الخبيرة القضائية والمترجمة الدولية زهرة حركاتي لـ"المساء":
الاعتراف بلغة الإشارة الجزائرية ضرورة لكسر حواجز الصمت

- 324

وجهت الأستاذة زهرة حركاتي، خبيرة قضائية ومترجمة دولية في لغة الإشارة الجزائرية، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة الإشارة، المصادف لـ23 سبتمبر، تحية خاصة لكل من يستخدم ويدعم هذه اللغة، مؤكدة أن "كل إشارة هي صوت، وكل يد تنطق بالمحبة والاحترام". وبالمناسبة، دعت إلى مواصلة نشر الوعي بأهمية لغة الإشارة، والعمل على كسر حواجز الصمت التي تعيق اندماج فئة الصم في المجتمع. وفي هذا الحوار الذي خصت به "المساء"، فتحت الخبيرة زهرة حركاتي ملف واقع لغة الإشارة في الجزائر، والتحديات التي تواجهها.
❊ بداية.. متى كان أول احتفال باليوم العالمي للغة الإشارة؟
❊❊ تخصيص يوم عالمي للغة الإشارة، يعكس الأهمية الكبيرة لهذه اللغة في التواصل بين من يعانون من إعاقة سمعية أو ضعاف السمع. الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت هذا اليوم سنة 2017، واحتُفل به لأول مرة في 2018. ويتزامن مع أسبوع الصم الدولي، الذي أقره الاتحاد العالمي للصم منذ 1958، لرفع الوعي بأهمية لغة الإشارة، وتشجيع تعلمها، لتسهيل التواصل وضمان اندماج الصم وضعاف السمع في المجتمع.
❊ ماذا عن واقع لغة الإشارة في الجزائر؟
❊❊ الجزائر تملك لغة إشارة خاصة بها، لكنها للأسف، غير معترف بها رسمياً، على عكس عدة دول اعترفت بلغات الإشارة، مثل الفرنسية (LSF)، البريطانية (BSL)، الأمريكية (ASL)، والأردنية، إلى جانب بلدان عربية أخرى.
❊ أين تكمن أهمية الاعتراف الرسمي بلغة الإشارة؟
❊❊ الاعتراف يعني توجيه الجهود نحو تطويرها، عبر برمجة دورات تكوينية وتعليمية في المجالات الطبية والقضائية والاقتصادية، وغيرها من المجالات الحيوية، لضمان وصول المعلومة لفئة الصم، كما يسمح بإلزامية وجود الترجمة الفورية في وسائل الإعلام، المؤتمرات، والمناسبات الرسمية، وأكثر من هذا، تظهر أهميتها في حالات الطوارئ، مثل الزلازل أو جائحة "كورونا"، حيث برزت الحاجة الملحة لإيصال المعلومة للجميع، بما فيهم فئة الصم عن طريق لغة الإشارة.
❊ إذن، كيف تقيمين وضعية لغة الإشارة في الجزائر اليوم؟
❊❊ الوضعية صعبة وتحتاج للكثير من الاهتمام. أولاً، يجب الاعتراف بها رسمياً. ولعل من أبرز التحديات أذكر منها: غياب المترجمين المحترفين والمتخصصين، نقص شبه كلي في بعض المناطق، خاصة بالجنوب، ما يكبد الصم في الجنوب، عناء البحث عن مترجم في الشمال، اختلاف لغة الإشارة من منطقة إلى أخرى، قلة المراجع التعليمية، والشح الكبير في الدورات التكوينية. هذه العراقيل تفرض على الأصم، أن يعيش عزلة، لأنه لا يجد وسيلة للتواصل مع المجتمع.
❊ ما المطلوب لترقية لغة الإشارة في الجزائر؟
❊❊ المطلوب إدراج لغة الإشارة في النظام التعليمي الجزائري، ووضع برامج خاصة بها، مع إرادة سياسية وخلفية تشريعية، للنهوض بها لغة رسمية. كذلك يجب تشجيع الاستثمار في المشاريع البحثية والتقنية الموجهة لفئة الصم، خاصة أن التطبيقات الموجودة قليلة جداً، ولا تفي بالغرض، بل وفي أغلب الأحيان، لا تخدم هذه الفئة.
❊ كلمة أخيرة؟
❊❊ الدفاع عن حقوق الصم متواصل، تمكنا من تحقيق مكسب أساسي، بإنشاء المدرسة العليا لتكوين أساتذة لغة الإشارة، ورغم أن عملها لم يرق بعد إلى مستوى التطلعات، إلا أنه خطوة مهمة. يبقى التحدي الأكبر هو الاعتراف الرسمي بلغة الإشارة الجزائرية، خاصة وأنها من أقدم وأغنى لغات الإشارة، مقارنة بدول عربية وإفريقية.