المعالج النفساني الدكتور عبد الله بكاكرة لـ”المساء”:

التدبر والابتعاد عن العالم الافتراضي ضروري

التدبر والابتعاد عن العالم الافتراضي ضروري
  • القراءات: 569
رشيدة بلال رشيدة بلال

يحدثنا المعالج النفساني الدكتور عبد الله بكاكرة، مؤلف كتاب “التوازن النفسي”، عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة في هذا اللقاء، بالبراهين والحجج العلمية، عن حاجة الإنسان الملحة إلى العودة للطبيعة التي تتأثر وتؤثر في العوامل المحيطة به، والتحرر من العالم الافتراضي الذي أصبح حبيسا داخله بفعل إرادته، مما عرضه للإصابة بالتوترات النفسية كالقلق، الإجهاد، الخوف، أكثر من أي وقت مضى.

يقول الدكتور بكاكرة، في بداية تحليله إن إلقاء نظرة عاجلة في حالنا اليوم، تنبؤنا بأننا أصبحنا نعيش منعزلين بالمعنى العام للكلمة عن الطبيعة ومثيراتها، والكون وآياته المتعاقبة، مرجعا ذلك إلى اختيار العيش في محيط مُصنع مُشفر خيالي افتراضي، أهم ما يميزه الذبذبات ذات الاهتزازات السلبية الآتية من التلفاز أو شاشة الكمبيوتر، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، التي لا تؤدي فحسب إلى التوتر، بل سيؤدي إلى ظهور أمراض واضطرابات نفسية خطيرة.

من جملة الحقائق العلمية التي أثبتت مدى خطورة عيش الإنسان في عزلة حسية عن تأثيرات الطبيعة من حولنا، حسب المعالج النفساني، دراسة أجريت في جامعة منتريال، في مجرى خمسينيات القرن الماضي، من طرف أخصائيين نفسانيين كانوا يدفعون عشرين دولارا كنديا يوميا، لكل الأشخاص الذين يقضون وقتهم وحيدين في غرفة عازلة للإدراكات والأحاسيس، مجهزة خصيصا لهذا الغرض.

كل ما يفعله المتطوعون كي يحصلوا على” عشرين دولارا”، هو أن يمضوا أطول وقت في هذه الغرف الصغيرة المجهزة لإجراء هذه الخبرة، حيث ينقطعون عن العالم الخارجي ولا يشعرون بأي إحساسات لا سمعية ولا إدراكية ولا حسية، والنتيجة أن معظم المتطوعين لم يستطيعوا تحمل هذه التجربة، وتخلوا عنها في أقل من يومين، ووصفوا التجربة بـ”المجهدة”، “المملة” و”المقلقة”، والتي إن استمرت تؤدي إلى ظهور بعض أعراض الجنون.

تبين من خلال الدراسة، أن 80٪ على الأقل من الذين خضعوا للتجربة،  أكدوا ظهور “هلوسة” لديهم، بمعنى أنهم رأوا وسمعوا أشياء لا وجود لها فعلا، يقول بكاكرة “مما يقودنا، حسب الدراسة، إلى تأكيد وجوب التكيف مع محيطنا، والعيش في الطبيعة والانتباه إلى آياتها، تغيراتها، وملاحظة آثارها”، ويؤكد المعالج النفسي “هذا يجعلنا غير غافلين لا عن أنفسنا ولا عن البيئة من حولنا، لهذا، قال الله تعالى عن صفات أولئك الذين يتمتعون بعقول رصينة، إنهم يتدبرون، وما أحوجنا إلى التدبر والابتعاد عن العالم الافتراضي الذي يقودنا إلى عزلة لا شعورية”.