له أبعاد اجتماعية ونفسية خطيرة ولا بد من دراسات للتخفيف منه

الازدحام المروري في تضاعف

الازدحام المروري في تضاعف
  • القراءات: 625
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أكدت الأخصائية الاجتماعية، الدكتورة ثريا التجاني، أن الازدحام المروري الذي تضاعفت حدته في السنوات الأخيرة يعد ظاهرة اجتماعية خطيرة لابد من تحليلها ودراستها للتوصل إلى مختلف الآثار السلبية التي تخلفها على نفسية المواطنين، سواء السائقين أو الركاب.
كشفت الباحثة والأستاذة المحاضرة بقسم علم الاجتماع في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في حديث خاص مع "المساء"، عن أن الاكتظاظ المروري الذي لا يعد وليد اليوم، يزداد حدة سنة تلو الأخرى، بعدما عمد معظم المواطنين إلى اقتناء مركبات للتنقل وأصبحت الأسر اليوم لا تكتفي بسيارة واحدة، إنما كل فرد يبلغ من العمر 18 سنة يسعى إلى اكتساب سيارة خاصة به للتنقل، وعدم تبني ثقافة النقل الجماعي مثل الترامواي، القطار، المترو، الحافلات أو حتى سيارات الأجرة، رغم أنها حلول يمكن أن تخفف من حدة المرور، لاسيما أن النقل الجماعي يضمن السلامة المرورية، على عكس المركبات.
من جهة أخرى، أشارت الدكتورة التجاني إلى أن الضغط المروري يولد لدى الفرد العديد من المشاكل النفسية، أهمها القلق والتوتر اللذان غالبا ما يصاحبهما العنف بين السائقين، فبعد الساعات الطويلة التي يمضيها الفرد في انتظار تحرك سلسلة المركبات للوصول إلى وجهته، تصبح فكرة "من يعبر الأول؟" تطغى على ذهنيات السائقين وأية محاولة تجاوز أو غيرها، تخلق جوا مشحونا بشرارات سلبية تنطلق من مناوشات لفظية وملاسنات إلى ضرب وتهديد وأحيانا قتل..
كما للضغط تأثير كبير على نفسية الفرد إذا كان في الفترة الصباحية، باعتبارها الفترة الأولى من يومية الفرد، وإذا انطلقت بقلق وتوتر فستظل كذلك طيلة اليوم، الأمر الذي يجعل المواطن على عصبية مع مختلف أطراف المجتمع سواء في العمل أو في الشارع أو أنه يصطحبها حتى إلى بيته ويتعامل بشكل قاس مع أفراد عائلته.
وترجع الأخصائية الاجتماعية جزءا من مسؤولية الضغط الذي يولده الازدحام المروري إلى الجهات المعنية، حيث أوضحت أنه يمكن التخفيف من شدته بتوسيع الطرق وفتح معابر جديدة تمكن من التخفيف المروري على بعض النقاط السوداء، لاسيما بالعاصمة. كما أشارت إلى أن هذا المشكل يمكن كذلك مواجهته بخلق حملات توعوية عبر مختلف مدارس تعليم السياقة، بتعويد المواطن أو السائق عبر الدروس التي يأخذها على فكرة الازدحام المروري وتعلم الصبر، مع عدم تضخيم الأمر، ما يجعل الفرد مستقبلا على عصبية إذا توقف بسبب الازدحام ويصيبه أحيانا بارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي إلى إصابته بأمراض القلب أو الأوعية الدموية.
كما قالت الدكتورة بأن هذه الظاهرة الاجتماعية تخلف آثارا أخرى اقتصادية،  اجتماعية وبيئية تعود بالسلب على الوطن واقتصاده، حيث أعطت المختصة مثلا بالموظف المتأخر عن عمله بسبب الازدحام المروري، مما يجعله يتخذ احتياطات أخرى للوصول باكرا إلى أماكن العمل بالخروج قبل حوالي ساعتين عن موعد انطلاق دوامه الوظيفي، وهذا ما قد يكون له تأثير سلبي على مردوده في العمل.
والجدير بالذكر، تقول الدكتورة، أن الازدحام المروري له آثار بيئية، حيث كشفت دراسات عديدة عن أن السير البطيء للسيارات يؤدي إلى طرح غازات الكاربون بشكل مضاعف، مما ينعكس سلبا على المحيط الهوائي، بالتالي على الصحة العمومية والمجتمع ككل.