موسم الاصطياف بعنابة
الاسترزاق من البحر وحقول الطماطم

- 1694

موسم الإصطياف بعنابة فرصة للاسترزاق، حيث تستغل العائلات الفقيرة ومحدودو الدخل الفصل للعمل توفيرا لبعض المال واقتناء كلّ الحاجيات الضرورية، حيث يبقى موسم الحر مفتوحا على مختلف النشاطات، منها بيع مستلزمات البحر التي يكثر عليها الطلب، كالكراسي والمظلات والألعاب الخاصة بالبحر.
كل هذا يجده السائح أو الزائر على طول الطرق المؤدية إلى شواطئ عنابة، خاصة التي تقطع المناطق الساحلية التي هي خارج مدينة عنابة، على غرار شطايبي وسرايدي، وينتظر الباعة المتجوّلون تحت أشعة الشمس الحارقة مرور الزوار والمصطافين، لبيع المستلزمات الخاصة بالبحر بأسعار معقولة، لا تثقل كاهل العائلات، ويفضل السياح شراء كل ما هو ضروري على الطريق لربح بعض المصاريف وتوجيهها لكراء المظلات.
في سياق متصل، تتنوع الخدمات الشاطئية بين بيع "المطلوع" و«الكسرة"، إلى جانب ترويج بعض الأكلات التي تتماشى والصيف مثل "السندويتشات" وحتى "البوراك العنابي" الذي وجد طريقه إلى قلوب عشاقه، خاصة أن منطقة عنابة معروفة بتجهيز "البوراك" والسمك المشوي على الفحم بالنسبة للأسعار، فإن الصغار والباعة الفوضويون يحددون أسعارا في المتناول، لاستقطاب الجميع من أجل بيع كل ما لديهم، كما أنّ بعضهم يتعامل مع المحلات الخاصة ببيع هذه اللوازم. في حين غيّر بعض الأطفال وجهتهم للعمل كمساعدين في بعض الجمعيات التي تنظّم خرجات سياحية إلى الغابة، حيث يتم الاعتماد عليهم في مد يد المساعدة من أجل القيام ببعض الضروريات، منها اقتناء الفحم وتنظيف المواقع الغابية كمكان استراحة الزوار، وهو ما تعرفه غابة الخليج الغربي بمنطقة شطايبي التي تتردّد عليها العائلات، حيث يجد الأطفال وبعض البطالين في مثل هذه المنتجعات ظالتهم في رحلة البحث عن منصب مؤقت، وهو ما لاحظته "المساء" خلال زيارتها للمنطقة، حيث وجدتها تعجّ بالزوار والأطفال الذين يلبون طلبات الزبائن، رغم حرارة الطقس والظروف المناخية الصعبة، إلا أنهم يقضون وقتهم في عملية توفير الذرة المشوية والحمام والفراخ المشوي على الفحم وغيره.
تجدر الإشارة إلى أن عشرات الأطفال توجهوا للعمل في حقول جني الطماطم الصناعية، وهي أصعب الصور التي ترى فيها أطفالا بأجساد نحيلة، يضحون بأنفسهم من أجل العمل في هذا الموسم وقطف الطماطم للحصول على المال وصرفه في الذهاب إلى البحر أو جمعه لشراء أضحية العيد.