يسبب تسممات حادة

التحذير من الاستهلاك العشوائي للتوت البري

التحذير من الاستهلاك العشوائي للتوت البري
التوت البري
  • القراءات: 2340
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

تعود ظاهرة تسلق أشجار التوت البري مع كل موسم ربيع، فما إن تثمر حباتها الأولى حتى  يتطاول معها المارة لنزع ثمارها واستهلاكها مباشرة، الأمر الذي حذر منه الأطباء، داعين إلى عدم تناول تلك الفاكهة من أية شجرة كانت، أو على الأقل غسلها قبل استهلاكها.

في هذا الخصوص، حدثنا الطبيب العام الدكتور عماد عرباوي قائلا، إن أكل الخضر والفواكه التي نقتنيها من السوق، حتى وإن كانت مغلفة وتبدو نظيفة أو لامعة دون غسلها، يعد مضرا بالصحة، فما بالك استهلاك فواكه من أشجار نبتت في بيئة مجهولة، أو في محيط ملوث على ضفة الطريق أو جذور تلك الأشجار تصل إلى مياه الصرف الصحي أو أودية راكدة.

أوضح المتحدث أن كل فاكهة أو خضر في بيئتها تحمل كائنات حية دقيقة، تنتقل من بيئتها التي تتمثل في التربة، إلى الثمرة، بسبب التلوث أو تواجد روث الحيوانات وغير ذلك، مشيرا إلى أن هذا الحديث يتعلق بالشجرة المتواجدة في بيئة نظيفة، أي حقل أو مزرعة أو أرض زراعية خاصة، لكن ما يزيد الطين بلة، نمو بعض الأشجار البرية في أماكن مختلفة تجدها وسط المدن على ضفاف وديانها، أو على حواف الطرق، وهنا تتعرض تلك الأشجار إلى تلوث أكبر، بالتالي تكون أكثر خطورة على صحة مستهلك ثمارها.

في هذا الصدد، قال الطبيب؛ إن الجراثيم والبكتيريا التي قد تحتويها تلك الثمار، على غرار التوت البري الذي  يزداد استهلاكه في هذا الموسم من السنة، تتسبب في أمراض عديدة، منها "السالمونيلا"، "الليستيريا"، "الإشريكية القولونية"، كما أن تلك الطفيليات التي تختلف باختلاف البيئة وتلوثها؛ داء المقوسات، "التوكسوبلازما" التي تتسبب فيها بقايا فضلات القطط المتواجدة في التربة، وأكد أن كل هذه الأمراض ترتبط أساسا بمشاكل هضمية تسبب تسممات غذائية، يصاحبها قيء وإسهال وحمى وشعور بالألم على مستوى المعدة.

إلى جانب تواجد تلك الطفيليات والبكتيريا في الثمرة، يضيف المتحدث، هناك حشرات وأتربة ورمال على أسطح تلك الفواكه، تزيد الأمور تعقيدا، وهذا ما يزيد من تأزم الوضعية الصحية.

شدد الدكتور عرباوي على ضرورة غسل الخضر والفواكه قبل استهلاكها، كما دعا إلى ضرورة تفادي استهلاك ثمار الأشجار المتواجدة في ببيئة غير نظيفة، على غرار أشجار التوت البري المتواجدة على حافات الطرق داخل المدن، والمشبعة بغاز أحادي الكاربون، إلى جانب المتواجدة منها على ضفاف الأودية الراكدة، مثل وادي الحراش، إذ تعرف تلك المنطقة انتشار هذه الأشجار، فضلا عن المتواجدة منها أمام مكبات النفايات.

عن أحسن طريقة لغسل الثمار، يقول الطبيب، لابد من الاستعانة بالماء الفاتر لدقائق قليلة قبل استهلاكها، حتى لا تتشرب بالمياه وتذبل أو تتراكم فيها البكتيريا، لأن الرطوبة بيئة تكاثر مثالية، كما يمكن الاستعانة بفرشاة صغيرة بالنسبة للثمار التي يصعب غسلها بسبب سماكة قشرتها.