عروب صبح مستشارة ومدربة في وسائل الاتصال

الإعلام العربي مدعو إلى الاهتمام بالبرامج الموجهة للأطفال

الإعلام العربي مدعو إلى الاهتمام بالبرامج الموجهة للأطفال
  • القراءات: 466
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

حدثتنا عروب صبح من الأردن، مستشارة إعلامية ومدربة في مجال الإعلام الموجه للأطفال والشباب، عن تجربتها الإعلامية الرامية إلى جعل الإعلام صديق الطفل، من خلال التأكيد على محتوى البرامج الإعلامية الموجهة لهذه الفئة عبر مختلف الوسائط التكنولوجية الحديثة. التقتها "المساء" مؤخرا، بمناسبة إشرافها على تنشيط دورة تكوينية موجهة للإعلاميين حول حقوق الطفل، فكان هذا اللقاء.

حدثينا عن تجربتك الإعلامية مع الأطفال؟

❊❊ تجربتي الإعلامية مع الأطفال بدأت سنة 1993، وكانت  انطلاقتي كمقدمة ومعدة لبرامج الأطفال في الإعلام التقليدي والإعلام الحديث المقدم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ممثلة في "اليوتوب" و«الفايسبوك" و«تويتر"، أعد وأقدم وأخرج وأكتب سيناريوهات ودراما للأطفال. في سنة 1997 فاز برنامجي الموجه للأطفال بالجائزة الذهبية في برنامج القاهرة، كما فاز مسلسلي الخاص بالأطفال في مهرجان تونس، وهي مكاسب أعتز وأفتخر بها، لأنها تخدم الأطفال بالدرجة الأولى.

في رأيك، هل يحض الأطفال إعلاميا بالاهتمام؟

❊❊ أعتقد وبحكم تجربتي الطويلة، أن الأطفال لا زالوا في أدنى درجات الاهتمام بالإعلام في العالم العربي عموما، لأننا لا نعترف بكينونتهم كأشخاص موجودين لهم حقوق ويستحقون الاهتمام، حيث نجد المؤسسات الإعلامية لا تهتم بالمواضيع الموجهة للطفولة، لأنهم لا يعتبرونهم مشاهدين رئيسيين وبرامجهم لا تحقق الربح، بالتالي فالعاملون في الإعلام لا يجدون شهرة من وراء العمل معهم، وفي المقابل نجد أن السياسة والفن يجلبان الشهرة أكثر، لذا نجد على المستوى الشخصي أن العاملين في الإعلام يتجنبون كل ما يتعلق بالطفولة كمواضيع للنقاش، ومن ثمة فإن كل قضايا الطفولة سواء كانت حقوقية أو ثقافية، تبقى بعيدة كل البعد عن الاهتمام، الأمر الذي جعلها تحتل المراتب الأخيرة، للأسف الشديد.

ما الذي تقترحينه لإعادة الاعتبار للمادة الإعلامية الموجهة للطفل؟

❊❊ أقترح، بل وأتمنى أن يكون هناك نوع من الشبكات التي تجمع المهتمين بقضايا الطفولة وقضايا الإعلام والإنتاج الفني الموجه لهذه الفئة، ممثلا في أغان أو مسلسلات. كما أتمنى أن تكون متواجدة مثل هذه الشبكات بكل البلدان العربية، حتى يتمكن من وضع الأطفال في سلم الاهتمامات، سواء بكتابة محتوى جيد أو بوضع قضاياهم على سلم الأولويات، خاصة ما تعلق بالأطفال الذين تتعرض حقوقهم للانتهاك.

بالحديث عن المهتمين بقضايا الطفولة، هل تعتقدين أنهم موجودون في العالم العربي؟

❊❊ المهتمون بقضايا الطفولة في العالم العربي موجودون، لكن للأسف الشديد، ليس هناك ما يجمعهم، وأقصد بذلك كيان قائم بذاته، حيث نجد الاهتمامات فردية وليست مشتركة من أجل هذا مثلا، وكإعلامية، أنا مهتمة بقضايا الطفولة، فعندما أزور الجزائر لا أعرف من هي الجهة المهتمة إعلاميا بالطفولة ومعلوماتي متوقفة فقط عند الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفل كجهة رسمية، وهي في حقيقية الأمر مكسب للجزائر، لكن ليس في الجانب الإعلامي، نفس الشيء في باقي الدول العربية، وهو المشكل الذي يجعلنا لا نخطط لمشاريع تدريبية أو إبداعية للأطفال.

ما هي الطريقة التي يمكن اعتمادها لتسليط الضوء إعلاميا على  قضايا الطفولة؟

❊❊ في رأيي، يجب الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى، بحكم أن العالم اليوم لم يعد يعتمد على الإعلام التقليدي وإنما بالتوجه إلى العالم الافتراضي واستغلاله من خلال إنشاء شبكات تشاركية تفتح الباب لكل راغب لأن ينضم إلى الشبكة أو الصفحة، من المهتمين ـ طبعا ـ بعالم الطفولة، وأن يكون لديهم شغف كبير إليهم. بالمناسبة، إطلاق شبكة للإعلاميين الجزائريين حول الطفولة خطوة غاية في الأهمية، لأنها ستفتح الباب لتشجيع المهتمين بقضايا الطفولة على طرح انشغالاتهم أولا، والإنتاج لفائدتهم في المجال الإبداعي، فهؤلاء يستطيعون من خلال أعمالهم وضع الطفل كأولوية في الأخبار أو في مجال الإنتاج، وقد ينتقل هذا الصدى إلى العالم.

كيف تقيمين الأداء الإعلامي العربي في قضايا الطفولة مقارنة بالدول الغربية؟

❊❊ الأداء الإعلام العربي في قضايا الطفولة يعاني نقصا كبيرا،  كما أن المحتوى العربي الموجه للأطفال يغلب عليه الطابع التجاري، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ألفت الانتباه إلى وجود خطر كبير لم تنتبه له الأنظمة العربية أو أهملته ـ إن صح التعبير ـ لأن الجيل الجديد ليس من متتبعي البرامج التقليدية في وسائل الإعلام الكلاسيكية، وإنما تحول إلى عالم التكنولوجيا الذي أصبح يشكل خطرا بسبب عدم وجود محتوى يخدم الطفل، إذ نجدهم يشاهدون كل شيء وقد يكون خطيرا، على غرار ما حدث مؤخرا بالنسبة للعبة "الحوت الأزرق" بالجزائر، وإذا ما قارناها مع الدول الغربية، سنجد أن أولادنا في الدول العربية معرضون للخطر في السنوات الأولى من أعمارهم، أكثر بكثير من أبناء الدول الغربية، لأنهم يتابعون كل ما يعرض على مختلف المواقع ولساعات طويلة، لذا أؤكد أن المحتوى يلعب دورا كبيرا في مجال الحماية.

رشيدة بلال