انتعشت، من جديد خلال هذه الأيام، التجارة الإلكترونية، بعد إعادة تشديد إجراءات الوقاية، وإعادة فرض الحجر المنزلي بداية من الثامنة مساء، لكبح انتشار الفيروس إثر تسجيل تصاعد مخيف في عدد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية؛ الأمر الذي جنّب الكثيرين الخروج من البيت، في حين يسدل بعض التجار ستائر محلاتهم قبل ساعة أو ساعتين من موعد حظر التجوال؛ ما دفع ببعض الزبائن إلى التوجه نحو التجارة الإلكترونية التي تنامت مبيعاتها على المنصات الإلكترونية بنسبة كبيرة، ووجد فيها العديد من المتسوقين بديلا عن تبضّعهم التقليدي خارج البيت.

وقد ساهم الإغلاق المبكر لبعض المحلات التجارية ووقف وسائل النقل قبل حظر التجوال، في إنعاش التجارة “عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، خاصة ما يتعلق بتجارة الألبسة والمفروشات؛ إذ أصبحت بعض الصفحات مراجع أساسية للبيع والتجارة، وتحوّل بعضها إلى فضاءات للبيع بالدرجة الأولى، ساهمت، بشكل كبير، في انتعاش التجارة الإلكترونية، التي تعرف نموا بطيئا جدا في الجزائر، ولايزال يعتمد عليها، بشكل أساس، القليلون فقط.

ويبدو أن الوضعية الصحية الراهنة أعادت بعث هذا النشاط في الجزائر، ليتحول التسوق عبر المنصات الإلكترونية والمحملة ضمن تطبيقات الهواتف الذكية، إلى بديل للتجارة التقليدية، التي تستدعي النزول إلى سوق مفتوحة، واختيار سلعة بعد مقارنتها بعدد من المحلات من حيث النوعية وكذا الأسعار.

وقد لقيت بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، العديد من الإعجاب من طرف المواطنين، الذين لا يترددون في المشاركة فيها حتى يصلهم كل جديد متعلق بما تعرضه من سلع، وأحيانا خدمات، خصوصا الذين اعتادوا على هذا النوع من التجارة الإلكترونية؛ حيث يلتقى المشتري صاحبَ السلعة في مكان ووقت يتم الاتفاق عليه مسبقا، لعملية التسليم.