الإمام طارق بركان :

الأولياء يحقنون الخجل المرضي في أطفالهم دون وعي

الأولياء يحقنون الخجل المرضي في أطفالهم دون وعي
  • 536
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحدثنا إلى السيد طارق بركان، إمام بمسجد "صمد" قسنطينة حول موضوع الخجل المرضي، فقال؛ "إن الأولياء هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن تكوين ذلك السلوك السلبي في الطفل، فعليهم التفرقة بين الخجل المرضي والحياء، وهما كلمتان مختلفتان حرفيا وجوهريا، فالخجل المرضي هو عدم قدرة الطفل على التعبير عما يريده أو ما يحبه، فيفضل السكوت والاختباء في زاوية يتفادى بها أسئلة الآخرين، كما تجده يبحث عن مسلك لتفادي الاحتكاك بالأجانب، ويجعل الخجل الطفل عاجزا عن الكلام حتى وإن أراد ذلك، فتظهر ملامح التردد عليه. أما الحياء فهو سلوك حميد، يجعلنا نحسن السلوك مع الآخرين، نحترم ذاتنا وغيرنا. ويظهر الخجل عند الأطفال الذين "يحرمون" من قبل أوليائهم من الحديث مع من يفوقونهم سنا مند الصغر، فبعض الأولياء في مجتمعنا ومنذ سنوات، عاشوا بقناعة بأن الحديث للكبار، فيحث الأب أو الأم الصغير على عدم التكلم في حضرة الكبار، وهذا الأمر خاطئ وإنما لابد من توصية الطفل على الكلام في حدود الاحترام وليس عدم الكلام مطلقا.

وأشار المتحدث إلى أن ديننا يوصينا بالاحترام، لأنه خلق حميد، لكنه لم يمنع من مجالسة الصغار للكبار، بالعكس، لابد من مخاطبة الصغير على أنه شخص راشد وواع حتى يكتسب الثقة في نفسه. ويقول إمام المسجد بأن للكبار دور عظيم في ترسيخ هذا السلوك في الطفل، فمعظم العائلات في مجتمعنا توصي الطفل بعدم الكلام في مجالس الضيافة، أو السخرية من تصرفاته على سبيل الفكاهة وبنية حسنة، ولا تدري أن هذا التصرف يستقبله الطفل بمشاعره ويعتبره حكما عليه، بالتالي يفقد الثقة في نفسه ويشعر دائما بأنه مراقب، وأنه خاضع للتعليق.