ضرورة إنشاء دار ثالثة لمرضى السكري ببومرداس

الاتهام موجه نحو الاستهلاك الخاطئ

الاتهام موجه نحو الاستهلاك الخاطئ
  • القراءات: 685
حنان.س حنان.س

دعا رئيس جمعية مرضى السكري لولاية بومرداس، محمد مقري، إلى الاهتمام بإعادة تهيئة دار السكري ببودواو، المتواجدة في حالة متدهورة، وإنشاء دار أخرى للمرضى بالجهة الشرقية للولاية، في الوقت الذي تحدث  أخصائيون عن أهمية تحسين النمط الغذائي والحياتي بشكل عام، تفاديا للإصابة بالداء، كان ذلك خلال يوم إعلامي حول السكري، انتظم مؤخرا ببومرداس.

يدخل اليوم الإعلامي التحسيسي حول داء السكري في إطار الأيام الإعلامية للتكوين الطبي المتواصل الـ45، من تنظيم مديرية الصحة لولاية بومرداس ومخابر نوفونورديسك، وكانت المناسبة فرصة متجددة للأطباء والأخصائيين من أجل دعوة المجتمع عموما لتبني نمط حياة يعتمد على التقليل من السكريات، توضح الدكتورة ليلى مناصري طبيبة رئيسية مشرفة على دار السكري لمدينة بومرداس، معتبرة أن غياب ثقافة إستهلاكية جيدة وقلة الحركة، أفرزت مجتمعا تزداد فيه الإصابة بالأمراض المزمنة، لاسيما ارتفاع الضغط وأمراض القلب وحتى القصور الكلوي، كلها أمراض تعتبر من مضاعفات الإصابة بالسكري.

دعت المتحدثة الجهات المعنية إلى تبني سياسة صحية تهدف بالدرجة الأولى إلى تفادي إصابة المواطنين بهذا الأمراض الثقيلة، من خلال الإنقاص من نسبة السكر، لاسيما في المنتوجات الاستهلاكية الواسعة، منها الخبز والمشروبات والعصائر وغيرها.استعملت الدكتورة مناصري عبارة نحن نأكل الطاعون، للدلالة على مدى خطورة ما يتم استهلاكه يوميا، خاصة المعجنات والسكريات والحلويات والمشروبات الغازية والأكل السريع، ضاربة مثلا باللمجة المقدمة للأطفال المتمدرسين، التي غالبا ما تكون عبارة عن شكولاطة و«شيبس وقارورة عصير، أو حتى علبة حليب بالشكولاطة الذي يعتقد أنه مفيد لصحة الطفل، في الوقت الذي أظهرت التحاليل أن العلبة الواحدة تحتوي على 4.85 غرامات من السكر، وهذا خطير على صحة الطفل، تضيف المختصة متحدثة، في المقابل، عن أخطاء غذائية أخرى تسود المجتمع، أهمها ظهور دكاكين مختصة في صناعة بعض أنواع الخبز التقليدي، ومنه الكسرة اليابسة أو الفطير، وقالت؛ إن نسبة السكر في هذا النوع من الخبز الجاف مرتفعة، وإذا تمت إضافة كأس من اللبن، فإن نسبة السكر ترتفع إلى 200 غرام، وهو خطر على صحة المستهلك، ناصحة بأن يتم تقسيم الخبزة التقليدية الواحدة إلى ثمانية  أقسام، ويستهلك مثلث واحد منها فقط.في نفس السياق، قالت المتحدثة إن خطرا آخر يتربص بالصحة العمومية، يتمثل في المملحات، لاسيما أنواع الزيتون التي يتم تصبيرها في كميات كبيرة من الملح، ناهيك عن مملحات أخرى اعتبرتها الخطر الداهم على الصحة، وكذا أنواع الصلصات الاصطناعية، داعية السلطات المعنية في هذا المجال، إلى أهمية العمل على إنقاص نسبة السكر والملح في المصنعات والمواد الموجهة للاستهلاك الواسع. وأكدت أن نسبة 90 ٪ من أسباب الإصابة بالسكري، لاسيما النوع الثاني، يكمن في الأكل غير الصحي، يليه عامل القلق بقرابة 50٪، ثم العامل الوراثي وقلة الحركة والاعتماد على السيارة في أبسط التنقلات.

1800 استشارة شهريا

بلغة الأرقام، قالت الدكتورة مناصري، إن دار السكري لمدينة بومرداس، تستقبل بين 1700 إلى 1800 مريض شهريا، وهو معدل كبير، خاصة أن الدار لا يمكنها رفض أي مريض يطلب استشارة متخصصة، حيث تستقبل إلى جانب مرضى الولاية، مرضى من ولايتي الجزائر العاصمة والبويرة، علما أن الدار توفر استشارات متخصصة في طب الكلى والأعصاب والغدد الصماء والاستشارة النفسية الموجهة للأطفال المرضى.

تحدثت عن تجربة بارومتر بالدار، والتي انطلقت في الفاتح أكتوبر الجاري وتستمر إلى نهاية جانفي القادم، تخص أخذ عينة عشوائية من المرضى، يتم متابعة السكري المخزن لديها، والكولسترول وتحليل البحث عن البروتينات في البول، وقالت إن الهدف من هذه التجربة هي تفادي تسجيل مضاعفات السكري، لاسيما انسداد الشرايين والقصور الكلوي. علما أن الجزائر تحصي 31 مركز بارومتر عبر الوطن، بالتنسيق مع مخابر نوفونورديسك، كما أشارت الطبيبة إلى إحصاء أزيد من 40 حالة إصابة جديدة منذ الصائفة الماضية، لم يكن أصحابها يدركون إصابتهم، مما جعلها تؤكد على أهمية التحليل المبكر للسكري المخزن على الأقل مرة في السنة، من أجل الوقاية من الإصابة بالسكري.

من جهتها، تحدثت المساء إلى محمد مقري، رئيس الجمعية الولائية لمرضى السكري، على هامش التظاهرة، حيث دعا السلطات الولائية لبومرداس، إلى الاهتمام بإعادة تهيئة دار السكري بمدينة بودواو المتهالكة منذ سنوات، وقال إن هذه الدار كانت إلى وقت قريب، تتكفل بمرضى دائرتي بودواو وخميس الخشنة، علما أنها تفتقر اليوم لإجراء تحاليل معمقة، لاسيما السكري المخزن بسبب نقص التحاليل المتخصصة، كما طالب المتحدث بأهمية الاستشارة المتخصصة في قدم السكري، متحدثا في هذا الصدد عن مستشفى النهار بمستشفى الثنية الوحيد الذي كان يقدم هذا الفحص (دوبودولوجي) لكنه  توقف منذ سنوات لأسباب نجهلها، في الوقت الذي يتعين على المريض دفع مبالغ كبيرة في سبيل الاستشارة لدى القطاع الخاص، يضيف مقري، الذي تحدث كذلك عن إحصاء الجمعية لأزيد من 7 آلاف مريض بالسكري، 30٪ منهم أطفال.