العمل على تصنيفه تراثا وطنيا غير مادي

"البيـزرة".. إرث جزائري ومهارة نايلية تقاوم الزوال

"البيـزرة".. إرث جزائري ومهارة نايلية تقاوم الزوال
  • القراءات: 481
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

استطاعت جمعية بيازرة للحفاظ على التراث البيزري وحماية الطيور والكواسر بالجلفة، أن تنفض الغبار عن إرث غير مادي رائع ومميز يطبع المنطقة، وهو الصيد بالصقور والشاهين وغيرها من الكواسر، حيث صنعت خيمة أولاد نايل، التي نصبت ببهو قصر الرياس الفرجة، حيث عمد ضيوف شرف المهرجان الوطني للزي التقليدي الجزائري، من أولاد نايل، إلى التعريف بهذا الإرث العميق، وتثمين مكانة "البياز" (مربي الصقر)، بلباسه تقليدي المنفرد، وطريقة تربيته للصقر، حيث دعا الأكاديميون المهتمون بفن ترويض الصقور، في تصريحاتهم لـ«المساء" إلى ضرورة تسجيله كتراث غير مادي وطني، وتوفير مناخ قانوني يسمح باستمراريته مع مراعاة حماية الصقور والبيئة.

تزيّنت الخيمة النايلية، بكلّ ما يطبع المنطقة من إرث جميل على غرار القشابة، اللباس التقليدي للفارس، المنسج والنسيج في مختلف مراحل صناعة الزربية أو البرنوس، بداية من القرداش والمغزل، وصولا إلى قشابية جميلة متكاملة الأوصاف، أو زربية بتصاميم زاهية، إلى جانب القهوة النايلية بالشيح والفلفل الأسود، وكذا معرض حي لتربية الصقور، والتعريف بهذا الإرث من قبل أعضاء جمعية "بيازرة الجلفة"، التي تعنى بالحفاظ على إرث الصيد بالطيور الكواسر "البيزرة" الذي أدرجته منظمة اليونيسكو سنة 2010 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، مع توفير فضاء قانوني لممارسة هذه الهواية، بما يتوافق مع التشريعات المعمول بها بالجزائر، كما جاء في البطاقة التعريفية للجمعية. 

في هذا الشأن، أشار الدكتور عيساوي بوعكاز إلى أنّ منطقة أولاد نايل، مجتمع متنوّع وغنيّ بعدّة ثقافات، حيث جادت منطقة مسعد بالقشابية والبرنوس والنشاطات لتمثّل تراث أولاد نايل، وأضاف "جمعية البيازرة ميّزت هذا المهرجان، وهي تعنى بحماية الطيور والكواسر، ويعود التراث البيزري إلى حوالي سنة 1880، ووفق ما تبيّنه الصور التي تحفظها الذاكرة الشعبية لأولاد نايل تعود إلى سنة 1906 وتمثل البيازرة الذين يتنقلون لجبل الملح بالجلفة". مؤكّدا السعي للحفاظ عليها للأجيال القادمة من خلال جعل اللباس التقليدي محور دراسة أكاديمية، تحثّ الشباب على التمسّك باللباس الجزائري الأصيل والاهتمام بهذا التراث الملبسي ومنه لباس البيازرة الرائع".

استثمار موروث المنطقة الثقافي البيزري

وأشار القائمون على الجمعية إلى أنّ أهدافها تتلخلص في إحياء الموروث الثقافي المحلي للبيازرة "الصيد بالطيور والكواسر"، إلى جانب تنظيم البيزرة بما يتوافق مع الأحكام التشريعية المعمول بها في الجزائر، والسعي والمساهمة في كلّ ما من شأنه حماية الكواسر، والحفاظ عليها وتكاثرها، إلى جانب تعاون الجمعية مع المؤسّسات والهيئات والتنظيمات المعنية بالطيور الكواسر، مع التوعية والتحسيس والمساهمة في إنشاء أماكن ومراكز مناسبة لتكاثر الطيور الكواسر وعلاجها، تربيتها وترويضها وإعادة تأهيلها، مع المساهمة والمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات والمسابقات المحلية والدولية المتعلقة بالبيزرة، وكذا استثمار موروث المنطقة الثقافي البيزري، بالتنسيق مع الجهات المختصة في جلب وتطوير السياحة التراثية .