الدكتور محمد الطاهر عيساني لـ "المساء":

التسمّمات الغذائية هاجس يهدّد الصحة العمومية

التسمّمات الغذائية هاجس يهدّد الصحة العمومية
الدكتور محمد الطاهر عيساني
  • القراءات: 487
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تمثل التسمّمات الغذائية هاجسا للصحة العمومية وخطرا محدقا بصحة الأفراد والجماعات، تزداد حدّتها في المواسم والأعياد وفي فصل الصيف مع انتشار التجارة الطفيلية، ولهث بعض أصحاب المطاعم والأكلات السريعة وراء الربح السهل على حساب صحّة المواطن، وذلك رغم الإجراءات الرقابية التي تقوم بها مختلف مصالح الدولة. خلال حديثه مع "المساء"، أكّد الدكتور محمد الطّاهر عيساني بأنّ التسمّمات الغذائية ظاهرة اجتماعية صحية ذات اهتمام متعدّد القطاعات، تشكّل هاجسا للصحة العمومية لاسيما وأنّها في تزايد مستمر، مشيرا إلى أنّ من بين أهم أسبابها تلوّث الأكل أو مكوناته بميكروبات، فيروسات أو بكتيريا أو حتى نتيجة لمواد سامة بكتيرية.

وأضاف الدكتور عيساني، بأنّ خطورتها تكمن في تأثيراتها على المنظومة الصحية، مع خطر تزايد الحالات في فترة وجيزة، ما يؤثّر على قدرة الاستيعاب، خاصة الحالات الخطيرة التي تستهلك قدرات مصالح الإنعاش، كما تكمن الخطورة على حياة المصابين الذين يعانون من أمراض مزمنة، إلى جانب حالات الجفاف والاضطرابات الايضية وحالات المغص والغثيان، ناهيك عن حالات التسمّم العصبي في حالات البوتيليزم، حيث تتباين أعراض التسمّمات،  حيث تصل إلى حدّ الشلل التنفسي والوفاة. ويرى الدكتور عيساني، أنّ تجنّب الإصابة بالتسمّمات الغذائية يبقى مرهونا بالنظافة، من غسل لليدين مع تعقيم أمكنة الطهي وكذا تجنّب الطهي عند الإصابات الانتانية للأصابع أو الجلد أو الإسهال إلى جانب تفادي استهلاك الأطعمة المعروضة على قارعة الطريق وسريعة التلف كالبيض والسمك وعند انقطاع سلسلة التبريد، دون إغفال الأكل الذي يقدّم بعد التحضير، إلى الأطعمة المعروضة أمام الذباب والناموس والهوام والقوارض وغيرها.

وعن سبب كثرة الإصابات بالتسمّمات الغذائية خلال فصل الصيف، فقد أرجع المتحدّث ذلك إلى جملة من العوامل، منها ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة اللذين يساعدان على تكاثر البكتيريات، ما يساعد على التلوّث السريع، ناهيك عن عدم احترام سلسلة التبريد واستعمال مياه طهي ملوّثة وغيرها، ليبقى الحل الأمثل والأنجع لتجنّب حدوث مثل تلك التسممات، هو احترام قواعد النظافة الأساسية ومنها غسل اليدين وتنظيف الأواني مع احترام وضبط درجة حرارة تخزين الأطعمة ودرجة حرارة الطهي وزمن الاستهلاك. ويشدّد الدكتور عيساني، على أهمية التنسيق بين قطاع الداخلية والجماعات المحلية والتجارة إلى جانب الصحة والسياحة والشباب الرياضة والتربية والبلديات، خاصة لما هو متّصل بالمطاعم المدرسية، لكبح ما يمكن أن ينجم من تصرّفات غير مسؤولة سواء بالنسبة للتجار أو أصحاب المطاعم أو عمال الطهي.