تيزي وزو

البرد القارس ينعش الأطباق التقليدية

البرد القارس ينعش الأطباق التقليدية
  • القراءات: 2938
❊  س. زميحي ❊ س. زميحي

 أدت موجة البرد القارس التي عصفت بولاية تيزي وزو هذه الأيام، إلى إحياء العائلات القبائلية أطباقا تقليدية، لتعود من جديد وتزاحم المائدة القبائلية لتدفئة الجسم، حتى يتمكنوا من مواجهة موجة البرد التي خيمت على الولاية بدون سابق إنذار، حيث تهافتت العائلات خاصة منها القاطنة بالقرى، على تحضير أطباق تقليدية محضة؛ نظرا لأهميتها في مد الجسم بالقوة والصحة.

 تعتمد المرأة القبائلية في تحضيرها لأطباق تقليدية مختلفة، على مواد طبيعية يتم جمعها وتخزينها على مدار السنة، تحسبا لموسم الشتاء، حيث تعمل المرأة طيلة الفصول الأخرى خاصة الربيع، على جلب وجمع كل الأعشاب من الحقول والغابات؛ بغية تخزينها واستغلالها في فصل الشتاء، لتمد الجسم بما يحتاجه من الطاقة والدواء باختلاف المذاق وعناصر ومكونات الطبق.

تقول «نا زهوة» من ضواحي بوزقان، إن المرأة القبائلية معروفة منذ القديم، بأنها تحضّر على مدار السنة، لموسم الشتاء، من خلال توفير ما يلزمها من الأعشاب والبقول الجافة التي تتميّز بالتنوع لتعدد استعمالاتها وفوائدها، مضيفة أن مع حلول موسم البرد يكثر الإقبال على الأطباق التقليدية، التي تفضّل المرأة تحضيرها لعائلتها حتى يستطيعوا مواجهة انخفاض درجة الحرارة والصمود في وجه نزلات البرد والأمراض الناجمة عن موسم الشتاء.

وأعقبت المتحدثة أن الأطباق التقليدية التي تتفنّن المرأة في تحضيرها لعائلتها بمنطقة القبائل، ستبقى «جوهرية» لا يمكن مقارنتها بالأطباق الأخرى، مؤكدة أن حتى الجيل الجديد من الشباب أصبحوا يهتمون بالأكلات التقليدية بعدما أدركوا أنها مفيدة للصحة والجسم، وأصبحوا يطالبون بها خاصة منها الأطباق التي تُصنع من البلوط والشعير وغيرهما، منها طبق «تابزيث»، «ثابوبتاتس»، «أركول»،» ثحريرث»، «أغروم لحوال»، أشباظ» وغيرها من الأطباق التي تحضَّر باستعمال مختلف أنواع الأعشاب التي تساعد الجسم على الاحتفاظ بالحرارة، خاصة أنها ترتكز في مجملها على زيت الزيتون الذي يضفي مذاقا ونكهة مميزة على الطبق، إلى درجة لا يمكن الاستغناء عنه؛ ما يجعل الطبق غذاء ودواء في نفس الوقت.

وقالت «نا فروجة» من ضواحي أقبيل، إن القدامى كانوا يتمتعون بصحة جيدة بفضل تناولهم أطباقا صحية على عكس الوضع حاليا، حيث الانتشار الكبير للأمراض، والأسوأ من ذلك حتى الزكام أصبح المصاب به غير قادر حتى على الحركة وضعيفا جسديا، لا يمكنه تحمّل الحمى وغيرها،  ما يتطلب، على حد قولها، العودة إلى الأطباق التقليدية، حيث تقول إن الصحة مصدرها ما يأكله الفرد، فما يتناوله يوميا وما يحويه طبقه يحدد صحة جسمه وقوّته.

وختمت المتحدثة لـ «المساء» بأن الأطباق التقليدية التي يتم تحضيرها بالقرى مهمة جدا؛ فهي طبيعية، كما أن البقول الجافة والخضراوات مفيدة أكثر من الأكل السريع والخفيف الذي يتهافت عليه جيل اليوم، مضيفة أن الشباب لا يدركون أن ما يتناولونه مضر لصحتهم أكثر مما هو نافع، إلى درجة أن العيادات بمختلف اختصاصات الأطباء تكتظ بالمرضى الذين يعانون من أمراض ومشاكل صحية مختلفة، ما يتطلب، على حد قولها، العودة إلى الأصل لإنقاذ الصحة قبل هرمها وضياعها.

  س. زميحي