حذر سعيد صبيان، مختص في أمراض السكري، من الإفراط في استهلاك المشروبات الغازية، والعصائر وكذا المثلجات والمرطبات خلال هذه الأيام، مشيرا إلى أن فصل الصيف مرادف لهذا النوع من السلوكات الاستهلاكية، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، ما يدفع بالفرد إلى البحث عن مشروب أو مرطب ينعشه ويخفف من ظمئه، إلا أن الافراط في ذلك يعرض الجسم لمشاكل صحية، على رأسها الإصابة بداء السكري، وموضحا أن الكثيرين يستخفون بحجم الضرر الذي يتعرضون له، نظرا لتلك السلوكات الاستهلاكية غير العقلانية، التي باتت تطبع يومياتهم خلال موسم الحر. 

للمشروبات الغازية سحر في استمالة شهية الفرد، لا سيما أيام الصيف الحارة، حيث يواجه الكثير من الأشخاص صعوبة في مقاومة إغراء قارورة مشروب باردة أو عبوة من المثلجات، وقد تصل هذه الرغبة الجامحة في تناول تلك المنتجات، إلى حد الهوس في فصل الحر، حيث ارتبط في فكر الكثيرين أن العطش لا يخففه إلا مشروبات محلاة وباردة، متناسين أنها أيضا تأتي مع جملة من المخاطر الصحية عند الإفراط في استهلاكها. وقال المختص سعيد صبيان إن نسبة استهلاك المشروبات الغازية والعصائر والمثلجات، تتضاعف خلال فصل الصيف، نظرا لطبيعة روتين الفرد خلال هذا الموسم، حيث تكثر خرجاته، ونزوله إلى الشواطئ، وتنزهاته في الحدائق والفضاءات العمومية، إذ تتفنن المحلات في عرض مختلف المشروبات والمرطبات والمثلجات والعصائر المثلجة، بألوان وأذواق مختلفة تثير شهية المواطنين، ما جعله يقبل عليها كأنه منوم مغناطيسيا.

وقال الطبيب إن السكريات التي تحتويها تلك المشروبات والمثلجات عالية جدا، فهي لا ترفع فقط خطر زيادة الوزن، وإنما الإصابة بداء السكري أيضا، إذ يعد الاستهلاك المفرط للسكر عاملا رئيسا في تفاقم فرط الوزن والسمنة، وداء السكري من النوع الثاني، مشيرا إلى أنه قبل فترة انتشر الوعي بضرورة الخفض في استهلاك السكريات، وهذا كان نتيجة الحملات التحسيسية المكثفة في هذا الإطار، والمحذرة من مخاطر استهلاك السكريات، إلا أنه منذ الأزمة الصحية بسبب الوباء، تراجع، وبشدة، تنظيم هذا النوع من الحملات التوعوية المنظمة من طرف خبراء الصحة، ما أعاد بعد العادات الخاطئة في الروتين الغذائي.

يقول الطبيب: "فاليوم يتزايد قلق خبراء الصحة، إذ إن تناول السكريات الحرة لا سيما في شكل مشروبات محلاة بالسكر، يزيد من تناول الطاقة الإجمالية غير النافعة، وقد يقلل من تناول الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية أكثر فائدة غذائية، مما يؤدي إلى اتباع نظام غذائي غير صحي، وزيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض الأكثر خطورة، منها داء السكري، وأمراض أخرى قد تؤدي إلى الموت البطيء". وفي الأخير أكد على ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية عبر الساحات العمومية، لحث المواطنين على أهمية التقليل من استهلاك المواد الغنية بالسكريات، مع دعوة مصنعي تلك العصائر، إلى التقليل التدريجي من نسب السكريات المستعملة في تصنيعها، ونشر ثقافة استهلاكية أكثر وعيا.