الحرفي في الخياطة التقليدية شارف فغول عبد الوهاب لـ"المساء":

"البلوزة" الوهرانية إرث وتكوين الشباب في الحرف التقليدية ضرورة

"البلوزة" الوهرانية إرث وتكوين الشباب في الحرف التقليدية ضرورة
  • القراءات: 1869
خ.نافع خ.نافع

تعتبر "البلوزة" الوهرانية من أقدم الألبسة التقليدية التي تشتهر بها سيدات الجهة الغربية من الوطن وعلامة مسجلة داخل الوطن وخارجه، كانت خياطتها في الماضي مقتصرة على الخياطات فقط، غير أن ظروف العصر فتحت المجال أمام العديد من الخياطين الرجال لامتهان هذه الحرفة والإبداع فيها من خلال إدخال تغيرات ولمسات إبداعية جديدة. السيد عبد الوهاب شارف فغول واحد من هؤلاء، صاحب ورشة للخياطة التقليدية وعضو بمكتب غرفة الصناعات التقليدية بوهران ورئيس لجنة التكوين والتمهين والتأهيل بنفس الغرفة. التقيناه فكان لنا معه هذا الحوار.

 كيف اخترت هذه الحرفة؟

— بدأت بممارسة هذه الحرفة مع بداية الثمانينات في البداية كهواية فقط، غير أنني وجدت نفسي منجذبا إليها وتعلمت تقنياتها بسرعة، وهو ما شجعني على احتراف المهنة إلى وقتنا الحالي.

 تخصصت في خياطة "البلوزة" الوهرانية، حدثنا عن تطورها على مر الزمن وسبب ارتفاع سعرها بشكل كبير؟

— خياطة البلوزة الوهرانية مثلها مثل أية حرفة تقليدية، تطورت من جيل إلى آخر، سواء في نوعية القماش أو الأكسسوارات التي تستعمل في تزيين الصدر والأكمام باعتبارهما الأهم في البلوزة، فهي تعتمد على مخيلة الحرفي في الإبداع بدون المساس بالأصل، تماشيا مع الموضة وإرضاء للزبونات، وكذلك تحدى نظرا للمنافسة الشرسة التي تفرضها بعض الألبسة الأخرى التي دخلت السوق الوطنية، وأصبحت تستقطب اهتمام المرأة الوهرانية، مثل "القفطان" المغربي ،على حساب "البلوزة" الوهرانية، حاليا العروس تكتفي بـ«بلوزة" واحدة في جهازها، بخلاف الماضي، حيث كانت تتباهي عروس غرب البلاد بعدد الألبسة التي تقتنيها لتصديرة حفل زفافها. أما فيما يخص ارتفاع ثمن البلوزة الوهرانية فالسبب راجع إلى نوع القماش والمواد التي تدخل في التزيين، التي تعتبر 80 بالمائة منها مستوردة، تختلف أسعارها حسب النوعية والجودة، لذلك تتم خياطة البلوزة حسب رغبة كل زبونة وإمكانياتها المادية، فهي تتراوح بين 3 ملايين سنتيم و9 ملايين سنتيم.

 ماهي مواصفات الخياط الناجح؟

 العمل الجماعي والاحترافية يساهمان بشكل كبير في نجاح الخياطة التقليدية بما فيها البلوزة الوهرانية، لتخرج في الأخير قطعة فنية، لكن للأسف حاليا يصعب تحقيق هذه المعادلة، كل حرفي يريد أن يستقل في العمل بمفرده، زيادة على عزوف الشباب عن تعلم هذه الحرفة وافتقادهم للصبر والدقة اللتان تتطلبهما مع الأسف، بالرغم من أنني فتحت المجال واسعا في الورشة التي أعمل بها للتكوين.

 كيف يمكن الحفاظ على هذه الحرفة من الزوال؟

— يجب أن نعطي أهمية بالغة لحماية هذا اللباس وغيره من الألبسة التقليدية التي تشتهر بها بلادنا والتى تعتبر موروثا ثقافيا يعبر عن أصالتنا وهويتنا بدعم التكوين وتشجيع الشباب على التوجه نحو هذه الحرف والتكفل بمشاكل الحرفيين الذين يواجهونها أحيانا منها غلاء المواد الأولية، إلى جانب خلق مجال للمنافسة فيما بينهم، على غرار الجائزة الوطنية لأحسن منتوج المنظمة من قبل الوزارة تزامنا واليوم الوطني للحرفي التي تعتبر دافعا قويا للإبداع والخلق في المجال من قبل الحرفيين.  

 هل شاركت في معارض من قبل؟

— شاركت في معارض عديدة داخل الوطن وفي الخارج سنة 2003 في المعرض الدولي في بوردو الفرنسية و2006 في مدينة  الدولي بمدينة ليون.

 ماذا تنصح الشباب الراغب في دخول مجال الخياطة التقليدية منها البلوزة الوهرانية؟

— المجال مفتوح لكل شاب يجد في نفسه الرغبة وحب تعلم هذه الحرفة، لأن الهواية والرغبة شرطان للتعلم، لا يمكن تحقيق النجاح بدونهما في أي مجال، لاسيما أن الدولة قدمت العديد من التسهيلات للراغبين في الولوج إلى تعلم الحرف للعمل لحسابهم الخاص بعد التكوين والحصول على شهادة، وهي فرصة لا يجدها الشاب الجزائري في بلد آخر.