى نعمة الصحة والحرية في الخروج من البيت دون خوف، فالإنسان بطبعه، كلما وضع في بيئة لفترة طويلة، تعود على أجوائها وتعايش مع ظروفها، رغم قساوتها، لكن ذلك ليس بالأمر الطبيعي”.
كما ذكر الإمام علي، أن خير الدعاء ما جاء بصيغة الجمع، إذ أن صيغة الجمع في الدعاء هي الأفضل، كأن يدعي الإنسان ”اللهم اغفر لي وللمسلمين.. اللهم اغفر لأمة محمد أجمعين، أو للمؤمنين جميعا..”، ومن ضمن الجمع في الدعاء، الجمع أيضا بين نصيب الإنسان من الدنيا والآخرة، بقول: ”اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”، فالدعاء حسب تأكيد الإمام ”أحكام وآداب، على المسلم أن يمتثل لها حتى تكون له دعوة مستجاب، لاسيما في أوقات لا يرد فيها دعاء الداعي”، موضحا أنه على الأئمة نشر هذه الدعوة عبر خطب الجمعة، لتوحيد قوة المسلمين في ذلك. كما دعا، نفس المتحدث، في الأخير، بالأخذ بالأسباب، قائلا؛ إن الله تعالى يحب المتوكلين عليه، لكن ذلك لا يعني إلقاء النفس إلى التهلكة، إنما يجب الوقاية من الفيروس وانتشاره والحماية منه، وليس التراخي وتعمد التعرض له، ثم الدعاء للحماية من الإصابة به.