فيما عدَّ بعض الزبائن «الصولد» كذبةً بيضاء

التخفيض الشتوي ينتعش في أسواق البالة بعنابة

التخفيض الشتوي ينتعش في أسواق البالة بعنابة
  • القراءات: 1140
❊سميرة عوام ❊سميرة عوام

يكثر الطلب مع حلول فصل الشتاء، على الشيفون وملابس البالة بعنابة، التي تروّج لكل ما هو دافئ ويتناسب وموسم البرد، وعليه تغيّر العائلات محدودة الدخل والبسيطة وجهتها نحو هذه الفضاءات، لاقتناء مختلف التصاميم والأشكال التي تجد راحة عند ارتدائها، خاصة خلال الفصل الماطر.

وأشارت بعض العائلات في معرض حديثها معنا، إلى أن هذه المحلات تلبي حاجات أبنائها من خلال إقناعهم بهذا النوع من اللباس، الذي أصبح هو الآخر يعرف انتعاشا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، لأنه وجد زبائنه، حيث أشار البعض إلى أنهم لا يجدون خيارا أمامهم مادامت أسعار الملابس في الأسواق والمعارض خيالية، مؤكدين أن التخفيضات الشتوية في عنابة، أكبر كذبة بسبب تلك الأسعار التي يضعها أصحابها لتضليل الناس وبيع سلعهم بسعر يلهب الجيوب، وعليه فإن التردد على محلات البالة أفضل من نظيرتها في السوق الوطنية، مضيفين أن اللباس الشتوي بهذه النقاط ذو جودة، ناهيك عن الألوان والأشكال التي يكتسيها ويعطي أريحية لمحبي اللباس الرياضي ومختلف الأنواع الأخرى.خلال الجولة التي قادتنا إلى سوق البالة بعنابة، لاحظنا طابورا طويلا وإقبالا واسعا من طرف العائلات. والغريب أن الأمر لا يتوقف فقط على الفئة الفقيرة، بل يتعداه إلى ذوي الدخل الجيد. وحسب البعض، فإن النوعية الموجودة في هذه السوق جيدة، وتختلف عن تلك الموجودة في المحلات العادية؛ لأنها من صنع صيني، فيما تجد ماركات عالمية في سوق البالة؛ فما على الزبائن  سوى إعادة غسلها؛ تفاديا للأمراض الجلدية.

وفي هذا السياق، قالت السيدة فهيمة معلمة بالابتدائي وهي أم لأربعة أطفال، إنها اعتادت على سوق البالة منذ سنوات، وهي تعرف بعض التجار؛ حيث تتفق معهم على اقتناء بعض الألبسة ذات الماركات العالمية التي يتم اختيارها وتحويلها إلى منزلها، لتقوم بغسلها جيدا حتى يرتديها أبناؤها، مضيفة أن الشيفون لم يتسبب لها في أي مرض جلدي أو لأبنائها.وأمام انتعاش مثل هذه الأسواق التي تبيع أشكالا وألوانا للشيفون الشتوي بعد أن ازداد عدد المقبلون عليها، تبقى المحلات الفاخرة تكدّس اللباس لأشهر؛ لتجد نفسها مضطرة للتخلص منه في سوق البالة، وهو ما ذكره لنا السيد لمين في العقد الرابع، وهو تاجر ينشط منذ 14 سنة في تجارة الألبسة المستوردة من تركيا والصين وغيرهما، ليؤكد أن في السنوات الأخيرة وأمام غلاء المعيشة، أصبح العنانبة يبحثون عن الأسعار المعقولة والملابس ذات النوعية الجيدة بعد فتح السوق أمام اللباس المقلد، وعليه فإن سوق «البالة» فرض مكانه في الساحة إلى درجة تراكم السلعة في المحلات الكبرى ونقص الزبائن؛ مما يفرض على صاحب المحل بيعها بصيغة «الصولد» أو تحويلها بسعر منخفض إلى سوق البالة، وهذه حال التجارة في الجزائر، مضيفا أن التخفيض ليس كذبة كما يروّج لها البعض وإنما عملية التخفيض لا تنزل إلى المستوى الذي يبحث عنه المواطن، وعليه يرى أن تعليق لافتات «التخفيضات» خلال المناسبات، مجرد كذبة بيضاء، في الوقت الذي لا يعرف الخسارة التي يتكبدها التاجر؛ من تحويل ونقل وضريبة وكراء،  مشيرا إلى أن كل هذا ينعكس سلبا على مستوى النشاط التجاري على العموم.

سميرة عوام