روجت له صفحات متخصصة
"التجول على الأقدام" يستهوي الشباب

- 655

تثير برامج الجولات على الأقدام "روندوني"، خلال هذه الأيام، اهتمام الكثير من الشباب، وحتى الأطفال بين 15 و18 سنة، خاصة في ظل اعتدال الجو في الكثير من المناطق الداخلية، والانخفاض المناسب في درجات الحرارة، حيث مكن الأمر عشاق المغامرات في الجمع بين أمرين؛ التجول بين أحضان الطبيعة على الأقدام، ثم السباحة سواء في شواطئ البحر أو ضفاف الأودية القريبة من تلك الأماكن، وكشفت البرامج التي تنظمها الكثير من الصفحات، خلال هذه الأيام، مدى اهتمام الجزائريين بهذا النوع من الأنشطة "الجماعية".
قبل أكثر من قرن من الزمان، كتب عالم التاريخ الطبيعي الأمريكي جون موير "تعالوا إلى الغابات، فهي موطن الراحة والسكون"، عبارة كانت منطلقا لدراسات عديدة للكثير من خبراء الصحة النفسية، الذين بحثوا عن العلاقة بين التجول في الطبيعة، والمشي على الأقدام، وما يمنحه ذلك من راحة وسكون وطمأنينة، هذه العلاقة الكبيرة التي تربط بين بني آدم وبين الطبيعة بكل تفاصيلها؛ هواء، تربة، أشجار، مياه وحيوانات، قوية لدرجة أن الكثير من المعتادين على تلك الجولات، جعلوا من عادة "المشي" في الغابات روتينا يتكرر مع كل موسم مناسب، خصوصا مع اعتدال درجات الحرارة، وحتى انخفاضها، حيث أن برودة الطقس تعزز لدى الكثيرين، الرغبة في الخروج وعيش تجربة المغامرة في أجواء باردة، تغطيها الثلوج البيضاء.
كما اختار ثاني فريق من عشاق هذا النشاط، من الراغبين في "إعادة" اكتشاف وطنهم، والدليل على ذلك، الرغبة في التجول من منطقة إلى أخرى، لاكتشاف أكبر جزء من البلاد، وقد سجل عدد معتبر من الجزائريين في السنوات الأخيرة، انجذابا نحو هذا النشاط المثير للاهتمام، خصوصا أن كل المستلزمات التي ترتبط بهذا النوع من النشاط ـ الذي يعتبره البعض هواية وآخرون رياضة- متوفرة في السوق، وبعلامات تجارية مختلفة ونوعيات جيدة، تسمح للراغب في تبنيها كروتين حياة جديد، يمنح الراحة للجسم.
الشعور بالأمن شجع على الاكتشاف
حول هذا الموضوع، اقتربت "المساء" من الشاب عبد الحميد، صاحب صفحة فيسبوك شبابية، مهتمة بتنظيم الخرجات والجولات المحلية، مبدأ عمله يتمثل في تنظيم مجموعة من الراغبين في المشاركة من شباب ونساء وحتى أطفال، وتحديد وجهة معينة، ثم ضمان حافلة للنقل، وتحديد برنامج يومي كامل يشمل جولات مختلفة وفق المنطقة التي يرغب في زيارتها، يتم تحديد في البرنامج كل التفاصيل، من وقت الانطلاق ووقت العودة، إلى سعر الجولة، وكل ما يشمله، فضلا على الزيارات، وحتى ما يجب إحضاره لجولة مريحة، فلا تفوت تلك الصفحات ولا تفصيل قد يهم الزبون أو المشارك قبل قراره بالانضمام إلى المجموعة. أوضح عبد الحميد، أن إنشاء هذه الصفحة، جاء بعد التجربة التي خاضها العديد من الشباب في هذا المجال، والنجاح الذي تم تحقيقه، مشيرا إلى أن الكثير من الطلبات من طرف الشباب، تأتي لتنظيم خرجة نحو وجهة معينة، موضحا أن الرغبة الكبيرة في اكتشاف الوطن، هي التي ساعدت في الترويج للسياحة المحلية، خاصة من خلال جولات على الأقدام. وأكد المتحدث أن الشعور بالأمن والأمان في الوطن، والذي نحمد الله عليه، ساهم في تنمية هذا التفكير وسط الجزائريين، خاصة أن رجالا ونساء وحتى أطفالا، لهم حرية المشاركة في تلك الجولات دون أي خوف. أوضح عبد الحميد أن المشي رياضة كاملة، وجمعها بنشاط التجول في الغابة يمنح الجسم راحة وعلاجا لا مثيل له، خاصة إذا ما تأمل المشارك في الطبيعة، واحتك بها حقيقة، واستمتع بالجولة.
وأشار محدثنا، إلى أن تلك الجولات عادة ما تتم بعد التنقل إلى المكان عبر الحافلة، لينزل المشاركون في نقطة محددة، ومن ثمة المشي إلى مكان يتم الجلوس فيه والاستمتاع بالراحة والفطور أو أخذ صور أو السباحة أو الجمع بين كل هذه الأمور، عادة تكون المسافات المقطوعة على الأقدام من كيلومترين إلى 5 كيلومترات، وفق المشاركين، مع مراعاة قدرتهم على التحمل والمشي، ثم تعود المجموعة أدراجها، وفي بعض البرامج الطويلة الأخرى، خاصة في نهاية الأسبوع، يتم التخييم هناك وتمضية ليلة أو ليلتين، وفق برنامج محدد. أكد المتحدث، أن الخرجات أو الجولات على الأقدام، تقنية جديدة، بات يعتمدها شباب اليوم لإعادة اكتشاف جمال وطنهم، خاصة أن الجزائر تزخر بمناطق رائعة، بعضها خاطف للأنفاس، وللجزائريين حظ اكتشاف كل منطقة فيها، من خلال هذا النوع من الخرجات، حيث لا تكفي سنة كاملة لزيارة كل الوطن، على حد تعبيره.