الهاوي عبد الرفيق حاج رابح:

البطاقات البريدية موروث يستحق التثمين

البطاقات البريدية موروث يستحق التثمين
عبد الرفيق حاج رابح
  • القراءات: 635
رشيدة بلال رشيدة بلال

إن رغبت يوما ما في شراء بطاقة بريدية، بغية إرسالها لشخص معين، فالأكيد أنّك ستطرح السؤال التالي "من أين يمكنني شراؤها"؟، خاصة مع موجة التكنولوجيا التي جعلت التواصل يتم عبر العالم الافتراضي، ولا يحتاج إلى أوراق أو بطاقات، الأمر الذي جعلها تتراجع، بل وتختفي من المكتبات.

استوقف "المساء" بشارع "ديدوش مراد" في العاصمة، خمسيني وهو يعرض مجموعة مميّزة من البطاقات البريدية، تحاكي كلها مختلف مدن الجزائر، إلى جانبها صف على طاولة مجموعة أخرى من البطاقات القديمة التي تبرز هي الأخرى مختلف الأحداث التاريخية، وتصور بعض المدن العريقة والأحياء القديمة مثل القصبة. الملفت للانتباه أنّ الطلب على هذه البطاقات البريدية، رغم قدمها،  كان كبيرا من قبل عشّاق هذه البطاقات بشهادة السيد عبد الرفيق حاج رابح،  الذي اختار أن يسير على نهج والده في جمع البطاقات، وعرضها على الراغبين في شرائها ممن حنوا إلى طرق التواصل القديمة.

يقول في معرض حديثه، بأن طريقة التواصل اليوم تغيرت كثيرا، فبعدما كانت البطاقات البريدية أهم سفير لنقل الأخبار بين الأشخاص، خاصة المقيمين بين الولايات أو في المهجر، حيث يجري اختيار تلك التي ترمز لجمال الجزائر، فيخيّل لمن يقرؤها وكأنّه قام بجولة سياحية في الصورة، تمّ الاستغناء اليوم عنها بعدما حلت محلها الرسوم التي يجري تداولها عبر الرسائل القصيرة في الفضاء الافتراضي، مشيرا إلى أن أكثر ما يجعله يشعر بالحسرة والأسف، أنّ هذه البطاقات البريدية التي لم تعد تلقى الاهتمام المطلوب، خاصة من قبل الشباب،  تعتبر في الحقيقة موروثا تاريخيا بحاجة إلى اهتمام وتثمين، لأنّها، حسب  محدثنا، تنقل جملة من الصور عن الجزائر قديما.

ارتباط الهاوي حاج رابح بجمع البطاقات البريدية، دفعه إلى الذهاب إلى أبعد من هذا، فبعدما كان يكتفي بمجرد البحث عن البطاقات وجمعها، أصبح اليوم يتطلّع لمقاسمة الجمهور هذا الموروث، من خلال المشاركة في مختلف المعارض التي تقام ببعض الولايات. مشيرا إلى أن المعارض تحولت إلى همزة وصل بينه وبين الجمهور، من أجل تذكيره بوجودها، ولما لا العودة إلى استعمالها أو اقتنائها والاحتفاظ بها كذكرى جميلة.

وردا عن سؤال "المكساء" حول البطاقات البريدية التي عادة ما يكثر عليها الطلب، أشار محدثنا إلى أن زبائنه عادة من كبار السن، وبعض الفئات الشابة التي يدفعها الفضول لتصفح الصور التي تحملها مختلف البطاقات، والسؤال عن المكان أو الولاية التي تمثلها، موضحا أن أكثر البطاقات التي يكثر عليها الطلب هي تلك التي ترمز  للعاصمة قديما، وتلك التي تحاكي جمال الصحراء.

البطاقات البريدية التي تكشف جمال الجزائر وعراقتها، حسب محدثنا، تعتبر موروثا بحاجة إلى اهتمام. وبالمناسبة يتمنى من الجهات المعنية الاهتمام أكثر  بمثل هذه الهوايات التي تلعب دورا في الترويج لثقافة شعب عن طريق الصور.