دعا إليه أخصائيون في الصحة

الاهتمام بتكوين الأطباء في "الألم" ضرورة

الاهتمام بتكوين الأطباء في "الألم" ضرورة
  • القراءات: 494
رشيدة بلال رشيدة بلال

شكل موضوع الألم محور يوم دراسي، لفائدة منتسبي الأمن الوطني من الأطباء، حيث انصبت جل المداخلات على كيفية محاربة الألم ومعالجته، خاصة أنه كداء تفشى بشكل كبير في المجتمع الجزائري، في ظل ضعف التشخيص، أضحى يتطلب حسب المتدخلين، الاهتمام أكثر بتكوين الأطباء والطاقم شبه الطبي فيما يخص تشخيص الألم.

أكدت ليلى مولريش، أخصائية في قسم الاستعجالات في حديثها لـ"المساء"، على هامش اليوم الدراسي، أن أول ما ينبغي معرفته فيما يخص الألم، أنه إذا كان عابرا "بسيطا" أو أنه ألم مستعص ومتكرر، يحتاج إلى تكفل طبي، لأنه مؤشر على وجود مرض مخفي أو مزمن.

من جهة أخرى، حذرت محدثتنا من الإسراع إلى محاربة الشعور بالألم باقتناء الأدوية بصورة عشوائية، نظرا لما تسببه هذه الطريقة في العلاج من مخاطر على الصحة. بالمناسبة، شددت على ضرورة التشخيص، خاصة إن كان الألم مستعصيا.

من جهته، أوضح الدكتور فيصل لعروسي أخصائي في الجراحة العامة، أن الجهود اليوم تتجه إلى محاولة التخفيف قدر الإمكان من حدة الألم على المصابين ببعض الأمراض المزمنة، ومنها داء السرطان، حيث يتم، حسبه، تنظيم اجتماعات مع أطباء أخصائيين في تخصصات مختلفة، لتسطير برنامج علاجي يستجيب لكل حالة مرضية على حدة، مع مراعاة أهم الأساليب العلاجية التي تحد من الألم، خاصة الجراحة والعلاج الكيماوي والعلاج بالأشعة، مشيرا إلى أنه من أهم الأخطاء الشائعة في المجتمع الجزائري؛ الإسراع إلى اقتناء الأدوية للتخفيف من الألم دون استشارة الطبيب، مما يعرض المريض أو الذي يعاني من الألم إلى خطورة، لأن حالته قد تكون مستعصية وتتطلب التدخل العاجل أو الجراحي، والألم ما هو إلا مؤشر إنذار مسبق.

حذر محدثنا من جهة أخرى، من الإكثار من تناول الباريستامول ومضادات الالتهاب التي عادة ما يسارع إلى تعاطيها البعض عند الشعور بالألم، بالنظر إلى آثارها الجانبية التي تؤثر على الصحة، انطلاقا من هذا، تظهر الحاجة، حسبه، إلى التشخيص، خاصة أن كل الأمراض التي تصيب الأشخاص، تبدأ بالألم وتعتبر القاعدة التي ينطلق منها الطب عبر العصور.

عما إذا كان هناك إمكانية لوجود ألم في غياب المرض، أكد محدثنا أن المريض حقيقة قد يشعر بالألم في غياب المرض، وهو ما يعبر عنه بالألم النفسي الذي يعطي الانطباع بأن عضوا ما يشتكي من الداء، لكن في الحقيقة الألم يعتبر نفسيا وليس عضويا، يقول "من هنا تظهر الحاجة إلى الاهتمام أكثر بتكوين الأطباء العامين في تخصص الألم"، مشيرا إلى أن الجزائر في مجال تشخيص الألم لا زالت تسجل تأخرا، بالمقارنة مع بعض الدول التي أولت أهمية كبيرة لموضوع الألم بإعطائه أكبر وقت من خلال عملية الفحص والتشخيص.