باعتباره إسفنجة تمتص المعلومات بكل سهولة

الاستثمار في عقل الطفل قبل سبع سنوات ضرورة

الاستثمار في عقل الطفل قبل سبع سنوات ضرورة
جمعية "بسمة براءة" للطفولة بولاية تلمسان
  • القراءات: 499
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أطلقت جمعية "بسمة براءة" للطفولة بولاية تلمسان، حملة توعوية لفائدة الآباء، تسعى من خلالها إلى حثهم على تثمين وقت الطفل واستغلاله في نشاطات مفيدة، تعود عليه بالنفع، لاسيما أن هذه الشريحة من المجتمع لها قدرة على استيعاب وتحميل المعلومة بشكل مثير للاهتمام، لا بد من الاستثمار فيه.

عن هذه المبادرة حدثتنا مريم بابا أحمد عضو بالجمعية قائلة إن حث الأولياء على الاستثمار في الطفولة ضرورة ملحة، لاسيما في الوقت الذي نحن فيه، حيث تتسارع الأحداث، ويتصارع الأقوى لنيل أرقى المقامات في المجتمع والوصول إلى أعلى المستويات العلمية والتكنولوجية. ولا يتم ذلك إلا برفع الرصيد الثقافي، واستغلال الوقت لكسب معارف مفيدة للفرد. وأوضحت المتحدثة أن عقل الطفل له قدرة استيعاب خارقة لاسيما قبل سن 07 سنوات، وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات حول عقل الطفل وطاقته الاستيعابية، حيث يشبَّه عقله في هذه السن بالإسفنجة، فيحمل بكل سهولة وبدون أي جهد كل المعلومات التي تمر عليه؛ ما يجعله قبل سن سبع سنوات ذا قوى عقلية خارقة، وهذا من حكم الله في خلقه؛ إذ يزوّد الفرد بفرصة تعلم كل ما يفيده منذ صغر سنه.

وأكدت المتحدثة أن الكثير من الأولياء يستهينون بطفلهم خلال تلك المرحلة، ويعتقدون أنه لا يفهم ولا يستوعب أي شيء، وبالتالي يؤخرون مرحلة تزويده بالمعلومات إلى حين بلوغه سن 5 أو 6 سنوات، تاركين تلك المرحلة الذهبية تضيع من أطفالهم.

وأشارت إلى أنّا في مجتمعنا اعتدنا أن نقف على واقع بعض الألفاظ "الطفولية" التي يلقيها الأب أو الأم على طفله، أو حتى محيطه بابتكار كلمات غريبة وغير صحيحة، وتلقينها الطفل للتعبير بها عن شيء معيّن، وهذا من أكبر الأخطاء التي "تستغبي" الطفل وتجعله محدود التفكير، كبعض الكلمات مثل "بوبو"، "دادا"، "ططح"، "خيخي"... وغيرها من الكلمات التي لو قام الولي بتعليم الطفل الكلمة الصحيحة لحملها بعد بعض المحاولات فقط. وأضافت أن الأخطر من ذلك أن بعض الأولياء يستغلون تلك "الفطنة" التي يتميز بها الكثير من الأطفال، لجعلهم يتلفظون بكلمات غير حميدة، وذلك من باب المزاح معهم أو مع المحيطين بهم، وهذا أكثر ما قد يسيء كذلك للطفل.

وتضيف بابا أحمد أن العديد من الدول المتقدمة وصلت إلى مرحلة تعليم الطفل في هذه المرحلة من العمر أي قبل سن 7 سنوات، اللغات، حيث أثبتت دراسات أخرى أن الطفل بين أربع وسبع سنوات قادر على تعلم العديد من اللغات في آن واحد؛ فعقله يُعد ورقة بيضاء يمكنه حمل فيها ما يشاء، ويمكنه حفظ العديد من لغات العالم المختلفة، وجعل البعض منها "اللغة الأم" إذا ما واصل استعمالها عند الكبر، لتتلاشى اللغات الأخرى إذا لم يتم استعمالها بطريقة مستمرة. وأضافت المتحدثة أنه يمكن استغلال وقت الطفل في حفظ القرآن مثلا؛ فكثيرا هم الذين حفظوا الأحزاب في سن مبكرة جدا، إلى جانب تلقينهم ثقافات أخرى تفيدهم في حياتهم وتزودهم معارف تبقى في رصيد ثقافتهم العامة، كتعلم لغة جديدة وحفظ عواصم الدول واكتشاف عجائب العالم وحفظ تصاميم الأعلام ومواقع الدول، وكلها معلومات يسهل تعلمها في تلك المرحلة من العمر، ولكن يصعب الأمر بعد ذلك.

وشددت أن التعلم في تلك المرحلة لا بد أن يتم بأساليب ممتعة ومرحة بعيدا عن "الجدية"، التي تجعله من جهة، يصاب بالملل، ومن جهة أخرى يُحرم من طفولته في اللعب والاستمتاع مع ذويه.

وفي الأخير قالت عضو الجمعية إن الهدف من إطلاق الحملة التي ستكون على شكل قافلة تجوب العديد من الساحات العمومية، هو تحميل الأولياء مسؤولية تعليم أطفالهم قبل إرسالهم إلى الحضانة أو المدارس، التي تُعد تكملة لقاعدة معلومات حملها الطفل قبل دخوله المؤسسة التعليمية رسميا.