البروفيسور صباح العياشي:

الترفيه مجموع قيم تزيد في معارف الطفل وتحسن سلوكه

الترفيه مجموع قيم تزيد في معارف الطفل وتحسن سلوكه
  • القراءات: 620
❊أ.محي الدين ❊أ.محي الدين

نبهت البروفيسور صباح العياشي في حديث خصت "المساء"، إلى أن الترفيه بدون تأطير علمي واجتماعي وفي غياب الأولياء، يؤدي إلى أخطار جسيمة، خاصة في خضم التكنولوجيا الحديثة التي باتت تدخل البيوت بدون مقدمات، مع ظهور ألعاب خطيرة إلكترونية، من بينها تحدي لعبة "الحوت الأزرق" التي دقت نواقيس الخطر بشأها، مؤكدة أن  الطفل يكتسب من هذه الألعاب كل السلوكات غير المتوازنة،  مما يجعله مضطربا نفسيا واجتماعيا في غياب الأسرة وكل الفاعلين في المجتمع، من مختصين في علم النفس الاجتماعي، القانونين، رجال الدين ، الأمن الوطني والهيئات الرسمية المسؤلة عن حمايته وترفيهه، مما يستوجب وجودهم على جانبه وبقوة.

أكدت المختصة في معرض حديثها، على أن الترفيه ليس معناه ترك الطفل يلعب دون رقابة، بل من الضروري أن يحمل الترفيه مجموع قيم تزيد في معارفه وتحسن سلوكه وتبعده عن السلوكات السيئة، مشيرة إلى أن الكثير من الألعاب الإلكترونية تحمل قيما سلبية في بناء سلوك الطفل الحضاري، ومنها تحدي "الحوت الأزرق" التي فيها تأثير نفسي وضغوطات رهيبة على الطفل، خاصة الذي يعيش في اضطراب أسري، تقول: "لابد أن يكون هناك وعي للآباء والأمهات بأن لا يتركوا أبناءهم بدون رقابة، خاصة أن صغارهم يعيشون بفعلها تحت ضغوطات، تهديدات ومساومات أوصلتهم للانتحار، لذا ينبغي تخصيص الأخصائي الاجتماعي داخل المؤسسات التربوية، لأنه يقوم بدراسة سلوك الأطفال ويمكن إنقاذ الصغار لأنه همزة وصل بين الأسرة والتلاميذ".

قدمت الدكتورة مقارنة بين الترفيه بالأمس واليوم فقالت: "مفهوم الترفيه اختلف كثيرا، فنحن كنا نلعب بألعاب تقليدية اكتسبنا من خلالها قيمة في التعامل، وحتى الرسوم المتحركة  التي كنا نشاهدها كانت ذات قيمة وبناءة، لكن الألعاب الإلكترونية اليوم باتت تنشَئ من طرف أشخاص مهمشين يعانون من اضطرابات نفسية، يسعون بدورهم للتأثير على الآخرين، لهذا حاولنا كمختصين من خلال اللقاء، التعريف بأوجه الترفيه من خلال جداريات حملت أعمالا لطلبة الدكتوراه حول الترفيه الذي يعد أحد عوامل الانتماء والتعامل مع الآخر، وأن لا يعيش الأشخاص مع شخصيات افتراضية وإنما واقعية، من خلال الرحلات الصفية وفي إطار أسري،  وإبعاد الضغط عن الطفل في المدارس. أضافت المختصة قائلة، بأن غياب الترفيه المبرمج أو المؤطر تأطيرا عقلانيا وعاطفيا ونفسيا يجعل الطفل يغوص في هذه الألعاب، لأنه لم يجد البديل، تقول: "لهذا نحن نقترح من كل الفاعلين القيام بدراسات، وأن هناك تنسيق لأن التأطير العلمي يوجه المجتمع".

أ.محي الدين