البيت العنابي القديم زينة قعدات العائلات

البيت العنابي القديم زينة قعدات العائلات
  • القراءات: 1242
 سميرة عوام سميرة عوام

تعتمد العائلات العنابية في تزيين بيتها خلال قعداتها مع الجيران والأهل في مختلف المناسبات، على بعض الأكسسوارات التي تعود إلى التراث القديم، والتي تعطي رونقا خاصا للسهرات الطويلة الخاصة بالأفراح أو خلال سهرات الشهر الفضيل أو عيد الأضحى المبارك، خاصة أن هذا البيت له حكاية طويلة مع الجدات اللواتي حرصن على حفظ  كل ما هو مميز داخله، على غرار استقدام بعض التحف الجميلة، مثل الصينية وإبريق النحاس وغيرهما من اللواحق الأخرى التي لاتزال حاضرة بقوة إلى يومنا بمدينة عنابة. ويتباهى سكان الأحياء العريقة على غرار الغزالة، بلاص دارم وغيرها، بالبيت العنابي الأصيل.

أكد نائب رئيس جمعية إشراق بونة رابح يحيى أن تأثرهم بالتراث القديم جعلهم كجمعية تنشئ البيت العنابي، الذي جاء لمحاكاة الطابع العمراني للمدينة القديمة مرفقا بكل عاداته وتقاليده وحتى طقوسه العائلية والفنية التي تتميز بها العائلات العنابية؛ من لباس ومأكل ومشرب وحتى السهرات، ليضيف المتحدث أن إخراج البيت العنابي من الأزقة الضيقة إلى الشارع العنابي، جاء لتعريف الأجيال القادمة بأهمية التراث الداخلي والنمط العمراني وتحويله إلى مشروع بحث دراسي، يلجأ إليه الباحثون عند إنجاز بحوثهم، خاصة منهم طلبة الجامعة.

وفي سياق متصل، يتكون البيت العنابي من أفرشة مصنوعة من سلك الذهب، وهو إرث تركي يرافق غرفة الضيوف، وهو ما يعبّر عن القيمة الاجتماعية للعائلة العنابية في تلك الفترة الزمنية، إلى جانب استحضار المرش النحاسي الخاص بماء الزهر، والذي يوضع مع صينية القهوة المزيّنة بالكعك والمقروض، بالإضافة إلى بعض التحف الأخرى منها المحبس الذي لاتزال تأخذه العروس العنابية خلال زفافها إلى بيت زوجها، وتزيد بعض القطع جمالا البيت العنابي، منها أكسسورات الحمّام كالفوطة والشمعدان. وعن اللون العنابي الذي يصحب البيت العتيق قال نائب رئيس جمعية إشراق بونة رابح يحي، إنه الطاغي لإعطاء قصة جميلة عن شجر العناب، الذي كان يستحوذ على البساتين التي تحيط بالمنازل العتيقة. ولأن لونه مميز بقي موجودا في التراث العنابي في الملبس وحتى الأفرشة وألوان الجدران المتناسقة مع الأسقف، حتى الباب العنابيالذي تزينه تحفة صغيرة، حيث توضع الخمسة لجلب الحظ السعيد وإبعاد الحسد، حسب معتقدات سكان البيت العنابي القديم، بالإضافة إلى الشبابيك والأضواء الخارجية، وهي نمط روحي  إبداعي، يبعث في النفس الأريحية والهدوء، وحتى الباب الخاص بغرفة الضيوف صُمم بطريقة خاصة محاط بالأقواس، وهو نمط قديم لاتزال مساجد عنابة العتيقة محافظة عليه، منها جامع أبو مروان الشريف ومسجد سيدي براهيم وجامع الباي، وجاء شكل الباب من أجل إخراج واستقدام كل مستلزمات الحياة اليومية.

وأمام التنوع في التراث القليدي وجمالية المكان بقي البيت العنابي حاضرا في أذهان وواقع العائلات، والتي تفضل استقبال ضيوفها في مثل هذه الأماكن التي تربط الماضي بالحاضر، وتحرك الإبداع الداخلي الذي يعزز مكانة الفرد العنابي.