أمال بن شمسة مختصة في علم الاجتماع:

الاهتمام بالتنمية الشاملة يقضي على أمراض الفقر

الاهتمام بالتنمية الشاملة يقضي على أمراض الفقر
  • القراءات: 1618
رشيدة بلال رشيدة بلال

ربطت الأستاذة أمال بن شمسة، مختصة في علم الاجتماع من جامعة سوق أهراس بين الفقر والتنمية، وبحثت في دراسة ميدانية نشرتها مؤخرا في علاقة الفقر بالتنمية، من خلال التركيز على مؤشر الصحة، حيث كشفت أن الأمراض الموجودة في البيئة الفقيرة تؤثر على نوعية الحياة وعلى نفسية الفرد الذي يعيش في البيئة الفقيرة.

المتعارف عليه، حسب المختصة الاجتماعية، أن الأمراض الناجمة على البيئة الفقيرة هي السل و«التيفوييد»، غير أن التطورات الحاصلة في المجتمع أثرت هي الأخرى على نوعية الأمراض الموجودة، حيث أصبحنا نعيش أمراضا جديدة سببها الفقر بالدرجة الأولى،  وهو ما كشفت عنه الدراسة التي تمت في مدينة سوق أهراس، حيث تم تسليط الضوء على الفقر المدقع في المناطق الحضرية، أي في المدينة، مشيرة إلى أن الإنسان الفقير في الجزائر لا يموت جوعا وإنما يموت جراء ضغوط الحياة التي تسببت له في بعض الأمراض،  كالضغط الدموي الذي نجده منتشرا بشكل كبير في الأوساط الفقيرة والسكري وكذا مختلف أمراض الجهاز التنفسي، كالربو، وهي التي تسمى اليوم بأمراض الفقر جراء الوضعية المعيشية الصعبة.

خلصت المختصة الاجتماعية من دراستها الميدانية إلى اقتراح جملة من الحلول لمواجهة إشكالية الفقر التي تعتبر عالمية، وانطلقت من الحل الذي اقترحه الخبير الاقتصادي جيفري، الذي قدم خطة للقضاء على الفقر، غير أن التزام الحكومات بهذه الخطة يتطلب أن تكون هناك إرادة من حكوماتهم لمواجهة الفقر. مشيرة إلى أن الخطة تتدخل في  قوانين التنمية التي تدخل في الألفية الثالثة والتي تقوم على تحسين الصحة والتعليم وتحسين السكن والرفع من المستوى المعيشي، أي كل ما يتعلق بالتنمية الشاملة، بالتالي القضاء على الفقر البشري الذي مرجعه اقتصادي بالدرجة الأولى.

الحديث عن الفقر في المجتمع الجزائري لا يختلف عن غيره من دول العالم، لأنه مرتبط بالتنمية، بالتالي تحسّن مشاريع التنمية ونمط الحياة، لأن تنمية الحياة في جميع المجالات تنعكس على ذهنية الأفراد التي تعيش حالة من الارتياح، بالتالي لا مجال للحديث عن ضغوط الحياة، من أجل هذا نوجه دعوة للمعنيين للاهتمام بالتنمية الشاملة في سبيل مواجهة أمراض الفقر التي تعرف وتيرة متصاعدة في مجتمعنا.