الدكتور توفيق ملزي عضو الهيئة العالمية في الإعجاز العلمي:

الإفطار في رمضان عبادة فلا تسرفوا

الإفطار في رمضان عبادة فلا تسرفوا
  • القراءات: 1131
رشيدة بلال رشيدة بلال
دعا الدكتور توفيق ملزي، عضو الهيئة العالمية في الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، مختص في الطب النبوي، الصائمين إلى اعتبار الأكل نوعا من العبادة وذلك بتجنب الإسراف والاعتدال في تناول مختلف الأكلات لتجنب المشاكل الصحية. وقال بمناسبة إشرافه مؤخرا على تنشيط محاضرة بالمركز الإسلامي حول التغذية في رمضان "إن شهر رمضان من النعم التي أنعمها المولى عز وجل على عباده، ولعل الأمور الإيجابية فيه هي أن المجتمع الجزائري دائما يأخذ رمضان من الجانب الشرعي والروحي الذي تعكسه المساجد ومظاهر التضامن والتآزر، ولكن أهل الإعجاز ينطلقون في نظرتهم إلى هذا الشهر من الجانب العلمي والبيولوجي خاصة بعد أن أصبحنا نلمس تحوله شيئا فشيئا من نعمة إلى نقمة، لأنه ما إن يحل حتى تمتلئ المستشفيات ومصالح الاستعجالات  بالمرضى نتيجة ارتفاع معدل السكري أوضغط الدم دون أن نتحدث عن حالات التعب الناجمة عن التخمة، وهي كلها مظاهر غير صحية لها علاقة مباشرة مع العادات الغذائية السيئة للناس ساعة الإفطار.
المجتمع الجزائري، حسب المختص في الطب النبوي، مطالب بتغيير عاداته الغذائية في رمضان بالرجوع إلى ما ورد في الكتاب والسنة، ولعل المثل الأكبر الذي أصبح الغرب يهتدي به ونحن ضيعناه وارد في معنى الآية "كلوا واشربوا ولا تسرفوا". ويضيف "حقيقة الإنسان يصوم طيلة اليوم وما إن يحل وقت المغرب حتى يأكل أكثر من اللازم بسبب اللهفة ومن هنا يظهر الإسراف.. من أجل هذا نطلب من الصائمين أن يأكلوا بقدر حاجة أجسامهم  وأن يبتعدوا عن المفاهيم الخاطئة التي تعودوا عليها والتي مفادها الإكثار من الأكل لتجنب الفشل والتعب، وبالعكس الإكثار من الأكل وتحديدا ما يتعلق بالسكريات، يتسبب في إرهاق الجسم وجعل الصائم يصاب ببعض الأمراض المختلفة بمجرد أن يفطر ولعل الشائع هي التخمة أو دوار ما بعد الإفطار، ويحدث هذا لأن جسم الإنسان يحتاج إلى بذل جهد أكبر يصل حتى 90 بالمائة لصرف الطاقة الإضافية في الجسم.
من خلال بحثنا في الإعجاز القرآني، ثبت لنا ـ يقول المختص في الطب النبوي ـ أن الإنسان غير مفطور ليأكل السكريات، وإنما مبرمج لتناول كل الأغذية بنسب معينة وعلى طبيعتها، غير أن ما نلاحظه اليوم أن أغلب ـ إن لم نقل كل ما نأكله يحوي على نسب عالية من السكريات، الأمر الذي ولد العديد من الأمراض الصحية وتحديدا في رمضان الذي يصبح فيه الإقبال على كل ما هو سكريات كبير وتحديدا المشروبات الغازية، ومن هنا يسأل المحاضر، هل يمكن تغيير العادات الغذائية للناس؟ ويجيب بالقول "يجمع أغلب علماء الاجتماع عبر العالم على أن كل ما يحيط بالإنسان من عادات يمكن تغيرها كعادات النوم أو اللباس أونمط الحياة، إلا ما يتعلق بعادات الأكل والشرب إذ من الصعب تغييرها وهو ما أشار إليه نبينا الكريم عندما قال "همهم بطونهم".
يعتقد المختص في الطب النبوي أن تغير العادات الغذائية في رمضان يتطلب اقتراح البدائل الصحية لتحفيز الصائمين على التغيير، وهذا بتعليمهم الفائدة من تناول الأغذية التي تعطي الجسم الطاقة، على غرار التمر ولا تتسبب لهم أي مشاكل لتحقيق الفائدة من الصيام، وهي الصحة لقوله صلى الله عليه وسلم "صوموا تصحوا" لكون المولى عز وجل عندما خلق الإنسان خلقة مبرمجا على الصيام، مشيرا إلى أن الثقة التي يضعها المسلم في خالقه تجعله مطالبا بالرجوع إلى فهم ماهية العبادة في الأكل والابتعاد عن خبائثه بتناول الأغذية الطبيعية كحل وحيد للتخلص من الأمراض التي يحدثها الغذاء غير الصحي، يكفي القول فقط أن الإنسان الذي يصوم بطريقة صحيحة ويأكل أكلا متوازنا يحقق الغاية من الصيام، لأن جسمه مبرمج آليا على الصيام.
يختم المحاضر بنصيحة يوجهها لكل العائلات الجزائرية قائلا: "الصائمون مدعوون إلى الرجوع لهدي نبينا والعمل بالكتاب والسنة لتطويع العادات الغذائية السيئة لأن اللهفة تحتاج هي الأخرى إلى التوبة".