الدكتور بوبكري يدعو الطلبة إلى ضبط برنامج المراجعة

التحفيز والتشجيع يساهمان في التحضير الإيجابي للاختبارات

التحفيز والتشجيع يساهمان في التحضير الإيجابي  للاختبارات
الدكتور عبد الرشيد بوبكري
  • القراءات: 1112
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

شرع عدد من المهتمين بالشأن التربوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في عرض بعض المداخلات والاستشارات النفسية التي تمكن الأولياء من دعم أبنائهم خلال فترة المراجعة بعد أن تم ضبط تواريخ إجراء الامتحانات بالنسبة للطورين الثانوي والمتوسط، وبالنظر إلى صعوبة العودة إلى المراجعة في ظل ظروف الحجر الصحي. ولأهمية دعم الأولياء أبناءهم، خاصة طلبة البكالوريا، تحدثت "المساء" إلى الدكتور عبد الرشيد بوبكري، مدرب معتمد في التطوير الذاتي وتنمية المهارات، حول أهم التوجيهات التي تساعد الطلبة على بلوغ مراجعة إيجابية وتحصيل النجاح.

أشار الدكتور عبد الرشيد في بداية حديثه مع "المساء"، إلى أن عودة الأبناء إلى المراجعة في ظل ظروف الحجر بعد انقطاع فترة من الزمن، صعب، خاصة بعدما برمج عدد منهم عقله على فكرة العطلة واكتساب بعض العادات المرتبطة بالراحة؛ كالخمول والنوم لوقت طويل، يقول: "وفي المقابل، على الأولياء في هذه المرحلة بالذات، أن يكون لدهم دور إيجابي؛ من خلال  تجنب إصدار الأوامر والضغط عليهم، وتذكيرهم بصورة مستمرة بضرورة المراجعة؛ لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على نفسيتهم، ويصعب عليهم فكرة تقبّل العودة إلى الدراسة". وبالمناسبة، يقترح محدثنا بعض التوجيهات التي تساعد الأولياء على جعل أبنائهم يراجعون بكل سهولة بعيدا على كل أشكال  الضغط، حيث ينبغي، حسبه، في أول الأمر الجلوس مع أبنائهم، وإقناعهم بفكرة العودة التدريجية إلى مصاحبة الكتب والكراريس والتحلي بالصبر؛ لأن المسألة مسألة وقت، وهي مرحلة انتقالية سرعان ما تنتهي بانتهاء الاختبارات، وبالتالي المناقشة الإيجابية غاية في الأهمية كمرحلة أولى، تسبق الشروع في تقبّل فكرة بدء المراجعة.

المرحلة الثانية، حسب الدكتور عبد الرشيد، هي التشجيع، والتي تكون بتحفيزهم على الدراسة بالقضاء على الأسباب التي يختلقها الأبناء للابتعاد عن المراجعة، كالقول مثلا: "لا أستطيع، لا يمكنني المراجعة"... وغيرها من الأفكار السلبية التي تحبط من عزيمتهم، والتي يقابلها الأولياء بتبني أفكار إيجابية؛ كقول مثلا: "يمكنك المراجعة" أو "الدروس ليست بالكثيرة"، أو "في الإمكان تحقيق نتائج إيجابية بتوفيق من الله"، وبذلك نصل، يقول الدكتور، "إلى ما يسمى سياقة الأبناء بطريقة سلسة، إلى المراجعة الإيجابية".

من جهة أخرى، أوضح المدرب بوبكري أن المناقشة والتشجيع غير كافيين لحث الأبناء على المراجعة إن كانت الأجواء غير مهيأة، وبالتالي، حسبه، "لا بد من تهيئة الأجواء في المنزل لمساعدتهم على المراجعة"، ومنها مثلا "التواصل مع الأساتذة، وتوظيف بعض الأمور التي تقلل من حدة الضغط التي قد تخلفها المراجعة، إلى جانب توفير  كل الأجواء التي تساعده على المراجعة داخل المنزل؛ من خلال تخصيص مكان هادئ يبعد عن التشويش وكل ما يمكن أن يذكّر الطفل بأن غيره من إخوته يعيشون أجواء العطلة"، مشيرا إلى أن "مسؤولية إنجاح عملية المراجعة والتقليل من الضغط عن الأبناء، تقع على عاتق الأولياء؛ لأن نجاح الأبناء مرهون بنجاح عملية التوجيه خلال هذه الفترة الحساسة".

أما بالنسبة لأهم التوجيهات التي على الطلبة التقيد بها حتى لا يفشلوا ويحفّزوا أنفسهم على المراجعة للنجاح، فتتمثل، حسبه، في "في ضبط برنامج جدي للمراجعة لتجنب إهدار الجهد في مراجعة عشوائية، وبالتالي أدنى ما يجب التقيد به هو المراجعة لمدة ثلاث ساعات خلال اليوم على فترات متباعدة"؛ يشرح: "بمعدل ساعة في الفترة الصباحية، وساعة بعد الظهر، وساعة بعد وجبة العشاء، وهو وقت كاف للاطلاع على عدد من المواد، خاصة أن الحجم الساعي للدروس قليل، يقتصر على الفصلين الأول والثاني، وبالتالي ليس هناك عدد كبير من الدروس، حيث يوازن بين التمارين والحفظ لتجنب إرهاق الذاكرة"، مشيرا إلى أن ثلاث ساعات كافية ليكون الطالب مستعدا يوم الامتحان لاجتياز الاختبارات".

ويوضح المختص: "بينما يتمثل الأمر الثاني في العامل النفسي؛ من خلال إعطاء إيحاءات إيجابية لنفسيته، تشجعه على الدعم الذاتي لنفسه، وهذا موجه خاصة لطلبة البكالوريا، فالإيحاءات الإيجابية تدعم نفسيته؛ كأن يكتب على ورقة: "المراجعة لمدة كافية تجعلني جاهزا"، أو أن يكتب على أخرى: "هذه المراجعة ستمكنني من دخول الجامعة، ودراسة التخصص الذي أرغب فيه"، كل هذه الدوافع ترفع المعنويات وتحفز على المراجعة، مشيرا إلى أن ضبط الطالب لعدد من الأهداف يدفعه إلى تحقيق النتائج المرجوة، وهي النجاح؛ لأن تحدي الذات من أهم الطرق التي تحفز على المراجعة".

وفي السياق أوضح الدكتور أن الطلبة يمكنهم أيضا الاستعانة بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض عددا من الأساليب التي تساعد على تحفيز الذاكرة على المراجعة، أو الاستعانة حتى بمختصين نفسانيين، أو المشاركة في الدورات التي تساعد على اكتساب مهارات الحفظ والتركيز، مشيرا إلى أن الوقت المناسب لبدء المراجعة "في شهري جويلية وأوت بالمنهجية التي تم تحديدها بمعدل ثلاث ساعات، كافية لأن يكون الطالب جاهزا يوم الاختبار، ويكون النجاح حليفه بإذن الله".