العائلات العنابية تكيّف نمطها الغذائي مع التقلبات الجوية

"البركوكس" و"حمص دوبل زيت" لتقوية مناعة الجسم

"البركوكس" و"حمص دوبل زيت" لتقوية مناعة الجسم
  • القراءات: 478
سميرة عوام  سميرة عوام 

تهتم أغلب المطاعم التقليدية وحتى العصرية مع تراجع درجات الحرارة، بالأكلات الشعبية التي يعدّها مختصون قدِموا من ولايات مجاورة، بما فيها طبق "الدوبارة" الذي جاء من بسكرة؛ إذ باتت تنافس الأكلات العصرية؛ نظرا لقيمتها الغذائية. كما إن الطلب عليها يفوق تلك الموجودة في المطاعم السريعة؛ فرغم ندرة بعض البقوليات في الأسواق مثل الحمص والفول، إلا أن زبائن هذه المطاعم ينتظرون إعدادها، خاصة مع انخفاض درجة الحرارة والبرد القارس.

غيرت أغلب العائلات العنابية هذه الأيام، نمط غذائها اليومي، ومنه أصبحت محلات بيع البقوليات وكذلك العجائن تعرف إقبالا واسعا من طرف المستهلكين؛ من أجل اقتناء كل ما يتناسب وفصل الشتاء، خاصة أن عنابة تغير طقسها خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع تضاريسها الوعرة وطقسها البارد.

ولمواجهة مثل هذا البرد خاصة بحلول فصل الشتاء، تلجأ بعض ربات البيوت لصناعة "البركوكس" بمختلف أنواعه، وعرضه في المحلات والأسواق.

ويعرف هذا النوع من المعجنات طلبا كبيرا؛ إذ يصل سعر الكلغ الواحد منه، إلى نحو 300 دينار. وإذا كان مصنوعا من دقيق القمح يتغير السعر. وعليه، فبعض العائلات تجد في فصل الشتاء فرصة للاسترزاق؛ من خلال خلق شبكة تواصل مع الزبائن، وعرض السلعة مباشرة.

ومن بين المشاريع الأخرى التي تتناسب وفصل الشتاء، نجد أنواعا من المخللات؛ كالفلفل الحلو، و«البفجوخ"… والتي تكون صالحة طيلة أيام البرد، فيما يبقى "القديد" و«الخليع" الطبق المفضل لدى لعنانبة. وهناك من يقطع المسافات للبحث عنه في الولايات القريبة؛ مثل باتنة وتبسة وسوق أهراس، وغيرها؛ لإدماجه كمكون رئيس في الأطباق الشتوية.

ويُستعمل "القديد" مع الكسكسي و«البركوكس"، وحتى البقوليات التي تُعد من الأغذية الصحية، التي تعطي الجسم قوة وصلابة، خاصة بالنسبة للعاملين في مجال البناء والفلاحة؛ إذ يعوَّل على هذا الطبق الشتوي المناسب للأعمال الشاقة.

ومن بين الأطباق التي تتناسب وبرد فصلي الخريف والشتاء طبق "حمص دوبل زيت". وهي الأكلة الشعبية الأكثر طلبا بالنسبة للرجال. وهناك من يطلبها عند خروجهم مباشرة من صلاة الفجر؛ حيث تجد المطاعم التقليدية تعج بالمواطنين الباحثين عن مثل هذه الأكلات المغذية؛ على غرار "اللبلابي"، وهو الحمص الذي ينكَّه بعد تحضيره، برشة كمون وزيت الزيتون وكذلك البصل. ويَعده سكان بونة مضادا حيويا لأمراض الشتاء. ويصل سعر الصحن الواحد للحمص دوبل زيت، إلى 700 دينار في أغلب الأحيان؛ بسبب غلاء البقوليات وندرتها مؤخرا، ناهيك عن التوابل والعناصر الأخرى التي تدخل ضمن مكونات هذا الطبق.

كما يتم كذلك إعداد طبق "الفول مالح وبنين"، وهي أكلة شعبية تتميز بها المنطقة الشرقية للبلاد وبعض ولايات الجنوب. ويتكون الطبق من الفول وبعض المنكهات التي تعطيه لمسة سحرية، تسيل لعاب المارة، خاصة في فصل الشتاء.

وأمام هذا التنوع الكبير في الأكلات الشعبية تبقى المرأة غير تائهة في تحضير ما يطلبه أفراد عائلتها، خاصة في زمن البرد والثلج والتقلبات الجوية الأخيرة وغلاء المعيشة؛ فالبقوليات تعوّض قيمة اللحم.