فيما تم تسجيل 2600 اعتداء خلال سنة 2015

الاعتداء على الأصول مؤشر الانحراف الأخلاقي للأبناء

الاعتداء على الأصول مؤشر الانحراف الأخلاقي للأبناء
  • 1389
هبة أيوب هبة أيوب

سجلت ولاية عنابة خلال السنة الماضية أكثر من 2600 اعتداء على الأصول، وهو رقم ثقيل مقارنة بسنة 2014 التي توقفت عند سقف 2003 اعتداء، حسب إحصاء قامت به مصالح أمن عنابة، حيث تم تحويل ما يقارب 1200 قضية على العدالة تتعلق بمراهقين وشباب تتراوح أعمارهم بين 17 و45 سنة، وهي الفئة الأكثر اعتداء على الأصول، خاصة في التجمعات الشعبية، وهي النقاط السوداء التي تكثر فيها ظاهرة الاعتداء لدرجة الضرب المبرح والجرح العمدي وحتى القتل. أصبح ملف الاعتداء على الأصول من القضايا المطروحة والمخيفة في عنابة خلال السنوات الأخيرة، علاوة على تستر بعض العائلات على جرائم أبنائها خوفا من العقوبات التي تصدرها العدالة ضدهم بعد ثبوت جرمهم، وهو ما زاد من تفاقم الظاهرة، حسب مصالح الدرك الوطني بالولاية، التي وجدت صعوبة في محاربة مثل هذه التجاوزات في ظل صمت الآباء وهذه نقطة أخرى تشجع الأولاد على الاعتداء على أبائهم، مع ممارسة مختلف أشكال التعذيب.

وحسب مصالح أمن عنابة، وفي إطار معالجة قضايا الاعتداء على الأصول، تم إيداع أكثر من 500 شخص الحبس المؤقت سنة 2015، أغلبيتهم من الذكور، أما الإناث فاعتدت 80 امرأة على أمهاتهن وحتى أبائهن بعد طردهم للشارع بعدما تورطن في مختلف قضايا الانحراف والسرقة وحتى القتل. وعليه فإن التحسيس بخطورة الوضع وتنظيم أيام تحسيسية وتوعوية في المدارس والجامعات وحتى في الشوارع ساعد بنسبة 12 بالمائة، حسب الجهات الأمنية، في إقناع فئة الشباب بعدم الاعتداء على الأصول، مع فتح باب حوار والإصغاء إلى الأبناء، خاصة المراهقين، تفاديا لأية فوضى وتوتر في العلاقات داخل العائلة. وقد امتدت مداخلات الأمن لتشمل كذلك دور العجزة ومدارس محو الأمية من أجل شرح آليات إخطار مصالح الأمن في حال تسجيل اعتداء من طرف الشبان، وقد ساعدت مثل هذه الخرجات على إيداع نحو 1000 شكوى خلال أربعة أشهر الأخيرة من طرف الآباء والأمهات ممن تعرضوا لعنف جسدي، ومنه الطرد التعسفي إلى الشارع والبقاء بدون مأوى. 

وعلى صعيد آخر، برمجت مديرية النشاط الاجتماعي خرجات خلال فصل الشتاء لانتشال الآباء والأمهات المتشردات والذين تم نقلهم إلى دار العجزة بحي الجسر الأبيض، وكذا دار الأشخاص بدون مأوى في المدينة القديمة "بلاص دارم". فيما تستقبل كنيسة القديسة "لالا بونة" في الشهر الواحد أكثر من 100 شخص أعمارهم فاقت 70سنة، ينحدرون من 7 ولايات شرقية، وهي الطارف، سكيكدة وقالمة، بالإضافة إلى سوق أهراس، عنابة، تبسة وقسنطينة وسجلت عجزا في استيعاب هذه الفئة الهشة. من جهتهم مختصون من مخبر علم الاجتماع بجامعة "باجي مختار"، أكدوا على أن 15 بالمائة من فئة المسنين الذين يعيشون في الأقبية والشارع، مهددون بالتعرض للاعتداءات الجنسية من طرف المنحرفين وحتى الضرب من طرف العصابات المجهولة. وعن الأسباب الكامنة وراء زيادة مستوى الانحراف الأخلاقي والاعتداء على الأصول، أشار المختصون إلى أنها مرتبطة بتزايد نسبة البطالة والفقر الشديد، مما يساهم في تغذية مثل هذه المظاهر الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، خاصة أمام إقدام الأولاد على ظاهرة العنف والاعتداء على الآباء بالضرب المبرح أو القتل من أجل الاستيلاء على ممتلكاتهم إذا كانوا ميسوري الحال، أو التخلي عنهم في ديار العجزة للاستحواذ على بعض الممتلكات، مثل المنزل والعقارات وما شابه ذلك.