غسان خليل الخبير الدولي لدى اليونيسيف:
الإعلام شريك قوي في الدفاع عن حقوق الطفل
- 157
أحلام محي الدين
تحدّث غسان خليل الخبير الدولي لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف، باليونان، خلال مداخلته في أشغال الورشة التكوينية المنظمة من طرف وزارة الاتصال حول "دور وسائل الإعلام في حماية حقوق الطفل"، مؤخرا، عن الترسانة القانونية التي تحمي الطفل بالجزائر، وعن الخطوات الهامة التي خطتها الجزائر في مجال حماية وترقية حقوق الطفل. كما تطرق لدور الإعلام الكبير في الدفاع عن حقوق الطفل. وقد اخترنا العودة الى ما جاء في اللقاء؛ للتذكير بأهمية الإعلام في حماية حقوق الطفولة.
أكد الخبير الدولي خليل غسان، أن التنمية المستدامة تتم إذا كان الاستثمار جيدا في الطفولة، مبرزا الاهتمام الكبير الذي توليه الجزائر للطفولة، من خلال الترسانة القانونية التي تحميها، والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها في نفس الباب ومند زمن بعيد، وكذا استحداث الهيئات الرسمية التي ترعاها؛ بهدف حماية الثروة المجتمعية؛ على غرار المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والهيئة الوطنية لحماية الطفولة التي تشكلت عنها شبكة الإعلامين للدفاع عن حقوق الطفل.
وأوضح المتحدث أنه صديق قديم للجزائر التي يعدُّها أرضه، وبلده، والتي نشط فيها الكثير من الدورات الخاصة بالإعلاميين مند 2011، من خلال الدورات التكوينية التي أشرف عليها، وساهمت في ضمان تغطيات أكثر وعيا، مؤكدا أهمية اطّلاع الصحفيين على حقوق الطفل، من خلال تعزيز الدورات التكوينية في هذا المجال، والتي تتيح لهم التعمق أكثر في مجال تغطية أخبار الطفولة في مختلف المجالات والمناحي بشكل يكون أكثر دقة، ومهنية، مع احترام خصوصياتهم، يقول: " لا يجوز للإعلام انتهاك خصوصية الطفل، بل يستوجب منه العمل على نشر ثقافة حقوق الطفل، والدفاع عنها، ونشر الخبر بطريقة مهنية وأخلاقية"، مشيرا في السياق أن الإعلامي يملك القدرة على إحداث فارق في مجال حماية حقوق الطفل بالنظر إلى دوره في إيصال المعلومة إلى كافة فئات المجتمع، لا سيما مع انتشار ثقافة الأنترنت بما يجعل وسائل الإعلام شريكا في تربية النشء.
وأشار الخبير الدولي الى أن الإعلام في خدمة الطفولة وذلك من خلال القضية التي يغطيها الصحفي، شرط أن يكون متمكنا من القيام بهذا الدور، من خلال التكوين المستمر الذي يعزز المعارف، مع اطلاعه على المبادئ الأربعة لحقوق الطفل، على غرار مبدأ عدم التمييز، ومبدأ المصلحة الفضلى للطفل، ومبدأ الحق في النمو، ومبدأ المشاركة، مشيرا الى أن حقوق الطفل مترابطة، وغير قابلة للتجزئة؛ ما يستوجب المحافظة عليها لتحقيق مكاسب، وعدم تضييع الحقوق.
وأوضح الخبير أن الصحفي يلعب دورا هاما في تغطية الأخبار، وفقا لنص المادة 17 من اتفاقية حقوق الطفل؛ أي ضمان حق الطفل في الحصول على المعلومة، وحمايته من المعلومات المسيئة، مشددا على ضرورة احترام خصوصية الأطفال عند تغطية قضاياهم لاسيما الأحداث، لتفادي نشر أي معلومات تكشف هويتهم، وتضر بهم عند الكبر، مؤكدا على مدى أهمية إعطاء فرص للأطفال الذين يخطئون من الأحداث، من أجل بدء حياة جديدة سليمة، مشيرا الى التركيبة النفسية للمراهق عند مرحلة البلوغ، والصراع النفسي الذي يعيشه الى جانب عدم اكتمال نموه، مؤكدا أن المادة 39 من اتفاقية حقوق الطفل، تمثل حقوق الضحية، التي أشار الى ضرورة الالتفاف حولها جيدا؛ لضمان الحق.وفي ما يخص النمط السليم في التربية وعدم الضرب، أوضح الخبير الدولي أن الضرب لا يتلاءم مع التربية الجيدة، مستشهدا برحمة النبي الكريم، في التعامل مع الأبناء، والإشارة الى النفض بالمسواك إذا كان لا بد من التأديب وليس الضرب.