لسهولة اقتناء منتجاته وبأسعار زهيدة

البلاستيك خطر يهدد الصحة

البلاستيك خطر يهدد الصحة
  • 743
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

بات من الصعب التخلي عن استعمال البلاستيك في حياتها اليومية، حتى في أبسط الأشياء، وبات أيضا من النادر أن لا تجد بيتا لا يستخدم مختلف الأغراض المصنوعة من هذه المادة المشتقة من البترول، لكن أن تتحول حياة الإنسان كلها إلى بلاستيك، الذي يرادف البساطة ورخص الثمن والابتعاد عن كل ما هو أصيل، فذلك هو الخطر بعينه، ولأن سهولة اقتناء الأواني المنزلية أو ديكور المنازل أو حتى الأثاث المصنوع من هذه المادة، والمعروض بألوان وأشكال، تجذب المشترين، خصوصا أصحاب الدخل الضعيف، فقد دفع هذا الأمر المختصين إلى دق ناقوس الخطر، حيث أكدوا أن صحة الإنسان على المحك، لأن تلك الأدوات المعروضة بأسعار بخسة في الأسواق، تحتوي على مواد مجهولة المصدر، أغلبها مضر بالصحة، داعين في نفس الوقت، إلى العودة للأواني والأثاث المصنوع من  النحاس والمواد النظيفة، حفاظا على الصحة العمومية.

المنتجات البلاستيكية تهدد ذوق الأسر الجزائرية

أشارت وفاء مختاري، مهندسة ديكور المنزل الداخلي، من تراجع ذوق الجزائريين بشكل مثير للقلق، موضحة أن الكثير من قطع ديكور التي لها قيمة جمالية، بدأت تختفي من المنازل العاصمية، ليتم استبدالها بقطع بلاستيكية لا روح فيها.

قالت المختصة، إنه ونظرا لصعوبة الظروف المعيشية، يقبل الجزائري على اقتناء البلاستيك، ويبتعد عن شراء قطع باهظة الثمن، لاسيما أصحاب القدرة الشرائية المنخفضة، مضيفا أن إغراق السوق بتلك المنتجات البلاستيكية يزيد الطين بلة، خصوصا بعد وقف الاستيراد، فبات من الصعب إيجاد قطع من الفخار أو خامات رفيعة وجعلها تختفي تدريجيا من السوق، لتحتل مكانها المنتجات البلاستيكية التي لا تراعي حتى معايير السلامة.

أضافت المتحدثة، أن ذوق الجزائريين معرض للخطر، وبالتراجع بشكل كبير، ولا يمكن الاستهانة بهذا الأمر، خصوصا أن للذوق  دور كبير في بناء شخصية المجتمع وأناقته، وينعكس بالتالي على نفسيته، وعلى تعامله مع محيطه، فأصحاب الأذواق الرفيعة تجد طبعهم هادئا وروحهم جميلة.

وقالت المختصة في الديكور، إن الأذواق الرفيعة جزء يكون بالفطرة، أما الجزء الثاني فمكتسب، يتجسد في الفرد من خلال محيطه، ويتأثر كثيرا بما هو متوفر في السوق، ووفق قدرته الشرائية، لأن الخامات الرفيعة باهظة الثمن مقارنة بالمنتجات الأخرى، وهي منتجات مصنوعة من مواد أولية زهيدة الثمن.

أشارت في الأخير، إلى أنه خلال عملها في الميدان، وإشرافها على ديكور بعض البيوت في العاصمة، انتبهت إلى غياب الذوق لدى الكثيرين، وأكدت أن ذلك غير مربوط بالقدرة الشرائية، مبررة الأمر باقتنائهم منتجات باهظة الثمن، لكن ليست جميلة، في حين أنه يمكن استبدال تلك القطع بمنتجات أقل ثمن، وأكثر جمالية.

 


 

شدت اهتمام النساء لأثمانها البخسة.. الأواني البلاستيكية تغرق البيوت

انتشرت في الأسواق الجزائرية، خلال العشر سنوات الأخيرة، محلات تتخصص في بيع الأواني المنزلية البلاستيكية، التي كثيرا ما حذر المختصون من استعمالها، لعدم مراعاتها معايير السلامة، خصوصا بعض الأنواع التي تدخل في تركيبتها مواد كيماوية مضرة بالصحة.

لمعرفة مدى إقبال المواطنين على تلك السلع، كانت لـ«المساء" جولة استطلاعية في سوق حي الجرف، ببلدية باب الزوار، أو ما يطلق عليه تسمية "سوق دبي"، حيث تنتشر محلات بيع الأواني، التي تدهش المتسوق، نظرا للكم الهائل للأواني البلاستيكية المعروضة بها، والتي يبدو أنها عوضت الكثير من القطع الفخارية أو الخشبية التي كانت من خامات جيدة قبل سنوات.

في حديثنا مع مراد فرناجي، صاحب أحد المحلات، أكد أن الأواني البلاستيكية هي أكثر ما تقبل عليه النسوة في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك راجع إلى أسعارها المنخفضة والمغرية، فضلا عن تصاميمها الحديثة وألوانها المثيرة للرغبة في الاقتناء، إذ أنها تتوفر بألوان وأشكال تلبي كل الأذواق.

من جهة أخرى، أجمع عدد من النساء، تحدثنا إليهن داخل المحل، عن إعجابهن بتلك القطع المعروضة في المحل، والتي تتنوع تصاميمها وتختلف ألوانها، لاسيما أن أكثر ما يثير الرغبة في شرائها، هو أسعارها المغرية التي تكون أحيانا بربع سعر الأواني الفخارية أو الحديدية، وحتى النحاسية.

قالت السيدة فريال، ربة بيت متزوجة حديثا، إنها غالبا ما تجد ضالتها في المحلات التي تعرض أنواعا عديدة من الأواني البلاستيكية، ونظرا لأسعارها التي هي في متناول الجميع، استطاعت تأثيث مطبخها بالعديد من القطع، من أوان وحتى خزائن لترتيب البيت، سواء الخاصة بالأواني أو الخضر والفواكه، وأشارت إلى أن تلك القطع تختلف ألوانها وتصاميمها، بحيث تجعلها تتماشى والديكور العصري لمطبخها.

أما السيدة زينب، فقالت إن مشترياتها البلاستيكية لا تقتصر على أواني المطبخ، بل حتى قطع ديكورات أخرى خاصة بالصالون أو غرف النوم، أو حتى الحمام، والتي تعرض في الأسواق بموديلات تظهر قبل لمسها أنها مصنوعة من خامة مختلفة، في حين أنها مجرد بلاستيك، يمكن أن تزين بها الغرف دون تكلفة كبيرة، كما أنها آمنة لا يمكن كسرها حتى وإن أسقطها الأطفال.