لتفادي السكري المصاحب للسمنة

التحلي بثقافة استهلاكية رشيدة ضرورة

التحلي بثقافة استهلاكية رشيدة ضرورة
  • القراءات: 434
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذرت الدكتورة جميلة أزيرو ندير، نائبة مدير فرع الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحة عوامل الخطر لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، من الاستهلاك المفرط للحلويات والمشروبات والأغذية المشبعة بالدهون كون ذلك كفيل بتطوير السمنة لدى الفرد وجعل الجسم مهدد بالإصابة بالسكري.

وأشارت المتحدثة إلى أن مشكل السمنة تعاني منه العديد من الدول منذ سنوات، إلا أنه في الجزائر بات أكثر شيوعا في السنوات العشر الأخيرة، بعدما تبنى المواطن ثقافة المأكولات السريعة بعد الانتشار غير المسبوق لتلك المطاعم، هذا ما جعل الثقافة الصحية تتراجع، كما أن حب الفرد لكل تلك الأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات غير مفيدة للصحة.

وأشارت الدكتورة في حديثها لـ”المساء" إلى أن الأمم المتحدة نظمت في المدة الأخيرة مؤتمرا عالميا للأمراض غير المزمنة، الهدف منه البحث عن سبل التقليص من فعالية الغذاء المصنع المسؤول عن السمنة والمسبب في ارتفاع ضغط الدم وداء السكري.

وعن العلاقة الوطيدة بين داء السكري والسمنة، تقول الدكتورة، إن الدهون المتراكمة في الجسم بسبب السمنة، تسد الشرايين وتؤثر بالتالي على مختلف الأعضاء منها البنكرياس، التي تمنعه من القيام بدوره الطبيعي في إفراز الأنسولين بطريقة طبيعية ومنتظمة تضمن توازن السكر في الدم.

وأضافت جميلة أزيرو قائلة: "إن العديد من الأفراد معرضون لتطوير السمنة لديهم خلال شهر رمضان، بسبب الاستهلاك العشوائي لتلك الأغذية المشبعة"، مضيفة أن الأسر الجزائرية كغيرها من الأسر العربية الأخرى تتسم لائحة طعامها خلال هذا الشهر بالتنوع في الأطباق التقليدية من جهة والأطباق الدسمة "المقلية" خاصة وكذا الحلويات بأنواعها. وعن الأطباق "المقلية" تقول: "تتعمد بعض ربات البيت جعل "البوراك" والبطاطس المقلية واللحوم، أطباقا يومية على موائد الإفطار، كطبق لا يتجزأ طيلة 30 يوما من رمضان، فهذا الأمر جد خطير وهو قادر على التسبب في الضغط الدموي وارتفاع في الكولستيرول، وكذا تعريض الجسم إلى زيادة الوزن والسمنة.

كما أن الإكثار من الحلويات وكذا المشروبات الغازية والعصائر المشبعة بالسكريات واستهلاكها بشكل عشوائي كفيل بزيادة الوزن وتعريض الجسم إلى الإصابة بالسكري.  وأرجعت الدكتورة ذلك المشكل إلى نقص الثقافة الاستهلاكية لدى المواطن الجزائري، الذي يعرض نفسه بسبب تلك الأطعمة المشبعة بالسكريات والدسم، إلى مشاكل صحية عديدة مثل انسداد الشرايين، الضغط الدموي، السكري، ارتفاع الكوليستيرول وغيرها من الأمراض المزمنة.وأكدت المختصة أن الأفراد الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة لتطوير داء السكري. وأشارت إلى أنه رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بالسمنة، إلا أنه يمكن القول أن العدد في ارتفاع ملحوظ، ويمس مختلف الشرائح العمرية لاسيما الأطفال الأقل من 12 سنة، وهذا يجعل الأمر "مخيفا" حسب المتحدثة، التي أكدت أن بلوغ وزن معين يصعب على الفرد اتخاذ قرار إتباع حمية غذائية واحترامها، الأمر الذي يجعل السلك الطبي يتخوف من هذه الظاهرة وذلك لأن الظاهرة تجر انخفاض سن المصابين بداء السكري بعدما كان ينحصر السن بين 25 سنة وما فوق إلا أن هذا الداء بدا في السنوات الأخيرة يمس الأطفال الصغار.

وتكمن خطورة السمنة وداء السكري في العالم الذي الفدرالية الدولية للمصابين بداء السكري تتوقع بلوغ عددهم 510 ملايين في 2020، وهو الرقم الذي يدفعنا للوقوف والتفكير في سبل جديدة لتفادي مساهمة الجزائر في بلوغ هذا العدد، وذلك بتكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية التي من شأنها إرشاد المستهلك إلى تغذية سليمة وصحية، بتفادي النظام الغذائي المشبع بالطاقة والدسم والسكريات.