مخدّر جديد ينتشر بين الشباب

"الإكستازي" أو "الحلوى" التي تمزّق الأعصاب

 "الإكستازي" أو "الحلوى" التي تمزّق الأعصاب
  • القراءات: 47230
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
انتشر مؤخرا وسط مختلف الفئات العمرية نوع جديد من المخدرات إلى درجة تداوله ببعض أغاني الراي، وهو المخدر الذي يُعرف باسم "الإكستازي" أو "النشوة"، وهو نوع من الأقراص المهلوسة التي تعطي مفعولا سريعا للنشوة التي يتطلع إليها المدمن، حسبما يشرحه عبد الكريم عبيدات رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب، الذي أبدى تخوفه من هذا المخدر الخطير الذي اشتهر باسم "الحلوى"، ومسّ شريحة معتبرة من الفتيات تحديدا.
يشهد العالم ارتفاعا في استهلاك مخدر "النشوة" منذ حوالي 10 سنوات، هذا المخدر يسمى أيضا بـ "حبوب الحفلات الصاخبة"، حيث ترتبط هذه الحبوب، حسب الخبراء، بحركات موسيقية، يتعاطاها المدمن للشعور بالنشوة، وتأتيه بالطاقة وتزيل عنه كل الموانع كالانسداد في نفسيته، وتقع بسببها المحظورات بعد تجاوز الشعور بالخوف والحرج، كما تضفي مزيدا من المتعة والإثارة والشعور بالحرية في العلاقات مع الآخرين، إلا أن هذا المخدر أصبح يستهلكه البعض بطريقة مستمرة وعشوائية؛ جهلا بما يشكّله من خطر على صحة الفرد والمجتمع على السواء.
وانتشر هذا المخدر وسط الشباب منذ بضعة أشهر، وزاد استهلاكه عند الذهاب إلى الحفلات، مقتدين بأحد مغني الراي في غياب الرقابة. ولم يمسس هذا المخدر فئة الذكور فقط، وإنما انتشر وسط الفتيات، وأصبح بمثابة "الصيحة" أو الموضة الجديدة، وأُطلقت عليه تسميات كثيرة، على غرار "حبوب الأداء"، "الجرعة السحرية"، "الرجل الخارق"، "دومينو"، "بي أر أي"، وأخذت شعبية كبيرة وسط بعض فئات المجتمع..
حبوب "النشوة" أو ما يسمى بـ "الإكستازي" تأتي على شكل أقراص وأخرى ذات أشكال مختلفة، مثل المربع أو المثلث أو المستطيل أو على شكل قلب، تتعدد ألوانها ويُرسم على ظهرها رموز كحروف أبجدية "ب" أو "أس" أو نقاط الدومينو وغيرها من الأشكال؛ حيث يمثل كل شكل هدفا معيّنا، مثل الحصول على الشعور بالقوة أو النشاط أو الحرية، وهي الصفة التي جعلتها تشبَّه بالحلوى..
وفي هذا الخصوص أعرب السيد عبيدات عن شدة تخوفه من سرعة انتشار هذه الحبوب، حيث قال إن مخدر النشوة جديد وسط المجتمع الجزائري، يقتنيه الفرد من السوق السوداء، ويُستهلك عن طريق إذابته في كمية من الماء وحقنه مباشرة في الدم، لتتم النشوة بعد 8 ثوان فقط، ليدخل الفرد في حالة نشوة أو يصبح"خلوي"، على حد قوله، مضيفا أن لهذا المخدر خطورة عالية على صحة الفرد، حيث يندمج مع الدم ويصبح من الصعب انتشال الفرد منه ومساعدته على التخلي عنه.
وكشف لنا المتحدث عن بعض أعراض تناول الإكستازي، وأهمها القلق، ارتفاع ضغط الدم، زيادة معدل ضربات القلب، انقباض عضلات الفك وجفاف الفم، الأمر الذي أدى ببعض مستهلكيها إلى إطلاق مصطلح "لاصق" على الفرد في حالة النشوة، بعد تناوله هذه الحبوب، التي تسبب رطوبة الجلد.
وأشار السيد عبيدات إلى أنه بعدما أصبح القنب الهندي لا يفي بالغرض بالنسبة للبعض، حيث إنه يتطلب بضع دقائق للحصول على النشوة، أصبحت "الإكستازي" المهلوسة تحقق الرغبة المطلوبة في بضع ثوان.
وأضاف السيد عبيدات أن القنب الهندي مصدره الأساس هو المغرب، فبعدما كانت الجزائر منطقة عبور فقط، أصبحت اليوم منطقة استهلاك، وأخطر ما في الأمر بالنسبة للمهلوسات الأخرى، أن مصدرها لايزال مجهولا بسبب كثرة الحدود الجزائرية مع الدول المجاورة؛ ما يجعل الرقابة صعبة.
وفي هذا الخصوص قال إن المشكل اليوم ليس فقط في البحث عن مصدر هذه المهلوسات، وإنما محاولة توعية الشاب بمخاطرها بطرق حديثة وفعالة، بعيدا عن المرافقة الطبية فقط التي بات الشاب يشعر بالملل منها، وهنا اقترح المتحدث أن يتم اقتناء وسائل متطورة لتصفية دم المدمن.