البروفيسور بدر الدين ميتيش رئيس مصلحة الحروق بالعاصمة:

الأولياء مسؤولون عن الحوادث التي يتعرض لها أبناؤهم

الأولياء مسؤولون عن الحوادث التي يتعرض لها أبناؤهم
  • القراءات: 2666
رشيدة بلال رشيدة بلال

سجلت مصلحة الحروق بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الحروق بالعاصمة، تراجعا ملموسا في عدد حالات الحروق الناتجة عن الألعاب النارية مقارنة بالسنوات الماضية، ولكن هذا لا يمنع من دعوة المواطنين إلى التحلي أكثر بالوعي تجاه المخاطر الكبيرة الناجمة عن إشعال مختلف أنواع المفرقعات، لاسيما تلك التي تسبب انفجارات متتالية يقول البروفيسور بدر الدين ميتيش رئيس مصلحة الحروق بالعاصمة.

تعرف مصلحة الحروق عشية إحياء المولد النبوي الشريف توافد عدد من الأطفال طلبا للإسعافات الأولية الناجمة عن الاستعمال غير المراقب للمفرقعات ومختلف الألعاب النارية حسب البروفيسور بدر الدين الذي قال في حديثه إلينا: ”الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، للأسف، تحول إلى احتفال متبوع بالعديد من الحوادث الخطيرة، إذ أن المصلحة تستقبل خلال فترة الاحتفال عددا من الضحايا أغلبهم أطفال محروقون بدرجات متفاوتة، فللاسف، النصائح والنشاطات التحسيسية التي نباشرها ونشارك بها لم تلق الأذن الصاغية”. وأضاف موضحا: ”بلغة الأرقام وبالرجوع إلى سنة 2012 تم تسجيل 21 حالة حروق من الدرجتين الأولى والثانية لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و15 سنة أما بالنسبة للبالغين من الذين يقصدون المصلحة للتكفل الاستعجالي بحروقهم فتراوحت أعمارهم بين 16 و30 سنة، وبالرجوع إلى سنة 2011 نجد أن المصلحة سجلت 24 حالة أغلبها أطفال وكانت نسبة الحروق تتراوح بين الدرجتين الأولى والثانية.

ما ينبغي أن يتنبه إليه الأولياء ونحن نحيي هذه المناسبة يقول البروفيسور ”إن الألعاب النارية تشكل خطورة كبيرة على الأطفال تصل إلى حد إحداث تشوهات على مستوى الوجه، وتؤدي إلى بتر بعض الأعضاء وتحديدا أصابع الأيدي التي تستعمل في رمي المفرقعات وقد وقفنا بالمصلحة على بتر العديد من أصابع بعض الأطفال الذين تعرضوا لحالات متقدمة من الحروق”.

وفي رده على سؤالنا حول ما إذا كان ينتظر تسجيل عدد كبير من الحالات هذه السنة أوضح البروفيسور أن المصلحة عادة تستقبل 20 حالة خلال اليومين الخاصين بالاحتفال ولكن نتوقع، يقول، أن يتم تسجيل تراجع بالعاصمة وما جاورها خاصة وأن عملية بيع المفرقعات عرفت تراجعا في الآونة الأخيرة بعد تشديد الرقابة على المستوردين ما عدا ببعض الأسواق الموازية التي لا تزال تنشط. ونفى البروفيسور بدر الدين، المسؤولية عن الأطفال واعتبرهم ضحايا للهفة الأولياء لاقتناء مثل هذه الألعاب على الرغم من وعيهم بخطورتها، غير أن تغليب العادة يدفع بالكثيرين إلى تأمينها لأبنائهم لإدخال الفرحة عليهم، لذا وبحكم أن الاحتفال بهذه الطريقة، لا يزال مكرسا حبذا لو أن الأولياء يتنبهون إلى جعل دائرة شراء المفرقعات محصورة بالألعاب التي لا تحدث ضررا كتلك التي تنتج الألوان، أو تصدر بعض الأصوات وأن يتولى الأولياء مهمة إشعالها بعيدا عن الأطفال.

من جملة النصائح التي ارتأى البروفيسور التأكيد عليها، للتقليل من الحوادث، التي يذهب ضحيتها أطفال تجنب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بطريقة إشعال وحرق المفرقعات وإشعال الشموع التي هي الأخرى تشكل خطرا كبيرا على الأطفال، والاكتفاء عند الضرورة باقتناء ما لا يشكل خطرا على الأقل، كي لا يعيش الأطفال بتشوهات قد تؤثر سلبا على حياتهم النفسية، وتتسبب لهم في بعض العقد كالانطواء.