يانس بن مالك حرفي في تربية النحل:

التحلي بأخلاقيات المهنة لضمان الجودة

التحلي بأخلاقيات المهنة لضمان الجودة
  • القراءات: 886
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أوضح السيد بن مالك يانس ـ مربي النحل ـ من ولاية المدية، أن تربية النحل «حرفة مباركة، لما للعسل من فوائد على صحة الإنسان»، مضيفا أن الفرد استعمله منذ القدم وتداوى به للتعافي من مختلف الأمراض. وشدد على أن المربي لا بد أن يتميز بالاحترافية في عمله ويتحلى بالصدق ويتماشى مع أخلاقيات المهنة لتفادي الغش في هذه المادة.
بمنتجات متعددة من العسل ومشتقاته، شارك السيد يانس بن مالك مؤخرا في تظاهرة وطنية نظمتها الفدرالية الوطنية لتربية النحل على مستوى مختلف بلديات ولاية الجزائر. «المساء» زارت معرض العسل في الهواء الطلق بشارع حسيبة بن بوعلي واقتربت من الإخوة ابن مالك الذين بدوا من خلال حديثهم إلينا، محترفين في الميدان واكتسبوا معرفة وخبرة طيلة سنوات من التعامل مع النحل، وهذا ما أكده أحد الإخوة قائلا: «عملنا هو مصدر رزقنا ونعمل فيه بكل حب، ليس فقط كهواية عابرة، الأمر الذي يجعلنا نتقن ما نقوم به».
وأوضح المتحدث أن هذا المعرض فرصة لربط الحلقة المفقودة بين المربي والمواطن، باعتبار هذا الأخير لا يزال معظمه يجهل منافع العسل، خصوصا فوائد مشتقاته، حيث لا يزال يبحث عن العسل الجبلي، مثلا، أو عسل البرتقال، ورغم أن لهذين النوعين فوائد كبيرة، إلا أنه توجد أنواع أخرى فوائدها ومركباتها غنية بالفيتامينات ولها فوائد جمة على صحة الإنسان.
للعسل تأثير كبير في معالجة المعدة وفقر الدم ومعالجة الجراح والتعفنات والحروق والكثير من الأمراض، هي العبارات التي كثيرا ما سمعناها على السنة أجدادنا ولا يزال البعض يركز على فوائدها بغية التداوي بشكل كبير إلى درجة أنهم يثقون بأنه علاج أو دواء سحري لكل داء، وإن لم ينفع في مرض معين فإنه لا يؤذي بتاتا.
وفي هذا الخصوص، قال المتحدث: «إن اختيار العسل المناسب له معايير عديدة مبنية على أساس حاجة الجسم، مثل عسل الليمون المفيد لأمراض الأعصاب والزكام لغناه بالفيتامينات، خصوصا الفيتامين «ج»، إلى جانب عسل الكاليتوس المستعمل في علاج الأمراض الصدرية وينصح به لمرضى السل، كما يفيد في علاج أمراض القلب لأنه يخفض من نسبة الكولستيرول في الدم ويطهر المسالك البولية والتنفسية».
وخلال تجولنا في المعرض، صادفنا نوع انتشر بشكل كبير عند مختلف المربيين، وهو عسل المرّار الذي يتميز بلزوجته العالية، ويفضل استخدامه في أمراض الكبد والجهاز الهضمي وفقر الدم والضعف العام والسكري، إذ نلاحظ أنها أغلب الأمراض المنتشرة في أوساط المجتمع، حيث يمثل هذا العسل مضادا للفيروسات الكبدية وسرطان الكبد، فضلا على منافعه في علاج الإدمان وفوائده للحوامل والرضع.
ومن أجود الأنواع؛ العسل الجبلي، لما له من منافع كثيرة، إلى جانب عسل السدرة الذي يعدل نسبة السكر في الدم، كما يعالج اضطرابات الجهاز الهضمي والتهابات الجهاز البولي والجروح المتعفنة.
من جهتهم، يفضل بعض المواطنين الذين مسهم استطلاع «المساء» واقتربوا من هؤلاء الباعة للشراء؛ عسل متعدد الأزهار، حيث أكدوا أنهم على معرفة ودراية تامة بأن النحل جمع غبار الطلع من مختلف الأزهار، مما يجعله يحمل خاصية مميزة تجمع عدة فيتامينات، وبذلك يكون مادة علاجية طبيعية وفريدة من نوعها، كما أنها وقائية وذات قيمة غذائية عالية، إلى جانب لذة مذاقها. وحسب الآنسة صفية، زبونة وطبيبة عامة صادفناها في المعرض، أكدت أن هذا النوع من العسل المشهور وسط المجتمع مفيد للأطفال والكبار على السواء، ومعالج فعال للروماتيزم والتهاب المفاصل ومقاوم للعقم.