الإنفلونزا تضرب بقوة هذا الموسم

الالتزام بإجراءات الوقاية حتميٌّ لا بد منه

الالتزام بإجراءات الوقاية حتميٌّ لا بد منه
  • القراءات: 622
هدى. ن هدى. ن

أكد عدد من المواطنين من الذين أصيبوا بالإنفلونزا الموسمية، لـ "المساء"، أن إصابتهم بهذا الفيروس كانت شديد الحدة، وألزمت البعض الفراش لعدة أيام. وذهب كثيرون إلى وصف الحالات المسجلة، بالأعنف من نوعها، وذات مضاعفات خطيرة إلى درجة أنها جاءت، حسبهم، شبيهة بتلك التي تصاحب الإصابة بفيروس كورونا "كوفيد-19"، وهي شهادات تدعم إقرار المختصين بخطورة الأمر، وضرورة التلقيح، وارتداء المصابين بالفيروس، الكمامة، ولِم لا جعل هذا السلوك ثقافة يومية لدرء الخطر عن الغير.

أدت الموجة الأولى من البرد التي شهدتها البلاد منذ أسابيع، إلى تسجيل عدة حالات إصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية. وحسب تعبير عدد من الذين أصابهم الفيروس، "جاءت هذه الموجة من الإصابات، عنيفة جدا على غير المعتاد!".ووفق شهادات كثيرين في تصريحات لـ "المساء"، فإن المرض ألزمهم الفراش لعدة أيام، ولم يفدهم التداوي بالأعشاب المزيلة لنزلات البرد، بل قادهم الأمر إلى عيادة الطبيب لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة. وتؤكد سيدة أصيبت بالإنفلونزا الموسمية، شعورها بنوع من الخوف بعد الحالة الصحية التي ألمت بها، والتي جعلتها عاجزة عن القيام بواجباتها المنزلية، والعناية بأطفالها المتمدرسين، خاصة أن فترة إصابتها تزامنت مع فترة الامتحانات.وتضيف المتحدثة أنها التزمت الابتعاد عن أطفالها؛ مخافة نقل العدوى إليهم، إلى أن تماثلت للشفاء بعد فترة، وصفتها بالصعبة والحرجة، والتي فاقت في حالتها، عشرة أيام كاملة.

وأكد السيد زين ـ وهو تاجر ـ أن المرض ألزمه البقاء في المنزل، بعد أن انتقل إليه الفيروس من أحد أفراد الأسرة. واضطر، في حالته، لمعايدة الطبيب، وأخذ عدد من الأدوية، منها المضادات الحيوية، ومضاد السعال، كما دوّن له الطبيب المعالج في الوصفة الطبية، لقاح الأنفلونزا الموسمية، وأوصاه باستعماله بعد التماثل للشفاء، لتجنّب المضاعفات التي قد تنجر ـ كما قال الطبيب ـ عن أخذ جرعة اللقاح في فترة الإصابة، و"هو أمر كنت أجهله..."، علّق محدثنا. وأدت الإنفلونزا الموسمية بإحدى العاملات، إلى أخذ عطلة مرضية مطولة، بعد أن كادت الأعراض المترتبة عن إصابتها بالفيروس، أن تدخلها في حالة صحية حرجة، جعلتها تشكّ في أنها مصابة بفيروس كورونا، لكن التحاليل المخبرية لم تثبت إصابتها به. ولاحظت محدثتنا التزام كثير من المختصين من الذين كان لديها مواعيد طبية على مستوى عياداتهم، بارتداء الكمامة، والتزام حدود التباعد بعد عدولهم سابقا، عن هذا الإجراء الاحترازي.

ويؤكد عامل بإحدى المؤسسات العمومية أصيب السنة الماضية بفيروس كورونا، أنه اضطر لارتداء الكمامة بعد شعوره بمضاعفات صحية، شبّهها بتلك التي صاحبت إصابته بفيروس "كوفيد 19"، فشكّ، في بداية الأمر، في أنه أصيب، مرة أخرى، بالفيروس نفسه، لكن التحاليل جاءت سلبية، حسب قوله، مضيفا أن الخوف تلاشى عنه، لكن ما أحسّ به من أعراض مرضية، جعله يتجرع الأمرّين. والفرق الوحيد الذي سجله، هو عدم إحساسه بضيق في التنفس.

إلزامية التلقيح وضرورة ارتداء المصابين الكمّامة

أكد طبيب مختص في أمراض الدم، في تصريح لـ "المساء"، أن حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية، عرفت هذه الفترة وقبل حلول فصل الشتاء، انتشارا ملحوظا وملفتا للانتباه، على غرار دول العالم. واتسمت الإصابات المسجلة ـ حسبه ـ بالحدة إلى درجة تكاد تفوق حدة فيروس كورونا؛ بسبب الأعراض التي ظهرت على العديد من المرضى، وتأثيرها على صحتهم، وهو ما يستدعي، يضيف المتحدث، اتخاذ الحيطة والحذر في هذه الفترة بالذات؛ حيث يتم تسجيل انخفاض محسوس في درجات الحرارة، وظهور موجة برد، قد تعمل على تفاقم الوضع، في ظل التحذيرات التي يطلقها المختصون، والتي تؤكد أن هذه الموجة من الأنفلونزا الموسمية، غير عادية، وألمّت بعدد كبير من سكان العالم؛ بسبب تأثر مناعة جسم المصابين بفيروس كورونا على وجه التحديد، وهو ما يعني أن الأمر لا ينطبق على الجزائر فقط. وذهب محدثنا إلى اقتراح ضرورة التزام المصابين بأخذ احتياطات الوقاية، والتي منها ارتداء الكمامة، واحترام التباعد داخل الأسرة وخارجها؛ لدرء الخطر عن المحيط، وتفادي نقل الفيروس إلى الغير، خاصة كبار السن والأطفال، والنساء الحوامل، والمصابين بالأمراض المزمنة.

ارتداء الكمّامة ثقافة يومية لدى المرضى

أفادت السيدة "ج. أ"، مختصة في علم البيولوجيا، بأن الإنفلونزا الموسمية جاءت هذا العام بأعراض حادة؛ منها الحمى المرتفعة، والاختناق، والسعال الحاد، والضعف العام  للجسم، وكما هو مسجل - حسب الحالات المؤكدة - إحساس المريض بعد تماثله للشفاء، بالضعف، وعدم تمكنه من القيام بأي حركة، وهي أعراض مماثلة لأعراض كورونا، مما يستدعي، حسبها، استعمال مضاد الالتهاب، ومضاد الحمى بالإضافة إلى المضادات الحيوية، كما يجب الاستعانة بالأعشاب الطبية، لتمكين الجسم من المقاومة، وهو أمر مدعّم للصحة.

وأضافت المتحدثة أن التزام التباعد أمر بات أكثر من ضروري؛ لحماية الآخرين، خاصة الأطفال، وكبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل. وأكدت المختصة أن الأمراض الفيروسية تستدعي الوقاية. ويكون ذلك من خلال ارتداء المريض الكمامة لتفادي نقل العدوى. ويجب، حسبها، أن يتحول هذا السلوك إلى ثقافة في المجتمع؛ لحمايته من الأمراض.

ومن جهتها، أكدت عاملة بمخبر لتحليل الدم ببلدية باب الزوار في تصريح لـ "المساء"، أن المصلحة لا تسجل أي إقبال لإجراء تحاليل الكشف عن فيروس كورونا باستثناء الحالات التي يكون أصحابها بصدد إجراء عمليات جراحية. وبالمقابل، يشهد المخبر الذي يضم عيادة طبية، إقبال المصابين بالإنفلونزا الموسمية، أضافت المتحدثة. ويتم، في ذلك، التعامل مع الحالات المسجلة على أنها حالات عادية. وذهب أحد الأطباء ـ وهو مختص في أمراض الدم ـ إلى أن الإصابات بهذا النوع من الفيروس، شكّلت لكثير من المرضى، خطورة، ضاهت تلك التي حملتها مضاعفات فيروس كورونا بالنظر إلى ما ألحقته بهم من أضرار على صحتهم؛ منها حالات سعال حادة، وإعياء، وحمى مرتفعة، بالإضافة إلى إسهال شديد.