مختصون يناقشون العنف في الوسط المدرسي بسكيكدة

التحسيس والتوعية للحد من الظاهرة

التحسيس والتوعية للحد من الظاهرة
  • القراءات: 585
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة العنف بكل أشكاله بين أسوار المؤسسات التربوية، التي تبقى بحاجة ماسة إلى شريك فعّال للحد من الظاهرة، من أولياء ومجتمع مدني وهيئات ثقافية مختلفة وغيرها. «المساء» حاورت وعلى هامش اليوم التحسيسي حول العنف في الوسط المدرسي الذي احتضنت فعاليته ثانوية «محمد الصديق بن يحيى» بسكيكدة مؤخرا، من تنظيم قصر الثقافة، بالتنسيق مع مديرية التربية للولاية،  بعض الشركاء عن موضوع العنف في الوسط التربوي.

يوسف شويط، رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ لولاية سكيكدةللتحسيس والتوعية أثر إيجابي في محاربة الظاهرة

في هذاالسياق  أشار إلى أنه ،  لا أحد يرضى بأي نوع من أنواع العنف الذي من شأنه إلحاق الضّرر بالآخر،موضحا أنه كلما وفرنا الشروط التي تنفي العنف، كلما كانت الأمور أفضل وأحسن، مضيفا بأنه إذا كان المحيط العام يساعد على العنف، فإنّ المؤسسة التربوية تتحمله، من منطلق أن كل أنواع العنف تلتقي في المدرسة، لكن ـ كما أضاف ـ ليس بالدرجة التي نتصورها، ورغم ذلك فإننا كأولياء، لا نرضى به أبدا، بل نعمل على محاربته، مؤكدا على أهمية تنظيم الحملات التحسيسية التي تبادرها مختلف الهيئات، بما فيها وزارة الثقافة، لما لعملية التحسيس والتوعية من أثر إيجابي في محاربة الظاهرة بالوسط التربوي.

الأمين العام لمديرية التربية ... زرع الوعي في النشء ضرورة

يرى الأمين العام لمديرية التربية لولاية سكيكدة، أن العديد من المؤسسات التربوية، خاصة تلك المتواجدة بالمدن الكبرى، سواء في سكيكدة أو في ولايات أخرى، تعاني من ضغط رهيب فيما يخص العنف المدرسي، سواء كان عنفا لفظيا أو مادّيا، مما أثّر سلبا على النتائج المتحصل عليها، خاصة في المناطق الحضرية وبدرجة أخف في المناطق الريفية، الأمر الذي دفع بوزارة التربية الوطنية إلى التنسيق والتّشاور مع وزارة الثقافة، ومع مستشارية التوجيه المدرسي والمهني، لتنظيم حملات تحسيسية لفائدة التلاميذ، قصد تحسيسهم بأخطار العنف في الوسط التربوي، ومن ثمة تبيان قيمة المدرسة وقيمة العلم والأخلاق في بناء الأسرة التربوية، والأكثر من ذلك ابراز أن التلميذ هو محور العملية التربوية، لذلك ـ كما قال ـ لابدّ من الاهتمام بتربية النشء من لزرع الوعي في نفسيته، ومنه التخفيف من حدة العنف القائم بالمؤسسات التربوية، سواء على مستوى الابتدائيات أو الإكماليات أو الثانويات.

وعن تفسيره خلال لتنامي العنف في الوسط التربوي، حتى وإن كان السيد الأمين العام لمديرية التربية يراى بأنه ظاهرة عامة، إذ لا تمس المؤسسات التربوية فحسب، بل هي منتشرة أيضا خارجها، فإنّه يرجعها لسياسة اللاعقاب القائمة سواء على مستوى المؤسسات التربوية أو خارج هذه المؤسسات، ليؤكد على ضرورة تظافر مجموعة من الجهود من أسرة وأولياء من جهة والمحيط العام من جهة أخرى. مشيرا إلى أنه لو قام كل واحد منهم  بدوره في الأخذ بأيدي أولادنا في العملية التعليمية التي يجب أن تكون مقترنة بأخلاقية العلم، من منطلق أن العلم لا يؤتى إلا بالأخلاق، لنتمكن من الحد من هذه الظاهرة.

أميرة بوقروة مديرة التوجيه المدرسي والمهني  ومختصة في علم النفسالعنف لغة العضلات عند العجز عن إيصال الأفكار

ترى السيدة أميرة بوقروة، أن العنف في الوسط التربوي المجسّد بالأذى المادي والمعنوي الذي يلحقه التلاميذ بالأساتذة والمرافق، ما هو في واقع الأمر إلا نوع من أنواع لغة التواصل باستعمال العضلات، عندما يعجز الفرد عن الإقناع بلغة الأفكار، مرجعة سبب ذلك إلى الاختلال الذي اعترى العلاقة بين المدرسة التي تمثل الأسرة الثانية للتلميذ، وبين السلطة الأبوية، وعندما لم يتم احتواء تلك الاختلالات أمام غياب التواصل مع المرافقة، فقد أدى ذلك إلى ظهور العنف.

الطالب بوعباز رابح

ربط الطالب بوعباز من ثانوية «محمد الصديق بن يحيى» العنف المدرسي بسلوكيات التلميذ، مشددا على ضرورة تبني قيم الاحترام المتبادل سواء بين التلاميذ أنفسهم أو مع الأساتذة، بما فيها الطاقم التربوي.

الطالبة خولة بوقروة:

ترى الطالبة خولة، طالبة في قسم الثالثة ثانوي (تقني رياضي)، أنه أصبح من الواجب والضروري التكفل بظاهرة العنف المدرسي التي انتشرت بكثرة خلال السنوات الأخيرة في الوسط المدرسي، مشددة على أهمية تكثيف الحملات التحسيسية في الوسط التربوي، لنتمكن من الحد من الظاهرة. وعن أسباب هذا العنف، فقد أرجعته إلى تعاطي المخدرات وغياب الشعور بالمسؤولية، وعدم احترام القانون، لتبقى ـ حسبها ـ الأسرة هي الأساس، فإذا تربى الشاب في جو أسري مبني على القيم الأخلاقية وعلى مبادئ التسامح والمحبة والأخوة، فإن ذلك السلوك سينعكس إيجابا داخل المؤسسة التربوية بوجه خاص، والوسط الخارجي بوجه عام والعكس صحيح.