في يوم تحسيسي ضد مخاطر الألعاب الإلكترونية

الإدمان يسبب العزلة للأطفال وينمي لديهم الأنانية

الإدمان يسبب العزلة للأطفال وينمي لديهم الأنانية
  • القراءات: 797
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكدت الأخصائية النفسانية فتحية محمودية، أن الألعاب الإلكترونية تتسبب في عزلة الأطفال، مما يجعلهم يفقدون الحياة الاجتماعية وينطوون على أنفسهم، مشيرة إلى أنه في زمن مضى كان الأطفال يعرفون ألعابا أخرى، تمنحهم ما لا تمنحهم الألعاب الإلكترونية، وهي روح الجماعة، حيث كانت تلعب في مجموعات، تعطي الطفل فرصة الاحتكاك بأطفال من عمره، مما يساعده على صقل شخصيته.

كان هذا على هامش اليوم التحسيسي التوعوي الذي نظمته جمعية ”جيل الغد للطفولة والشباب”، بالمركز الثقافي ”العربي بن مهيدي” بالعاصمة، تحت عنوان ”مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين”، حيث أشارت المختصة إلى أنه، رغم إيجابيات اللعبة للطفل، إلا أنها لابد أن تكون وفق معايير محددة، وعلى الأولياء أن يرشدوا أطفالهم إلى لعب مفيد ومسل.

في هذا الصدد، قالت المتحدثة، إن مفهوم اللعب لدى الطفل جد مهم، ففي المرحلة العمرية بين ثلاث سنوات إلى غاية 13 سنة تقريبا، على الطفل أن يعرف مرحلة الطفولة، ويستغلها تماما باللعب والمرح، فهي مرحلة لا بد أن يكون فيها اللعب بأدوات حسية وسط الجماعة، على غرار الدمى، ألعاب الألغاز حسب كل فئة عمرية، الأرجوحة وغيرها من الألعاب وسط الجماعة.

قالت المختصة، إن العزلة تتسبب في الانطواء على النفس، وهي من أكبر سلبيات الألعاب الإلكترونية، فمن الجانب النفسي والسلوكي يؤدي إلى الانطواء عن العالم الخارجي، مما يقلل من احتكاك الطفل بمحيطه، بالتالي من خبراته التي تساعده على اختبار العالم واكتساب تجارب تساهم في تنمية الشخصية.

أكدت محمودية أن معظم تلك الألعاب تحتوي على مشاهد عنف، بالتالي لها علاقة وطيدة بالسلوكيات العنيفة للطفل وتكسبه روحا أنانية، لأن هناك مراحل لعب تدفع لاعبها إلى ضرورة ربح كل تلك المراحل، مهما كان الثمن، في اللعبة، تنمي لديه روح الربح دون أية مبادئ، وهذا ما يجعله يكتسب صفة الأنانية.

في الأخير، قالت المتحدثة، إن الألعاب الالكترونية لها إيجابياتها، ولابد فقط من حسن استغلالها، وهنا يأتي دور الأولياء في ترشيد أطفالهم نحو تلك الألعاب الجيدة، مشيرة إلى أن اللعبة الإلكترونية لها استراتيجية وفيها قوانين لابد من اتباعها، وهذا ما سيعلم الطفل كيفية اتباع القوانين واحترامها، وتعطيها شخصية منظمة أكثر ولها استراتيجية تسير وفقها.

على صعيد ثان، قالت زينب دباب، رئيسة جمعية ”جيل الغد”، إن الهدف من تنظيم هذه المبادرة، هو تحسيس الأولياء بأهمية وضع برنامج للطفل من أجل مساعدته على تقسيم وقته بطريقة تجعله يلعب ويتسلى، دون أن يفقد أيضا ضرورة التعلم واكتساب مهارات، لأن الطفولة أحسن مرحلة لاكتساب جميع المهارات، سواء في تعلم اللغات، قراءة الكتب، الرسم، ممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة المفيدة، مشيرة أيضا إلى أن الألعاب الإلكترونية اليوم، أصبحت تتسبب في تضييع وقت الطفل والتراجع في دراسته، إذ تجده يمضي يوما كاملا مع تلك الألعاب، وهنا تأتي مسؤولية الأولياء في منعها وإتاحتها في الوقت اللازم.