ضحايا "كورونا" في تزايد

التراخي والاستهانة يؤزمان الوضع

التراخي والاستهانة يؤزمان الوضع
  • القراءات: 554
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

جددت نادية مزنان، الدكتورة المنسقة لدى المصلحة الجوارية لبرج الكيفان، نصائحها المتعلقة بتدابير الوقاية والحماية من فيروس "كورونا" المستجد، مشيرة إلى أن عدد الإصابات في ارتفاع كبير، الأمر الذي يستدعي دراسة وطنية شاملة للتحقيق في السبب الرئيسي وراء ذلك، ولمعرفة ما إذا كان المشكل راجعا حقا إلى عدم احترام معايير الوقاية، بعد فترة من "تعود المجتمع على المرض" ومحاولة التعايش معه.

أوضحت المتحدثة أن الجزائر وصلت إلى مرحلة لا يمكن فيها القول، إن عدوى محددة أو إصابة جديدة كانت بسبب نقل الفيروس من وافد من الخارج، باعتبار أن الحدود لا زالت مغلقة وكل الرحلات معلقة من وإلى الجزائر، إلا حالات جد قليلة، وهي خاضعة للحجر الصحي لمدة 14 يوما، موضحة أن المشكل بات أعمق من ذلك، وهو الأمر الذي يتطلب تحقيقا حقيقيا لمنع انتشار الفيروس بالصيغة الفعالة، وحصره بدل تمديد فترات الحجر أو فرض حظر التجوال، الأمر الذي أصبح يؤثر بشدة على الاقتصاد الوطني.

أوضحت مزنان أن المشكل اليوم راجع للمجتمع، خصوصا بعض الأفراد الذين يبدو أنهم تراخوا في احترام معايير الوقاية، التي كانت مفروضة في المرحلة الأولى، بعد الاعتياد على الحالة، وهم اليوم يحاولون التعايش معه دون حمل درع وقاية منه، وكأنه أصبح فيروسا غير قاتل ولا يهدد حياتهم.

أكدت المتحدثة أن العديد من الالتزامات التي كان يسير وفقها الكثيرون، تم التخلي عنها، على غرار استعمال الكمامة دون أن يتم فرضها، واستعمال المحلول الهيدروكحولي، وقالت مزنان، إن احترام معايير الوقاية أكثر من حيوي في هذه المرحلة، حيث تصل الجزائر اليوم إلى أكثر من 500 حالة جديدة في اليوم الواحد، وهذا الرقم جد خطير، يضعنا ضمن لائحة الدول الإفريقية الأكثر إصابة، والتي لم تتمكن من محاصرة المرض إلى حد الآن، بل زاد انتشارا، مما يفرض تبني إجراءات أخرى أكثر صرامة، ستنعكس سلبا على الحياة الاقتصادية، العلمية والاجتماعية، وهذا ما لا تحتاجه الجزائر مطلقا.

شددت المنسقة على ضرورة إعادة الاعتبار لمبدأ التباعد الاجتماعي، الذي يشهد اليوم في مختلف الأماكن، زيارات عائلية يومية، تنقلات للمستشفيات والعيادات الطبية لأتفه الأسباب، جولات في الحدائق والغابات، ومحاولات للاستجمام على الشواطئ، وتهاتف على الأسواق والمحلات التجارية، فضلا على مشاهد أطفال يلعبون في الشوارع ويحتكون ببعضهم البعض، كل ذلك يساهم في انتشار الفيروس، ويصعب التحكم فيه ومحاصرته.

في الأخير، قالت المتحدثة، إن غسل اليدين والنظافة الشخصية واستهلاك منقوع الأعشاب، وشرب الماء الدافئ، أكثر السلوكات البسيطة التي على المجتمع احترامها، لوقاية فعالة من هذا الفيروس القاتل، الذي لابد أن لا يستهان به، فضلا عن ارتداء الكمامة سواء داخل المحلات أو في سيارات الأجرة أو النقل العمومي أو الشارع، لأن الدراسات المتعلقة بهذا الفيروس مستمرة، ولا ندرك تماما إذا كان الفيروس يحمله الهواء أم لا، فالوقاية تبقى دائما خيرا من العلاج، لاسيما في غياب العلاج.