أشغال إعادة تهيئة شوارعها وحدائقها رفع عدد قاصديها

"البهجة" تتزين لاستقبل زوارها من الداخل والخارج

"البهجة" تتزين لاستقبل زوارها من الداخل والخارج
  • القراءات: 994
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

تتحول العاصمة، أو كما يحلو للبعض تسميتها "مدينة البهجة"، خلال فصل الصيف، إلى قبلة مفضلة لعدد كبير من الزوار من خارج الولاية، بما في ذلك الأجانب، وهو ما تعكسه الحركة المميزة بالشوارع الكبرى ، على غرار ديدوش مراد والعربي بن مهيدي، البريد المركزي وساحة الشهداء، حيث تستمر الحركة طيلة اليوم وإلى ساعات متأخرة من الليل.

المتجول في شوارع العاصمة خلال هذه الأيام التي تتزامن وانطلاق موسم الاصطياف، يقف على التنوع الكبير في اللهجات من الوافدين الجدد، مما يعكس حجم العدد الكبير من الزوار الذين يقصدون العاصمة للتجول والوقوف على بعض معالمها السياحية، والجلوس في حدائقها العمومية التي شهدت في الآونة الأخيرة جملة من التعديلات، ساهمت في جماليتها وجعلتها تستقطب اهتمام العائلات، خاصة تلك التي يجري تنظيم بعض الأنشطة بها لفائدة الأطفال.

لا يحتاج الواحد منا للسؤال عن موطن قاصديها، يكفي فقط الاستماع إلى  طريقة الكلام ومراقبة بعض التصرفات، كالتقاط الصور التذكارية عند بعض المعالم، على غرار البريد المركزي، تمثال الأمير عبد القادر الذي يعرف حركة كبيرة وقصر رياس البحر، أو بالقرب من مسجد كتشاوة، ليدرك بأن هؤلاء الزوار اختاروا العاصمة كوجهة سياحية، ولا يقتصر الأمر على الوافدين من  الولايات المجاورة فحسب، إنما يمتد أيضا إلى الأجانب الذين يسجلون حضورا متميزا هذه السنة، خاصة بالعاصمة، سواء في شكل قوافل منظمة أو بصورة فردية، وهو ما وقفت عليه "المساء" في جولتها بساحة العربي بن مهيدي، حيث لمحنا فوجا من الأجانب الأوروبيين يقودهم دليل كان بصدد تقديم بعض المعلومات حول المكان.

احتكت "المساء" لدى توجهها إلى شارع العربي بن مهيدي، وتحديدا بالقرب من تمثال الأمير عبد القادر، ببعض الزوار، فكانت البداية مع سيدة رفقة عائلتها كانوا جالسين بالقرب من تمثال الأمير عبد القادر، يلتقطون لبعضهم صورا. وفي دردشتنا إليها، أشارت إلى أنها من ولاية تمنراست، جاءت رفقة عائلتها لزيارة أقاربها والتعرف على العاصمة التي كانت تشاهدها فقط في التلفاز، وتردف: "أكثر الأماكن التي رغبت في زيارتها، فضاء الصابلات كونه يطل على البحر"، وغير بعيد عنها، كان مواطن آخر رفقة عائلته من ولاية أدرار، تحدث عن حبه الكبير للعاصمة، بالنظر إلى الحركة الكبيرة فيها، وعلق بالقول إنه يختارها كل صائفة للوقوف على معالمها السياحية، خاصة التاريخية منها، كتلك المتواجدة بساحة الشهداء، للتمتع بوسائل النقل الحديثة فيها، خاصة المترو.

من جهته، أعرب الشاب حكيم الذي قصد العاصمة رفقة بعض أصحابه من ولاية بشار، عن رغبته الكبيرة في التعرف على كل شوارع العاصمة، لذا يختارها في الصيف كوجهة سياحية، مشيرا إلى أن الأنشطة الترفيهية  والثقافية التي تقام في الساحات العمومية، تجعله يشعر بالسعادة، خاصة أن مثل هذه البرامج غائبة في ولايتهم".

حول الإقبال الكبير على العاصمة التي تعرف شوارعها ازدحاما كبيرا في كل صائفة، كشف حكيم بطاش، رئيس بلدية الجزائر الوسطى في تصريحه لـ«المساء"، إلى وجود الكثير من العوامل التي جعلت العاصمة تستقطب عددا كبيرا من الزوار، يقول: "هذا العدد يتزايد سنة بعد أخرى، بما في ذلك الأجانب الذين سجلوا حضورا مميزا مع بداية هذه الصائفة، بالنظر في المقام الأول، إلى حالة الأمن التي تعرفها البلاد، إلى جانب العامل الثاني والمهم الذي بادرت إليه الولاية بالتعاون مع البلدية، والمتمثل في إعادة تهيئة أحياء العاصمة، فضلا عن الحرص على النظافة التي تعد من أكبر التحديات التي تواجهنا مع بداية موسم الاصطياف".

من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى وجود عوامل أخرى شجعت الزوار على التردد على العاصمة، ولو للتجول فيها فقط، ممثلة في الأنشطة الترفيهية والثقافية التي يتم تسطيرها بساحة البريد المركزي وقاعات السينما، ناهيك عن إعادة تهيئة كل الحدائق العمومية التي تحولت إلى فضاءات يجد فيها الزوار ضالتهم، سواء من حيث الأمن والنظافة، أو للظفر بالأريحية، كاشفا في السياق، عن موعد تسليم حديقة "بور سعيد" في الأيام القليلة القادمة بعد الانتهاء من أشغال تهيئتها التي بلغت مراحل متقدمة، موضحا في معرض حديثه "أن واحدة من أهم العوامل التي أحيت العاصمة، فضاء الصابلات الذي يستقطب عددا كبيرا من الزوار من خارج الولاية، لاسيما بعد تعزيزه بجملة من الهياكل التي ساعدت العائلات على إمضاء وقت طويل فيها، يمتد إلى غاية طلوع الفجر، مشيرا بلغة الأرقام، إلى أنه بالرجوع لآخر الإحصائيات المسجلة، تشير إلى أن شارع العربي بالمهيدي لوحده يستقطب مليون ونصف مليون زائر يوميا، وهو الرقم الذي يصفه بالكبير، مؤكدا بأن العاصمة قبلة سياحية بامتياز.

رشيدة بلال