مزيان الشريف خباب باحث في تكنولوجيات التربية
البدائل التربوية تحد من مخاطر الأنترنت

- 910

حدثت لعبة "الحوت الأزرق" في الآونة الأخيرة، ضجة كبيرة في الجزائر وتضاربت الأفكار حول الحلول التي يجب اتخاذها، الأمر الذي دفع ببعض المختصين في التكنولوجيا إلى التدخل لاقتراح بعض التدابير الاحترازية، على غرار الأستاذ والباحث مزيان الشريف خباب مختص في تكنولوجيات التربية، الذي أكد في حديثه لـ«المساء"، "بأن الحديث عن تلك اللعبة وبتلك الطريقة، دفع الكثير من باب الفضول إلى تجربتها، غير أن الخطر الذي لم تنتبه له الأغلبية، أن هذه اللعبة من مخترع مختص في علم النفس يخاطب عقل الإنسان الباطن ويحاول قدر الإمكان السيطرة عليه وإفقاده سيادة نفسه".
يرى الباحث مزيان بأن تركيز الحديث على اللعبة الخطيرة جعلنا نغفل عن أهمية البحث عن الحلول التي يمكن أن تساعدنا في الحد من هذه الظاهرة، ويسأل؛ "هل نعتقد مثلا أن إبعاد التلاميذ وأبناء هذا العصر عن هذه الأدوات ممكن؟ أعتقد جازما يجيب "أنه من غير الممكن، بما أنهم أصبحوا الآن مربوطين بالشبكة على مدار الساعة، لتوفر خاصية 4g والهواتف المزودة بشاشات تسمح بولوج الأنترنت". من جهة ثانية، يضيف "الأدوات التي لا نستغلها تحل محلها أخرى قد تكون غير مناسبة، فنحن لم نستخدم أدوات تربوية في طرائق تدريسنا واكتفينا بالطرائق التقليدية، وقد توجه التلاميذ بمحض إرادتهم للأدوات اللاتربوية".
حول البدائل التي يمكن أن تبعد أبناءنا عن مخاطر الأنترنت، يقترح الباحث مزيان لعبة تربوية طبقت وأثبتت فاعليتها، تحمل كل الخصائص التي تجعل منها الأداة الأولى في التربية، لأنها اجتماعية وتفاعلية ومسلية وهي فضاء "سيكند لايف"، بمعنى حياة ثانية، يعتبرها الباحثون في مجال التكنولوجيات، الأداة التي ستغير مجرى "الويب" من "الويب 2" إلى "الويب 3" مستقبلا. كونها تجسد الشخص الذي يمارسها بخاصية 3d وتضعه في الفضاء الذي يريده، فإن تحدثنا مثلا، يشرح "عن التخصصات التربوية، كطالب اللغات الأجنبية الذي يختار الجامعة للتعلم، نجده في هذه اللعبة يلعب أدوار الطالب في الجامعة، يلاقي طلبة من جميع أنحاء العالم ويحدثهم إما كتابة أو صوتا، وبهذا يكتسب اللغة عن طريق أبناء تلك المنطقة، فيصبح الحوار كله باللغة التي يدرسها المستخدم ويريد تعلمها، بالتالي يجد نفسه يستمتع باللعبة وفي نفس الوقت يتعلم لغة ثانية.
حول مدى فعالية هذا الفضاء التربوي، أكد المختص مزيان أن هذا الفضاء التربوي خضع للعديد من الدراسات، موضحا أن هذه الأداة ظهرت سنة 2003 وطورت في السنوات الأخيرة ،لاسيما بعد 2015، ومن بين الدراسات؛ دراسة وصفته بالفضاء التربوي الأكثر انتشارا لما يوفره من تقنيات حديثة وتفاعلات وطابع المغامرة، حيث أحصى 36 مليون حساب في هذا الفضاء.
من جهة أخرى، يعتقد الباحث مزيان أنه لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نعّرف الأطفال بسلبيات أداة من الأدوات دون أن نعرفه بالبديل، لأننا في حالة الإدمان ـ كما يقول الأخصائيون النفسانيون ـ، حيث ننصح المدمن بترك ما أدمن عليه والانشغال بأمور أخرى، وفي هذا الخصوص، كما أقول، دائما يعلق "أطفالنا يفتقرون للتوجيه وإلى من يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان".
❊ رشيدة بلال