ظاهرة تتجدد مع كل موسم إنفلونزا

التداوي الذاتي سلوك يعرض المريض للخطر

التداوي الذاتي سلوك يعرض المريض للخطر
  • القراءات: 440
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر فارس مخلوفي، صيدلاني، من التداوي الذاتي الذي يبرز خاصة خلال فصل الشتاء، نظرا للإصابات المتكررة بنزلات البرد، والانفلونزا الموسمية، مشيرا إلى أن الكثير من المرضى يقبلون على اقتناء أدوية للتداوي ذاتيا، دون استشارة طبية، موضحا أن الخطورة تتضاعف، خاصة عند اللجوء إلى المضادات الحيوية، التي لا يجدر تناولها إلا بوصفة طبية، خصوصا أنه لابد أن تكون آخر خيار أمام المريض لعلاج بعض حالات الإصابة. 

تنتشر، منذ أول انخفاض في درجات الحرارة، بين المواطنين، حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، وإصابات فيروسية، تنتقل عدواها بسرعة فائقة من شخص لآخر، يستشير بعضهم أطباء وخبراء الصحة لوصف علاج وفق الحالة، في حين يعتمد آخرون على وصفات تقليدية طبيعية للعلاج، أما فوج آخر، فيحاول بين هذا وذاك، علاج حالاتهم دون أي استشارة طبية، ولا يرون حاجة لزيارة طبيب ووصف دواء لهم.

في هذا الصدد، قال الصيدلاني، إن هذه الظاهرة تبرز خاصة في حالات محاولة علاج الأنفلونزا الموسمية، باعتبارها من أكثر الحالات الشائعة بين المواطنين، خصوصا في موسم البرد، وعلاجها قد يكون متشابها في كثير من الأحيان، إلا أن الدواء لا يكون بالضرورة فعالا من شخص لآخر، ومن الأفراد الذين لا يجدر تماما استهلاكهم لبعض الأدوية، إلا أن التقليد الأعمى في هذا الخصوص، واستهلاك أدوية "ثقيلة"، على حد تعبيره، قد يكون جد خطير على الصحة.

وقال، إن بعض المرضى يعتمدون على تجاربهم السابقة للإصابة، أو حتى تجارب غيرهم من الأشخاص من حولهم، ويعتمدون طبق الأصل على وصفات طبية أخرى لاقتناء أدوية من أجل علاج أنفسهم، كما أنه يكفي للبعض أن ينصحه صديقه أو قريب له بدواء معين، ليقتنيه دون التفكير أو الذهاب إلى طبيب مختص أو حتى طبيب عام في أقرب مصلحة طب جواري قريبة من سكنه أو مقر عمله.

وأضاف فارس مخلوفي، أن أكثر ما يعتمد عليه المواطنين خلال محاولتهم التداوي ذاتيا؛ "البراسيتامول" بأنواعها، المضادات الحيوية، "الايبوبروفين"، الفيتامين "سي"، محاليل السعال، وبعض خافضات الحرارة، إلا أن البعض من هذه الأدوية قد لا ينصح باستهلاكه لبعض الحالات، وقد يعرض الصحة للخطر إذا لم يتم احترام جرعات وفترة استهلاكه، خاصة ما يتعلق بالمضادات الحيوية، التي لابد أن تتم وفق بروتوكول علاجي دقيق، لابد من احترام فترة ومدة استهلاكه، واحترام نصائح الطبيب بحذافيرها، وعدم وقف العلاج إلا بعد انقضاء الفترة التي وصفها الطبيب المعالج، أو التي حددها الصيدلاني.

وأكد أنه إلى حد الساعة، لا يمكن للصيدلاني أن يرفض تقديم بعض الأدوية للمريض دون وصفة طبية، لعدم وجود مادة قانونية تحدد ذلك، إلا أنه في جميع تلك الحالات، يقوم الصيدلاني بتحذير المريض، وحثه على اقتناء وصفة طبية، من خلال زيارة الطبيب، غير أنه يقدم له الدواء إذا حرص على ذلك، دون الأخذ بالنصيحة، موضحا أن الكثير من الحالات يتم رفضها إذا ما كان الشخص كبيرا في السن، أو كان طفلا صغيرا، أو حتى امرأة حاملا، أو بعض المصابين بأمراض مزمنة، لأن تلك الحالات تكون أكثر حساسية لتفاعل الأدوية، وقد يعرض ذلك الاستهلاك العشوائي لمضادات الإنفلونزا، إلى مضاعفات صحية قد تكون خطيرة.

وقد أرجع هذه الظاهرة في التداوي العشوائي ذاتيا، للعديد من الأسباب، أولها تجربة سابقة كانت ناجحة بالاعتماد على دواء محدد، أو تجارب أشخاص من المحيطين، إلى جانب عجز البعض من زيارة الطبيب أو التنقل إليه لاستشارة طبية، في حين يرفض البعض دفع 2000 دينار أو أكثر مقابل زيارة طبيب، للكشف عن الانفلونزا، ليردد الكثير من الحالات ـ حسبه ـ مقولة "تلك الميزانية أخصصها لاقتناء الدواء مباشرة"، وهنا يؤكد الصيدلاني، أن زيارة طبيب عام لدى مصلحة طبية جوارية مجانا، يفي بالغرض، ويمكن للطبيب العام أن تكون له فعالية كبيرة في تقديم أحسن العلاج لمريضه، دون حاجة لزيارة مختص.