لخضر عدة رئيس جمعية تطوير الفنون والحرف الشعبية بغليزان:

الاهتمام بالأغنية البدوية يحمي اللباس التقليدي من الاندثار

الاهتمام بالأغنية البدوية يحمي اللباس التقليدي من الاندثار
  • القراءات: 828
رشيدة بلال رشيدة بلال

يؤكد لخضر عدة رئيس جمعية تطوير الفنون والحرف الشعبية وفنان في البدوي من ولاية غليزان، وجود علاقة وطيدة بين اللباس التقليدي كموروث، والأغنية البدوية. وأشار في لقائه مع "المساء"، إلى أنّ لكليهما دورا بارزا في الترويج للسياحة؛ كون فنان البدوي لا يكتمل فنه إلا بجلوسه في قعدة عروبية على الزربية، موشَّحا باللباس التقليدي الأصيل، وعلى أكتافه البرنوس.

❊ بداية، عرِّفنا بلخضر عدة.

❊❊ أنا فنان في الغناء البدوي ابن ولاية غليزان. حرفي متخصص في اللباس التقليدي منذ أكثر من 20 سنة؛ ورثت الحرفة أبا عن جد. شديد الحرص على حماية بعض القطع التقليدية من الاندثار، ومنها برنوس الجريدي؛ ما دفعني إلى فتح ورشة مختصة في حياكة اللباس التقليدي، الذي يعكس خصوصية المنطقة بالاعتماد على أنامل كبار السن من الذين لايزالون يتقنون هذه الحرفة.

❊ حدثنا عن خصوصية اللباس التقليدي الغليزاني.

❊❊ نعمل في الورشة التي تشرف عليها الجمعية، في حياكة عدد من الألبسة التقليدية الرجالية، ومنها الجلابة الصوفية، وهي التي تُعرف في بعض الولايات، بالقشابة؛ حيث يتم حياكتها بالصوف أو الوبر، وبطريقة يدوية، إلى جانب البرنوس الذي نحرص في الجمعية، على الحفاظ على مختلف أنواعه، الممثلة في برنوس الجريدي، الذي يلبسه الفرسان، وبرنوس الزغداني الذي يُلبس في القعدة البدوية من طرف فناني الأغنية البدوية عند إلقاء قصائدهم، وبرنوس الدربال، وهو مصطلح تقليدي، يُقصد به السترة، وهو البرنوس الأبيض الذي يلبسه العروس، وتغطَّى به عروسه، كما يُلبس في بعض المناسبات الدينية، والبرنوس اليومي العادي، إلى جانب البذلة العربية بنوعيها الشرقي والمدوّر، والعباية العربية المدوّرة، التي تُلبس، هي الأخرى، في المناسبات.

❊ هل هناك اهتمام بهذا النوع من اللباس في غليزان؟

❊❊ نحاول، جاهدين، الحفاظ على اللباس التقليدي الرجالي من خلال التخصص في حياكته، لكن هذا يظل غير كاف؛ لأنّ الحفاظ على هذا الموروث التقليدي، يتطلب الحفاظ على الحرفي، أولا، من خلال دعمه وتشجيعه، خاصة أن الاهتمام بهذا النوع من الألبسة التقليدية، لا يثير اهتمام الشباب، وبالتالي فإن حماية اللباس التقليدي الرجالي من الاندثار، تتطلب مرافقة الحرفي؛ فعلى مستوى ولاية غليزان نجد، مثلا، أن برنوس الجريدي اندثر ولم يعد موجودا، لم يبق منه غير الاسم. يتم تداوله عند الحديث عن أنواع البرنوس بالولاية، بينما يعيش برنوس الدربال، هو الآخر، أيامه الأخيرة؛ لعدم وجود من ينسجه؛ لذا لا بد للجهات المعنية أن تولي اهتماما كبيرا بالحرفيين الذين ينسجون مثل هذه الألبسة التقليدية؛ بسبب قلة العائد المادي، واستغراق وقت طويل في حياكتها، وهي كلها أسباب تدفع بكبار السن وحتى الشباب، إلى العزوف عن تعلّمها؛ لأنها لا تغطي احتياجاتهم اليومية.

❊ ما الذي تقترحه كرئيس جمعية في هذا الإطار؟

❊❊ بحكم تجربتي الطويلة في مجال حياكة اللباس التقليدي الرجالي، أعتقد أنه لا بد من إعادة النظر في طريقة دعم الحرفيين المهتمين بهذا النوع من التراث، وكذا التكثيف من المعارض التي يشارك فيها الحرفي من دون أن يدفع أيّ مقابل مالي؛ لأن إمكانياته المادية لا تسمح له بالمشاركة في المعارض، التي تتطلب منه دفع مقابل للمشاركة، خاصة خارج الوطن؛ كون بعض المعارض التي يشارك فيها، يكتفي فيها بالعرض فقط دون البيع.

❊ قلت إنّ هناك علاقة وطيدة بين اللباس التقليدي والأغنية البدوية، كيف ذلك؟

❊❊حقيقةً الأغنية البدوية تُعد إحدى أهم الوسائل المباشرة للترويج للباس التقليدي الجزائري؛ لأنّ مغني البدوي ـ احتراما لمقامه ـ يحرص على الظهور بمظهر يعكس ارتباطه بفنه، وبالتالي كنت دائما أحرص على التزيّن باللباس التقليدي؛ حيث يتم تفريش الزربية التقليدية التي تحتضن القعدة البدوية، بين الوسائد المصنوعة من الصوف، وأرتدي البذلة العربية "المدوّر"، أو "الشرقي التقليدي"، والعمامة، والبرنوس، كل هذه الألبسة تعطي صورة واضحة عن هوية المجتمع الجزائري، خاصة عند المشاركة في بعض المهرجانات خارج الوطن؛ على غرار مشاركتي في مهرجانين بإسبانيا، والمغرب.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ اللباس التقليدي الرجالي بولاية غليزان، يسير نحو الاندثار. والجهات المعنية مدعوة للاهتمام أكثر بحرفيّيها من الأوفياء لصنعة أجدادهم.