"ثورة مغشوشة" أزالت مساحيق صالونات التجميل

"البوتوكس" و"الفيلر".. مواد شوهت حسناوات بحثن عن "جمال خالد"

"البوتوكس" و"الفيلر".. مواد شوهت حسناوات بحثن عن "جمال خالد"
  • القراءات: 728

يشهد عالم التجميل، منذ سنوات، "ثورة" أزالت كل المساحيق التي تخفي بعض العيوب "المقبولة" إلى حد ما لتتحول إلى عمليات جراحية مارسها متطفلون لا صلة لهم بالمهنة، سعيا منهم لإيهام ضحاياهم، خصوصا من العنصر النسوي، بأن الجمال الذي تلونه المساحيق قد يتحول إلى حقيقة ملموسة بمجرد حقنة على شفتي فتاة أرادت التشبه ممثلة أو محاولة منها لتكبير جزء من جسدها، رغبة في البحث عن "جمال أزلي"، وبين هذا وذاك احتيال ونصب وتضييع للمال... وبعدها "لا جمال ولا هم يحزنون"، بل كوارث حولت وجوه حسناوات إلى صور بشعة، ولم ينلن من ورائها إلا الندم.. "المساء" حاولت تسليط الضوء على جزء من هذه الممارسات لصالونات حلاقة تحولت من التجميل السطحي وتجعيد الشعر إلى استعمال الإبر الطبية وانتحل آخرون صفة مختصين في صحة الأسنان وامتهان تبييض الأسنان...لكن بأي ثمن؟

ق. م


تنحت الفك "بالجولاين" وتحقن الفيلر.. صالونات الحلاقة.. عيادات تجميل خارج الرقابة

انتشرت خلال السنوات الأخيرة، موضة جديدة متمثلة في الإقبال على عيادات التجميل، للاستفادة من إحدى العمليات التي تروج لها مواقع التواصل.. ثقافة انتقلت بين أفراد المجتمع من مختلف شرائحه بسرعة مثيرة للاهتمام، حيث دفع ذلك بعدد من العيادات المختصة إلى خلق جو تنافسي كبير، حول أسعار الخدمات التي باتت في متناول الجميع، تغازل الراغبات في محاولة تغيير أو إصلاح بعض المشاكل الجمالية، أو في محاولة تطبيق موضات جمالية لبعض المشاهير، والغريب في الأمر أن هناك صالونات حلاقة باتت تتفنن في ممارسة هذه المهنة التي تعد من صلاحيات الطبيب من خلال حقن مادة "الفايلر" و«البوتوكس" وهو العمل الذي لا يتم إلا تحت إشراف مختص.

قامت "المساء" بجولة استطلاعية بين عدد من العيادات التجميلية، لمحاولة فهم سيرورة "التجميل في الجزائر"، على غرار تلك التي ذاع صيتها وسط ملايين المشتركين في صفحات التواصل الاجتماعي والتي تعرض خدمات وعروضا مغرية. وما أثار دهشتنا عند تصفح تلك الصفحات التي تعد بالعشرات، تخصصها في التجميل، لاسيما باستعمال الحقن، بعيدا عن الجراحة البلاستيكية، والتي تتطلب عملية جراحية لتغيير الشكل تماما وليس مؤقتا فقط.

محطتنا الأولى كانت صالون "تجميل" أو بالأحرى صالون حلاقة بباب الزوار، الذي تحول بعد فترة إلى صالون تجميل تخصص في عمليات التجميل باستعمال حقن "الفيلر" و«البوتكس"، الذي أصبح الحصول عليه أكثر من السهل، ويمكن للجميع استعماله، بعيدا عن الرقابة التي تضبط مثل هذه العمليات الحساسة.

فهذا الصالون ليس الوحيد في العاصمة، الذي حول خدماته من الحلاقة والماكياج وإزالة الشعر، إلى عيادة تجميل، باستعمال حقن وأدوات طبية، استفاد عمال هذه القاعات من تكوين بسيط، فيما لم يكن البعض في حاجة لذلك، والملاحظ أن تلك الصالونات التي تمارس هذه الخدمة تنشط في أماكن مخفية عن الأعين، على غرار البيوت، حيث لا تظهر أي لافتة خارجية توضح حقيقة النشاط، بل تكتفي بالترويج لخدماتها بين الزبائن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في حديثنا مع صاحبة المحل، أكدت تقديمها جميع الخدمات المتعلقة بـ«الفيلر" و«البوتكس"، واعتمادها مختلف التقنيات في تكبير الشفاه، وتنحيف الأنف ونحته، ونحت الفك أو ما يعرف بـ«الجولاين"، وكذا تغيير شكل العين أو ما يسمى كذلك بـ«الفوكس ايز"، مشيرة إلى أن تكوينا بسيطا في إحدى دور التجميل سمح لها باكتساب مهارة تطبيق مختلف تلك التقنيات، وعند سؤالنا عن تقديم الشهادة أو الرخصة التي تسمح لها بممارسة هذا النشاط وتمتعها بمهارة لذلك بحجة الاطمئنان فقط رفضت تماما تقديمها.

نور الهدى بوطيبة


الدكتورة وفاء منصوري: التجميل بالحقن خطر كبير

أكدت الدكتورة وفاء منصوري، الطبيبة المختصة في أمراض الجلد والتجميل، في تصريح لـ«المساء" أن هناك المئات مثل صاحبة هذا الصالون، وشددت المختصة على أهمية شن حملة رقابة واسعة لمكافحة مثل هكذا "فطريات" على حد تعبيرها، وأوضحت أن العاصمة وخاصة الولايات الكبرى، "تشهد انتشارا مخيفا لصالونات تطبق ما يعرف بالتجميل بالحقن"، مردفة أنه "رغم أن التقنية تبدو سهلة ولا تتطلب جراحة تجميلية، إلا أنها جد حساسة ولابد أن تتم على أيادي خبراء، وليس من طرف حلاقة أو مختصة التجميل السطحي"، مؤكدة أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الكارثة التي ساعدت هؤلاء على الترويج لخدماتهن.

وأكدت الطبيبة أن النساء يقبلن بقوة على عمليات التجميل في الجزائر، وقالت: "إن بسبب تلك المنافسة في السوق، والاختلاف الكبير في الأسعار لتلك الخدمات التي تجد الكثيرات الرغبة في تجربتها سواء بحثا عن جمال المشاهير، أو إصلاح ما أفسده الزمن، خاصة التجاعيد، وطمعا في شباب خالد"، مضيفة: "على المجتمع أن يفهم بأنه إذا كان هناك رغبة في الإقبال على التجميل لا يجب أن تتم إلا على أيادي مختصين وخبراء في التجميل، لتفادي كل المشاكل التي قد تحدث بسبب سوء استعمال مختلف التجهيزات".

وأكدت المختصة، أن الكثيرين يقبلون على عيادات المختصين بعد وقوع "الفأس في الراس" وتتحول محاولة إصلاح مشكل والبحث عن جمال، الى إفساد ما كان جميلا أصلا قبل المغامرة".

أضافت الطبيبة أن أكثر ما يشد انتباه بعض النساء، ويدفعهن إلى الإقبال على العيادات غير المختصة، هي الأسعار المغرية والتي تعود أصلا إلى نوعية المواد المستعملة وغير الخاضعة لأية رقابة، والتي يجهل تماما مصدرها، لاسيما وأنه لا يمكن ضمان مؤهلات معتمدي التجميل وضميرهم المهني، أو سذاجة بعض النساء اللواتي غررت بهن حملات الترويج.

وعن تكاليف الخدمات قالت الدكتورة، انها تختلف من منتج لآخر، وغالبية المنتجات التي يستخدمها الخبراء هي منتجات مصدرها من أوربا وروسيا، أما تلك التي يعتمدها غير الخبراء مقارنة بأسعارها فهي منتجات صينية، وغير جيدة، تكاليفها تختلف وفق الكمية المحقونة، اذ تتراوح بين 20 ألف دينار للميليلتر الواحد، وكل منطقة تحتاج الى نسبة حقن معينة تختلف مثلا بين الشفاه، ومنطقة حول الفم وغير ذلك، كما تختلف عن ما ترغب الزبونة في تطبيقه فمثلا هناك زبونات يرغبن في شفاه طبيعية ولديها حجم لا بأس به فلا يحتجن إلا الى 0.5 ميليلتر او 1 ميليليتر، في حين أخريات يرغبن في التضخيم ويحتجن إلى 2 ميليليتر، كحد اقصى للشفاه مع تجديد مستمر، إلا أن غير المختصات في هذا المجال، فلا يقلقن أنفسهم مع الزبونات، بل غايتهم كسب المال فقط ولا ضمير لهن، فلا يقدمن اي نصيحة بشأن ذلك وبالتالي تحدث كوارث داخل تلك العيادات ويتحول الجمال الى بشاعة لا يمكن إصلاحها.

ن. بوطيبة