طباعة هذه الصفحة

الحرفي سفيان أمزيان:

الإرادة كفيلة بهجر الكيس البلاستيكي وتثمين القفة

الإرادة كفيلة بهجر الكيس البلاستيكي وتثمين القفة
الحرفي سفيان أمزيان
  • القراءات: 980
❊نور الهدى بوطيبة ❊نور الهدى بوطيبة

أبرز الحرفي سفيان أمزيان، مختص في صناعة قفف الدوم التقليدية، التي تعد جزءا من ثقافتنا الشعبية، أن هذه الثقافة التي باتت تزول تدريجيا بسبب تسارع الحياة اليومية لدى الشخص العملي وكثير الحركة في المجتمع، حيث أشار الحرفي إلى أنه رغم الأهمية الكبيرة التي تحتلها القفة التقليدية "الصحية" في روتين حياتنا، إلا أن الفرد تخلى عن استعمالها، وهو ما سرّع سعيه إلى إعادة الاعتبار لها، من خلال إعطائها وجها جديدا وعرضها في الساحات العمومية، وحث الناس على إعادة استعمالها من خلال حملات تحسيسية.

أوضح المتحدث أن ثقافة استعمال الدوم زالت بعدما اجتاحت الأكياس البلاستيكية استعمالاتنا اليومية، حيث قال "في زمن مضى، لم تكن تلك الأكياس المضرة بالصحة تتداول في محلات بيع المواد الاستهلاكية، خصوصا الخضر والفواكه واللحوم التي تتصل مباشر مع الكيس، مما يجعلها تتعرض للسموم التي تخلفها مادة البلاستيك، بل كان يتم استغلال أكياس ورقية للف اللحوم ووضعها في قفف الدوم، قبل الاستعمال البلاستيكي، حتى لا تتسخ، أما الخضر والفواكه فتوضع مباشرة في قفف الدوم".

أشار أمزيان إلى أن صناعة الدوم اليوم، باتت تتراجع بسبب تخلي الفرد عنها، إلا من قبل فئة قليلة منها لا تزال ترسخ تلك الثقافة في وسطها الأسري، وترى أن استعمال الأكياس البلاستيكية ليس تصرفا حكيما ومسؤولا تجاه البيئة، ويعرض بالتالي سلامتها للتهديد.

من منا لم يسبق له أن وقف على مشهد تطاير الأكياس البلاستيكية في الهواء، أو تزيينها لأشجار حولت منظرها إلى أبشع ما يكون، وأخطر من ذلك؛ تغطيتها لرمال الشواطئ وتواجدها في أعماق البحار، جعل الكائنات البحرية تتعرض للخطر، بسبب تناولها لها، فحتى وإن بدا للمستهلك عدم مشاركته في تلك المسؤولية، يضيف المتحدث، إلا أنه يبقى المسؤول الأول عن تلك الكارثة الطبيعية، بل لابد أن يغير من ثقافته ويحد من الاستعمال اليومي للأكياس البلاستيكية، ويستبدلها بأكياس ورقية، أو يعود إلى أصالة استعمال قفة الدوم.

قال الحرفي، إن صناعة الأكياس البلاستيكية مدرة للمال، نظرا لتصنيعها بشكل كثيف لتغطية حاجات العالم، وفي نفس الوقت، لا تتطلب الكثير لصناعتها، بل هي مواد بلاستيكية ملقاة في النفايات يعاد تدويرها لإنتاج أرخص الأكياس وأخطرها على الصحة.

أضاف أنه رغم التعليمات الوزارية التي تم تطبيقها في فترة سابقة، والتي تنص على منع استعمال الأكياس البلاستيكية السوداء، إلا أنها عادت وبقوة، وكادت الأكياس البلاستيكية الأخرى القابلة للتحلل، والتي تعد "صديقة البيئة" نوعا ما، تختفي تماما، وهو الأمر الذي يستوجب على جمعيات حماية المستهلك دق ناقوس الخطر بشأنه، لإعادة فرض منعه وتحسيس الفرد بأهمية رفضه لدى التاجر واستعمال بدله قفة الدوم الصحية.

أكد أمزيان أن الاستعمال المفرط للأكياس البلاستيكية في حقيقة الأمر، راجع إلى أن الفرد يراها عملية، ويشتد استعمالها خلال المناسبات، على غرار شهر رمضان المبارك والعيدين، حيث تكثر عمليات التبضع واقتناء المشتريات.

في الأخير، دعا المتحدث إلى ضرورة تكثيف الحملات التحسيسية المتعلقة بمخاطر الأكياس البلاستيكية، التي تحتوى على مواد مسرطنة، لاسيما تلك المصنعة من مواد معادة التدوير ولا تراعي معايير السلامة الصحية، بل تحتوي على جزيئات تتفاعل مع ما يتم حمله بداخلها من مواد استهلاكية، خصوصا ما يتم تناوله طازجا كالفواكه والخبز وغيرها، مع تجديد النداء للسلطات المعنية بخصوص تشديد الرقابة على تلك المواد وفرض غرامات على استعمالها، وتفعيل المواد المتعلقة بمنع استعمال الأكياس السوداء الخطيرة، وحث المحلات على المبادرة في سبيل منع الأكياس أو دفع مقابلها، لتشجيع الفرد على حمل كيس من بيته أو استعمال القفة، بالتالي الحد من عدد الأكياس البلاستيكية المتداولة وسط المجتمع، والتي يكون مصيرها إلقاؤها في الطبيعة، بالتالي تشويه منظرها وتهديد الكائنات التي تعيش فيها.