في تقرير أعده 26 طفلا

التسلية... حرية التعبير ونبذ العنف أهم التوصيات

التسلية... حرية التعبير ونبذ العنف أهم التوصيات
  • القراءات: 800
رشيدة بلال رشيدة بلال

بمناسبة الاحتفال بالذكرى 27 لمصادقة الجزائر على الاتّفاقية الدولية لحقوق الطفل، قدّم الأطفال المشاركون في إعداد التقرير حول وضعية حقوق الطفل في الجزائر، نبذة عن الوثيقة التي أعدوها وماهيتها، وأهم النتائج والتوصيات التي انبثقت عنها. ويُنتظر أن يُشرع في العمل عليها كخطوة ثانية.

تتمثل فكرة المشروع الذي اطلعت عليه "المساء" في جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بحاجات وأولويات الأطفال في 17 دولة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واختيرت تسعة بلدان منها لتنفيذ المشروع بشكل تجريبي. وتُعتبر الجزائر واحدة من البلدان المشاركة؛ حيث تم استهداف خمس مدن لتنفيذ المشروع ممثلة في العاصمة والبويرة  وتيزي وزو وبجاية وآقبو.

ويعود اختيار الأطفال الذين قدّر عددهم بـ 26 طفلا ضمن الفئة العمرية من 8 إلى 18 سنة، إلى الإشراف على صياغة هذا التقرير، انطلاقا من كونهم يتميّزون بالشفافية والفضول، والأقدر على فهم حاجيات الأطفال أمثالهم، فضلا عن أنّ إشراكهم في العملية البحثية يعلّمهم معنى المسؤولية واتخاذ القرار.

تمثّلت الأسئلة التي انطلق منها الأطفال في عمليتهم البحثية في معرفة الأماكن والأنشطة التي لا يرغب الأطفال فيها أيام الدراسة، وفي العطل وأيام الراحة، وكذا البحث في الأماكن والأنشطة التي تخلق في أنفسهم شعورا  بالأمن أو الخوف أو الأذى أو السعادة أو المرض، والبحث في الأمنيات التي تجعل حياتهم أفضل أو أكثر إيجابية.  من جملة التوصيات التي خرج بها الباحثون بعد أن استهدفت العملية 1200 طفل، نذكر منها مطالبة الأولياء بمنح انتباه أكبر للأبناء خلال الفترة العمرية بين 14 و17 سنة، وعدم التضييق عليهم ومنحهم حيّزا من الحرية  للاختيار، وعدم إجبارهم على البقاء في المنازل، ولفت انتباه المعلمين والأوصياء على الأطفال للاهتمام بمواهبهم وميولاتهم، وإلى مشاعرهم واحتياجاتهم الخاصة وإلغاء العقوبات في المدرسة التي تهدف إلى التأديب لتقويم السلوك وعدم إرهاق الأطفال بالواجبات المدرسية أيام العطل.

وخلص الأطفال المشاركون في التقرير إلى تحديد ثلاث نقاط أساسية لا بد من العمل عليها بعد صياغة التقرير النهائي، حيث تتمثل النقطة الأولى في العنف ضد الأطفال  بالشارع والمدرسة. وتشير الأرقام المسجلة إلى أن تواجدهم في الأماكن المفتوحة يقدَّر بنسبة 71 بالمائة. وخلّفت ظاهرة الاختطاف في نفسية الأطفال خوفا من الأماكن الخالية بنسبة 36 بالمائة، في حين أن الطفل الذي  يعيش حالة عنف لفظي قُدّرت بنسبة 32 بالمائة، ما يعني أنّ الشارع أصبح يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للأطفال، وهو في نظرهم مصدر أذى بنسبة 33 بالمائة. بينما تتمثل النقطة الثانية في الحق في التعبير، حيث تبيّن أن نظرة الطفل إلى الحرية هي استلامها عند الكبر، ما يعني أنّه لا يملك حرية التعبير في الطفولة، لأنه لا يعيشها، وذلك بنسبة 33.36 بالمائة، وأن فكرة الشعور بالأمن والسلام مقدّرة حسب التقرير بنسبة 28 بالمائة. أما النقطة الثالثة فتتمثل في الحق في التسلية والراحة واللعب، حيث تشير الأرقام إلى أن نسبة خوف الأطفال من التواجد بمفردهم، تقدّر بـ 33.43 بالمائة، وفي المقابل يفضّل الأطفال الأخذ بالنصيحة من طرف شخص أجنبي بنسبة 32 بالمائة، في ظل غياب بيئة حامية تشعره دائما بالعجز الذي يشير إلى نسبة 30 بالمائة.