عاصمة البيبان برج بوعريريج

التحضير لعيد الأضحى المبارك

التحضير لعيد الأضحى المبارك
  • القراءات: 2015
❊أسيا عوفي ❊أسيا عوفي

 

قبل أيام قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك، أصبحت العديد من محلات بيع التوابل بعاصمة البيبان ببرج بوعريريج تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة، لشراء مختلف التوابل التي يحتجنها يوم العيد على غرار الكسبر، الفلفل الأسود، الفلفل الأحمر، الكمون، وهي الأنواع الأكثر طلبا من قبل النسوة، كونها تعطي نكهة خاصة في الطهي، خاصة إذا تم استعمالها في إعداد "أحشاء الكبش" أو ما يسمى بالعصبان وغيرها من الأكلات المشهورة لدى العائلات البرايجية خلال أيام العيد، هذا إضافة إلى الزعيترة، القرفة والحمص وغيرها.

ونحن نتجول بالسوق المغطاة وسط مدينة برج بوعريريج، التقينا بإحدى السيدات التي كانت بصدد شراء مختلف لوازم العيد ومن بينها التوابل، لتخبرنا أنه دون هذه التوابل لا يمكن لها الطهي، خصوصا صبيحة العيد، باعتبار أن هذه التوابل هي التي تضفي بنة خاصة على الأكل، لننتقل إلى محل آخر ووجدنا امرأة طاعنة في السن منهمكة في شراء العديد من هذه التوابل وبكميات كبيرة على اعتبار أنّ هناك العديد من الأطباق التي تطهى أيام العيد مع التركيز على أن تكون جديدة وذات نكهة معينة وهذا من خلال ملاحظتنا لها مركّزة جل اهتمامها على اختيار أنواع محدّدة من التوابل وشمها قبل اقتنائها، وعند محاولة استفسارنا عن طريقتها هذه، صرحت لـ«المساء" قائلة "بحكم سني وخبرتي في شراء هذا النوع من التوابل، فإنني أتعرف عليها إن كانت جديدة وذات طعم خاص من خلال شمي لها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالكسبر، الذي لا يمكن لأحد تجاهل رائحته عندما يكون جديدا"، ويبقى لكل موسم ديني مستلزماته الخاصة به التي لا يمكن لأي عائلة جزائرية الاستغناء عنها وتجاهلها، بل على العكس تحرص جل العائلات على الاستعداد التام والكامل لمختلف المناسبات، خصوصا إذا ما تعلق الأمر بتأديتهم لواجب ديني.

وتتفنّن ربات البيوت بولاية برج بوعريريج ببلدياتها الـ34 خلال أيام عيد الأضحى في تحضير أطباق تقليدية يشتهر بها المطبخ البرايجي، منها البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة وخصوصا العصبان، وهذه الأطباق لا يكاد يمر العيد دون حضورها على المائدة في اليومين الأول والثاني من العيد، حرصا من العائلات على المحافظة على التقاليد وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن بالمقابل هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة، ليكون "الحل" في الأخير هو التصدق بها للعائلات التي لم تقم باقتناء كبش العيد.

ولازالت العائلات البرايجية تحافظ كذلك على عاداتها في عيد الأضحى المبارك، منها صيام العائلة يوم التاسع من شهر ذي الحجة وكذا صبيحة يوم العيد عن الأكل من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد والإفطار على كبد الكبش الذي ينحر.

وعن أجواء العيد، اقتربنا من إحدى السيدات التي قالت لـ«المساء" إنّ رب الأسرة وبعد عودته من صلاة العيد يستعد لنحر الأضحية في حين تقوم الأم أو ربة المنزل بالتحضير لطهي كبد الكبش مباشرة بعد النحر لتفطر عليه العائلة، خصوصا الذي يصوم إلى غاية الإفطار بالكبد، وفي نفس الإطار نجد بعض العائلات لازالت متمسكة بالعادات التقليدية، فمن الأساسيات طهي طبق البوزلوف في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى الدوارة، وفي المساء وبعد الانتهاء من تنظيف أحشاء الكبش ترى نساء العائلات يستعدن لتحضير أكلة العصبان المتعبة في عملية إنجازها والتيلابد من وجودها، حيث تقوم سيدات البيت بتقطيع الدوارة إلى قطع كبيرة وخياطتها قبل أن يتم ملؤها بالأمعاء الدقيقة والغليظة والحمص أو الأرز والتي تكون مطهوة ببعض البهارات، ويتم غلقها بالإبرة والخيط، وبعد أن تطهى تقدم كطبق رئيسي يوم العيد، وهكذا يقضي أبناء عاصمة البيبان أولى أيام عيد الأضحى  المبارك.