الاستشارية نعمة زدام لـ"المساء ":

التحول الرقمي ضرورة لبناء جزائر عصرية

التحول الرقمي ضرورة لبناء جزائر عصرية
الدكتورة والاستشارية نعمة زدام
  • 363
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

دعت الدكتورة والاستشارية نعمة زدام إلى الانخراط في مسعى جزائر رقمية متقدمة، ذات رؤية استراتيجية عميقة، في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم. وأوضحت في حديث خصت به "المساء" ، أن الرقمنة لم تعد مجرد خيار تقني أو أداة لتحسين الأداء، بل ضرورة استراتيجية لبناء اقتصادات قوية، وإدارات فعالة، ومجتمعات أكثر تكافؤاً واستجابةً. واستدلت بنماذج لدول متقدمة، جعلت من التحول الرقمي ركيزة لنهضتها. وأردفت تقول: "إن الجزائر مدعوّة أكثر من أي وقت مضى، إلى تبنّي رؤية رقمية شاملة، تواكب التغيرات، وتستشرف المستقبل".

وحسب محدثة "المساء"، فإن اعتماد أنظمة رقمية في تسيير الشأن العام، لا يعني، فقط، تسهيل الخدمات، بل هو مدخل لإرساء قواعد الحوكمة الرشيدة، والشفافية، ومحاربة البيروقراطية. ويُعد - بحسبها - هذا التحول فرصة سانحة لإعادة هيكلة الإدارة، وتطوير رأس المال البشري، وتعزيز الثقة بين المواطن والمؤسسات.

منصة رقمية لكل قطاع.. توحيد الجهود وتسريع الأداء

في مقابل ذلك، أبرزت الدكتورة زدام التحديات التي تواجه العديد من القطاعات، وذلك في التنسيق وتبادل المعطيات، وهو ما يمكن تجاوزه من خلال إنشاء منصات رقمية موحدة ومترابطة، تتيح تعاملاً آنياً وآمناً، وتقلل من التكرار في الإجراءات، وتضمن نجاعة أكبر في اتخاذ القرار؛ سواء في قطاع الصحة، أو التعليم، أو العدالة، مشيرة في هذا الخصوص، إلى دور الرقمنة، التي قالت تمثل رافعة لتكافؤ الفرص، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

من جهة أخرى، تحدثت عن الفرصة الاستثنائية بحسب ما وصفتها من خلال الرقمنة، لتطوير اقتصاد وطني قائم على الابتكار، والمعرفة، والمؤسسات الناشئة، مؤكدة في الخصوص، أنه بالإمكان من خلال دعم الحاضنات الرقمية، وتحديث الإطار القانوني للاستثمار التكنولوجي لصناعة منظومة اقتصادية متكاملة، تتيح خلق الثروة، وتمتص البطالة، وتعزّز من سيادة البلاد الرقمية.

نحو منظومة عمل مؤسساتية ذكية ومتطورة

ركزت المتحدثة على استحداث آليات جديدة وفق ما تقتضيه متطلبات التطور التكنولوجي المتسارع، وبالتالي تجاوز الطرق التقليدية، وتعتمد على الكفاءة، والمرونة، والتقييم المستمر. وهنا ـ بحسبها - تبرز الحاجة إلى تمكين الكفاءات الوطنية، وتحيين مناهج التكوين، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص؛ لبناء مؤسسات ذكية وفاعلة.

وفي ختام حديثها حرصت الدكتورة المستشارة نعمة زدام، على أن يكون الاستثمار الأمثل في الرقمنة نابعا عن إرادة سياسية واضحة، وتخطيط استراتيجي محكم، لبلوغ الأهداف المنشودة، معتبرة ذلك تحديا كبيرا، وجب استغلاله من طموح، وتحويله إلى فرصة وواقع ملموس، يؤسس لدولة عصرية قوية في خدمة مواطنيها ومكانتها بين الأمم. وأدرفت: " فلنخطُ معاً نحو جزائر رقمية، متقدمة، وذات رؤية استراتيجية عميقة". 

وللإشارة، تلقت الدكتورة المستشارة نعمة زدام، عدة تكوينات دولية في مجال الرقمنة الذكية. واجتهدت في تطوير المنصات الرقمية، ومنصة إنقاذ موجة للمدمنين والعلاج الطبيعي من الإدمان أكبر تجربة ناجحة. كما صممت عدة منصات رقمية وطنية لفائدة مؤسسات الدولة؛ تهدف، من خلالها، إلى رفع مستوى الوعي، والحوكمة الرشيدة.