ساهمت في تزايد معدل الجريمة بعنابة

التجمعات على الأرصفة ومداخل العمارات تقيد حرية المارة

التجمعات على الأرصفة ومداخل العمارات تقيد حرية المارة
  • القراءات: 454
سميرة عوام سميرة عوام

تثير ظاهرة التجمعات والجلوس عبر الطرقات والأرصفة المقابلة للأحياء السكنية، وكذلك العمارات، اشمئزاز المارة، وحتى العائلات التي باتت تجد صعوبة في قطع الطريق، نظرا للتجمعات العشوائية التي يشكلها شباب ورجال وحتى مراهقون وشيوخ، وهو ما يقيد حرية التنقل وحرمان المارة من حقهم في الطريق، وهو المشكل المطروح بقوة في أحياء عنابة، التي تعج بالجالسين على قارعة الطريق من أجل التسلية وتضييع الوقت.

أشار محدثو "المساء" من مدينة عنابة، أن هذه السلوكات لا تليق بمدينة تعتبر جوهرة للشرق، فهي مفتوحة على السياحة الثقافية والدينية وحتى التجارة، كما أنها تعتبر مركز عبور إلى الجارة تونس، وأمام انتشار بعض الظواهر السلبية، على غرار ظاهرة التجمعات والجلوس على قارعة الطرقات العمومية والساحات، حدث تشويه للمنظر وكثرة المشاكل والعراك وحتى الاعتداءات، ناهيك عن انتشار الكلام الفاحش.

وأمام صعوبة الوضع، طالب سكان العديد من الأحياء بعنابة، وحتى العائلات، بضرورة الحديث عن هذا المشكل في المساجد أو إطلاق حملة لمواجهة ظاهرة الجلوس والتجمع في الطرقات والشوارع، وكذلك الأرصفة، مما يمس بحرية التنقل، وهي نقطة أثارتها معلمة ابتدائي السيدة فضيلة التي اشتكت من مثل هذه الظواهر السلبية، مؤكدة عدم راحتها عند قطع الطريق أمام مجموعة من الشباب أو الرجال مجتمعين يتبادلون الحديث، وهو ما يعيق تحركها، مؤكدة أن هذه المجالس يكثر فيها اللغط والكلام البذيء، وتضيف ذات السيدة، أن هناك من المارة من يستحي ويغير طريقه لاقتناء حاجاته اليومية.

من جهتها السيدة نادية، حلاقة بإحدى أحياء عنابة، قالت بأنها تدخل في مناوشات مع بعض الشباب الذين يستغلون الطريق المقابل لصالون الحلاقة، للجلوس، وهو ما يحرم زبوناتها من زيارة محلها، وهو ما يعطل تجارتها. وقد تسأل عدد من المواطنين والمارة عن أهمية الحدائق والفضاءات المفتوحة على البحر، والغابة التي أنجزت للراحة والحديث ولقاء الأصدقاء، بدل الجلوس على الأرصفة والطرقات واتباع حرمات وأسرار الناس، إلى جانب انتشار المقاهي التي باتت فارغة، نظرا لتحويل الأرصفة إلى أماكن للحديث، وكذلك مداخل العمارات. وحسب بعض المشتكين، فإن هذه الأماكن محل شبهة وتقيد حرية المواطن العنابي، خاصة بالنسبة للفتيات والنساء، مؤكدين على ضرورة مواجهة ظاهرة الإدمان، على الجلوس في الأرصفة، علما أن أكبر المشاكل التي تثير المشاجرات والملاسنات الكلامية، تحدث في الشوارع، وقد تتحول إلى عراك بالسلاح، ومن ثمة إلى جريمة قتل.

وهو ما أكد عليه مختص في علم الاجتماع من جامعة عنابة، والذي اعتبر ظاهرة الجلوس على الأرصفة من أكبر الظواهر المؤدية إلى انتشار جرائم القتل والعراك بالسلاح، خاصة أن هناك من المارة من يرفض مثل هذه السلوكات، حيث يدخل مع الجالسين في شجار وتنتهي جلسة الرصيف بجريمة قتل، وهي الظاهرة التي تقف وراء كثرة المجرمين، خاصة بالأحياء الشعبية، وعليه، فإن مخطط مصالح الأمن القاضي بمواجهة هؤلاء المنحرفين، والذين تكثر مجالسهم في مداخل العمارات والأرصفة، ساري المفعول، ومن شأنه التقليص من الظاهرة، فيما يبقى دور الأسرة والمسجد مهما في توجيه وتربية النشأ الصاعد، لمواجهة مثل هذه السلوكات التي ينهى عنها الدين الإسلامي الحنيف.